سيناريو: قصر الرمال

 


المشهد الأول: القصر الرئاسى - قاعة العرش - ليلًا

الوصف: قاعة فخمة مضاءة بثريات ذهبية تتأرجح ببطء، تعكس الضوء على الجدران المزينة بصور الجنرال "حيدر قابض" فى زى عسكرى متأنق. النوافذ مغلقة بستائر قرمزية ثقيلة، والجو مشحون بالتوتر. "حيدر"، رجل فى الستينيات، شارب كثيف ووجه متعب، يجلس على كرسى مرتفع كالعرش. بجانبه زوجته، امرأة مكتزة لم تنل قسطاً من التعليم فعوضت ذلك بتغيير إسمها من "حكمت" إلى "الحكمة"، ترتدى فستانًا مرصعًا بالجواهر، بينما تحاول إخفاء قلقها خلف ابتسامة متعجرفة. يقف أمامهم وزير الداخلية، "سيف الظلام"، بعيون حادة كالصقر، ومجموعة من الوزراء الخائفين.

صوت ساعة حائط قديمة يطقطق ببطء، ممزوجا بأصوات همهمات الوزراء وصوت رياح خافتة تتسلل من شقوق النوافذ.

حيدر: (يصرخ، وصوته يتردد فى القاعة): كيف يجرؤ هؤلاء الفئران على أن يتحدونى؟! أخبرنى يا"سيف" أنك أمسكت بهم!

سيف الظلام: (بنبرة باردة، بينما يعبث بسكين صغير) سيدى، "أبناء الحرية" هؤلاء ليسوا سوى مجرد خيالات.  ستبتلعهم سجونى، لكن على أن أقول... الشعب بدأ يتحرك.

الحكمة: (تقاطعه، وهى تضرب الطاولة بيدها المزينة بالخواتم): الشعب؟ إنهم قطيع جاهل! أعطهم كلامًا معسولًا وسيصمتون. أنا، "الحكمة"، أعرف كيف أُسكتهم!

حيدر: (يحدق بها بغضب) كفى هراء! "قاسم"، أين جيشك؟ أريد رؤوس هؤلاء المتمردين!

يدخل "قاسم"، رجل فى الثلاثينيات، ذو مظهر قاسٍ، يرتدى بدلة سوداء أنيقة، ويتبعه رجلان مسلحان.

قاسم: (بابتسامة متعجرفة، يتقدم بخطوات واثقة) أبى، جيشى جاهز. لكن دعنا نكون صرحاء... (ينظر إلى "حيدر" بتحدى) ربما حان الوقت لقائد أصغر، أقوى.

الحكمة: (تصرخ، وجهها يحمر) "قاسم"! كيف تتجرأ؟ أنا أمك!

سيف الظلام: (يبتسم بخبث، يهمس) الذئب الصغير يظن نفسه ملكًا. ذلك مثير للاهتمام.

تتحرك الكاميرا  لتُظهر ظلال الجميع على الجدران، كأنها أشباح تتربص ببعضها.

المشهد الثانى: زقاق مظلم فى العاصمة - ليلًا

الوصف: زقاق ضيق، أرضية مبللة بالمطر تعكس ضوء مصباح مكسور يتأرجح. "سارة"، فتاة فى العشرينيات، ترتدى معطفًا داكنًا، وجهها مغطى بغطاء رأس. بجانبها "كريم"، مهندس حاسبات يحمل جهازًا لوحيًا، و"نور"، صحفية شابة تمسك هاتفًا محمولًا. الظلال تتحرك على الجدران، كأنها تراقبهم.

صوت قطرات المطر تتساقط على الأرض، ممزوجة بصفارات الشرطة البعيدة وأصوات خطوات خافتة تقترب.

سارة: (بهمس عاجل، عيناها تلمعان بحماس) الخزينة فى القصر. الوثائق الموجودة هناك تُدين "حيدر"، و"قاسم"، "ليلى"... كلهم! إذا كشفناها، سينتفض الشعب .

كريم: (ينظر إلى جهازه، أصابعه ترتجف) أستطيع تعطيل الأمن... لكن لدينا عشر دقائق فقط قبل أن ينقض علينا "سيف الظلام".

