ألمانيا و "الخوف مما يخبئه المستقبل" - (أحداث جارية)
قبيل إجراء هذه الانتخابات الحاسمة، تشاركنا "جيدايا أوتى" آرائها حول الوضع السياسى الفوضوى فى أكبر اقتصاد فى أوروبا:
"عمرى 59 عامًا، أعيش فى "ترير"، أقدم مدينة فى ألمانيا، والتى أسسها الرومان منذ أكثر من 2000 عام"، هذا ما يقوله "جريجور" الذى يعيش فى مدينة يبلغ عدد سكانها حوالى 110,000 نسمة فى الجنوب الغربى الغنى لألمانيا.
تقع "ترير" على بعد مسافة قصيرة من حدود لوكسمبورج وبلجيكا وفرنسا وهولندا، وغالبًا ما توصف بأنها تقع فى "قلب أوروبا".
يضيف "جريجور": "عندما أمشى مع كلبى، أرى كبار السن يبحثون عن الطعام فى صناديق القمامة. هذا يؤلمنى. قبل عشرين عامًا، لم أكن أرى شيئًا مثل هذا أبدًا."
عمل "جريجور" فى مجال التمويل لمدة 40 عامًا تقريبًا حتى فقد وظيفته الصيف الماضى. وهو الآن يبحث عن وظيفة جديدة، ولكن فى "لوكسمبورج"، وليس فى "ألمانيا"، لأن "نظام المعاشات التقاعدية هناك أكثر جاذبية، والطرق أفضل، والنقل العام مجانى."
سيكون "جريجور" واحدًا من ملايين الألمان الذين سيصوتون فى انتخابات عامة مبكرة فى 23 فبراير من هذا العام 2025، بعد انهيار ائتلاف الحزب الديمقراطى الاجتماعى (SDP) والحزب الديمقراطى الحر (FDP) وحزب الخضر فى نوفمبر الماضى.
كان "جريجور" واحدًا من مئات المواطنين الذين تشاركوا معنا شعورهم تجاه الوضع السياسى والاقتصادى الفوضوى فى أكبر اقتصاد فى أوروبا.
اتفق معظم الناس على أن المشاكل التى تعانى منها "ألمانيا" تُعزى فى المقام الأول إلى نقص الاستثمار فى قطاعات النقل والطاقة والإسكان والتعليم والبنية التحتية الصحية، لكن الآراء اختلفت بشكل كبير حول كيفية تمويل هذه الاستثمارات.
"جريجور"، الذى كان فى الماضى مؤيدًا للأحزاب اليسارية، من المرجح أن يصوت لصالح الحزب الديمقراطى الحر (FDP) الليبرالى ولكن المحافظ ماليًا – وهو الحزب الذى يلومه الكثيرون على انهيار الائتلاف.
رفضت قيادة الحزب تبنى المزيد من الاقتراض العام وفقًا لـ"فرملة الديون"، التى أُدرجت فى الدستور الألمانى بعد الأزمة المالية العالمية عام 2008.
تقول "لوسيا"، وهى طالبة تبلغ من العمر 24 عامًا من "فرانكفورت": "أنا من مجتمع الأشخاص الملونين (POC) فى ألمانيا، وأشعر حرفيًا بكراهية الناس تجاه الأجانب وهى فى تزايد."
على مدى العامين الماضيين، تعرضت "لوسيا" للاعتداء ثلاث مرات من قبل غرباء فى الشارع، كما أضافت: "فرانكفورت هى مدينة المال، وهى مدينة دولية جدًا، ولدى صديقة مقربة، تعمل كمصففة شعر، لذا يخبرها الناس عادة بما يشعرون. وعلى مدى العامين الماضيين، كانت تقول لى ان شعبية الأحزاب اليمينية تزداد قوة، لأن الناس خائفون."
يعتقد بعض الناس أن المخاوف الأمنية والاضطرابات الجيوسياسية يجب أن تدفع بالحكومة إلى تجاهل قيود الاقتراض. وهو ما يعتقده على سبيل المثال، "جوليان"، البالغ من العمر 36 عامًا، وهو باحث فى الكنيسة الكاثوليكية من "بافاريا".
يقول إنه يخطط للتصويت لصالح حزب الخضر، لأنهم دعوا إلى إلغاء فرملة الديون. كما أنه يتساءل: "ماذا سيحدث لأوروبا إذا سقطت أوكرانيا؟"
هناك شعور سائد بأن الخطاب العام لا يقوم بعمل أى شئ. نحن نخنق بسبب الأنانية المحلية والبيروقراطية، صناعة التكنولوجيا لدينا هى مزحة، وأيضاً قواتنا المسلحة."
هناك أيضاً"ديفيد"، وهو طيار متقاعد من شركة طيران وكان فى السابق يصوت لصالح الاتحاد الديمقراطى المسيحى (CDU)، ويعيش فى بلدة صغيرة في "بافاريا"، لقد ألقى باللوم على "أيديولوجيا" حزب الخضر فى تشكيل "أكثر حكومة عاجزة وغير كفؤة" شعر أنه عاش تحت حكمها.
يقول "ديفيد": "سأصوت لصالح حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD)". وأضاف أن أسعار الغذاء مرتفعة، والأجور راكدة، ونظام الرعاية الصحية فاشل، والهجرة غير المنظمة "خارجة عن السيطرة".
ستصوت "أنجيليكا سوركامر"، وهى مديرة سفريات تبلغ من العمر 59 عامًا من "بادربورن" فى شمال الراين-وستفاليا، لصالح حزب الخضر لأول مرة لأنها تتفق مع سياسات الحزب فى مجال الطاقة وتعتبر أزمة المناخ هى "المشكلة الرئيسية".
وحسب ما قالت: "الأمور لم تكن تسير على ما يرام تحت حكم "شولتز"، ولن تتحسن تحت حكم "ميرتس". أخشى أننا كأمة سنصبح أضعف، مما سيضعف الاتحاد الأوروبى، ومع وجود حكومة أمريكية غير مستقرة من جهة وبوتين من الجهة الأخرى. لن يهتم أحد بقضايا المناخ أو البيئة، أنا شخصيًا أشعر بعدم الأمان أكثر من أى وقت مضى."
فلننتظر ونرى.
تعليقات