نور: (بقلق، تمسك هاتفها بقوة) "سارة"، إذا فشلنا، ستنتظرنا سجونهم. أبى مات هناك. لا أريدك أن تكونى التالية.

سارة: (تضع يدها على كتف "نور"، بنبرة قوية) لن أموت، "نور". هذه فرصتنا. بلدنا "الرمال" تستحق أن تتنفس.

كريم: (يبتسم رغم الخوف) حسنًا، إذا مت، أريدكم ان تصنعوا لى تمثالًا تذكاريًا فى الساحة.

تضحك "نور" بخفة، لكن صوت سيارة شرطة يقطع الضحكة. تُظهر الكاميرا  ظلال رجال مسلحين يقتربون من الزقاق.

المشهد الثالث: منزل "وسيم" و"ليلى" - غرفة المعيشة - ليلًا

الوصف: غرفة فاخرة، أضواء خافتة تلقى ظلالًا طويلة على الأثاث الغالى. "وسيم"، رجل ضعيف المظهر فى الثلاثينيات، يجلس وهو يرتجف على أريكة جلدية. "ليلى"، امرأة أنيقة بملامح حادة، تمشى ذهابًا وإيابًا، تتحدث عبر هاتف ذهبى.

صوت ساعة حائط يطقطق، ممزوج بصوت رياح عاصفة تهز النوافذ. وصوت "ليلى" يتردد بحدة فى الغرفة.

ليلى: (فى الهاتف، بنبرة حاسمة) "سيف"، أعطيك كل ملفات "قاسم". صفقاته، مخازنه، كل شىء. تخلّص منه، وأنا أضمن لك ولاء "وسيم".

وسيم: (يصرخ، بصوت مرتجف) "ليلى"، توقفى! "قاسم" أخى! لا يمكنك

ليلى: (تلتفت إليه، عيناها تلمعان بغضب) أخيك؟ بل هو ذئب سيأكلنا! إذا لم أتحرك، سيستولى على كل شىء! أنت مجرد دمية، "وسيم" أنا من يدير اللعبة!

وسيم: (يخفض رأسه، يهمس) لكن الشعب يثور... ماذا لو خسرنا كل شىء؟

ليلى: (تبتسم بخبث، وهى تمسك حقيبة صغيرة) لا تقلق. لدى خطة... وحساب مصرفى فى "سويسرا" ينتظرنى.

الكاميرا تُظهر "ليلى" وهى تفتح حقيبة مليئة بالذهب، بينما يحدق "وسيم"  فى الأرض، يعكس وجهه العجز.

المشهد الرابع: الانتفاضة - شوارع العاصمة - فجرًا

الوصف: شوارع "الرمال" تغلى بالحشود، تحمل لافتات مكتوب عليها "الحرية!" وصور الوثائق المسربة. تقف "سارة" على سيارة محترقة، تتحدث عبر ميكروفون. يقود "قاسم" دبابة، لكنه يُصاب ويسقط.  يُقبض على "سيف الظلام" وسط الفوضى. تقلع طائرة "حيدر" و"الحكمة" ، ثم تنفجر فى السماء، تاركة سحابة نارية.

هتافات الحشود تملأ الجو، ممزوجة بأصوات إطلاق نار متفرقة وصوت انفجار الطائرة البعيد.

سارة: (تصرخ، وصوتها يتردد): ياشعب "الرمال"! هذه وثائق فسادهم! "حيدر" سرق أحلامكم، "قاسم" سرق أرواحكم، "ليلى" سرقت ثرواتكم! اليوم، نحن من يقرر!

متظاهر: (من الحشد) من سيحكمنا الآن؟ لا نريد ديكتاتورًا آخر!

سارة: (بعزيمة) أنتم! الشعب هو الحاكم! لن نعطى السلطة لفرد واحد بعد الآن!الكاميرا تُظهر آثار انفجار الطائرة فى السماء، والحشد يهتف بمزيج من الصدمة والفرح.

المشهد الخامس: مكتب الحكومة المؤقتة - بعد عدة أشهر

الوصف: غرفة بسيطة، طاولة خشبية متصدعة. "سارة"، "كريم"، و"نور" يجلسون مع "طارق" زميل الكفاح والعضو المؤسس فى"أبناء الحرية" الذى يرتدى زيًا عسكريًا جديدًا مزينًا بالنياشين. ضوء خافت يتسلل من نافذة مكسورة، والجدران مغطاة بملصقات ثورية ممزقة.

صوت رياح خافتة تهز النافذة، ممزوج بصوت همهمات الحراس خارج الغرفة.

طارق: (بثقة، يضرب الطاولة) "الرمال" تحتاجنى. أنا من أوقف الفوضى. الشعب يريد قائدًا، وليس فتاة تحلم بالمثاليات!

سارة: (تقف، عيناها تلمعان بغضب) قائد؟ أنت تستخدم سجون "سيف الظلام"! وجدنا وثائق تثبت خيانتك! أنت "حيدر" جديد!

طارق: (يضحك بسخرية) الشعب لا يهتم بالوثائق، إنهم يا"سارة" يريدون خبزًا، أمانًا. أنا أعطيهم ذلك.

سارة: كل طاغيه يبدأ بخطاب جميل، وينتهى بيدين ملوثتين بالدم. الشعب لن يصفق للكلمات وانما يطالب بالافعال.

نور: (تصرخ) أنت تبنى قفصًا جديدًا! الشعب يستحق الحرية!

كريم: (بهدوء، لكنه متوتر) "طارق"، إذا واصلت هذا الطريق، ستُشعل حربًا. دعنا نصنع دستورًا يحمى الجميع.

طارق: (ينهض، بنبرة تهديد) دستور؟ هذا هراء. "الرمال" ملكى. وأنتِ، يا"سارة"... (يشير إليها) ستصبحين ذكرى قريبًا.

سارة: الشعب سيعرف الحقيقة سريعاً.

طارق: الحقيقة لا تسقطنى، حتى لو بدأ الناس يصدقوها. 

يغادر "طارق"، والكاميرا تُظهر وجه "سارة"، مزيج من الخوف والتصميم.

المشهد السادس: مطاردة "سارة" - مكان خارج العاصمة - ليلًا

الوصف: غابة كثيفة، أشجار طويلة تتمايل تحت المطر الغزير. تركض "سارة"، بينما ملابسها ممزقة، دماء خفيفة على ذراعها من جرح طفيف. وخلفها، سيارات عسكرية تُضىء الغابة بأضواء كاشفة. كلاب بوليسية تنبح بعنف. رجال "طارق"، بزى أسود، يطاردونها بأسلحتهم.

صوت المطر يضرب الأرض بعنف، ممزوجًا بنباح الكلاب وصوت محركات السيارات. أنفاس "سارة" المتسارعة تتردد، مع صوت قلبها الذى ينبض بقوة.

سارة: (تهمس لنفسها وهى تركض) لا تتوقفى... لا تتوقفى... "الرمال" تحتاجك.

 تُظهر الكاميرا رجلًا مسلحًا يقترب، يصوب بندقيته. تتفادى "سارة" رصاصة بقفزة إلى خندق موحل. يتردد صوت طلقة  فى الغابة.

جندى: (يصرخ عبر جهاز الاتصال) إنها هنا! أغلقوا الطريق! لا تدعوها تهرب!

سارة: (تزحف فى الوحل، تهمس) لن تمسكونى... لن أسمح لطارق بسرقة أحلامنا.

تصل "سارة" إلى نهر صغير، تتردد للحظة، ثم تقفز فى الماء البارد. تتبعها الكاميرا وهى تسبح بعيدًا، بينما الأضواء الكاشفة تمر فوقها.

المشهد السابع: مواجهة "سارة" و"طارق" - مخبأ مهجور - ليلًا

الوصف: مخبأ تحت الأرض، جدرانه متصدعة مغطاة بالطحالب. ضوء خافت من مصباح زيت يرتجف. "سارة"، تبدو متعبة وملابسها متسخة، تقف فى مواجهة "طارق"، الذى يحمل مسدسًا. اثنان من رجاله يقفان خلفه. الجو مشحون بالتوتر.

صوت قطرات ماء تتساقط من السقف، ممزوج بأنفاس "سارة" الثقيلة وصوت خطوات "طارق" البطيئة على الأرضية الرطبة.

طارق: (يبتسم بخبث، يرفع مسدسه) وجدتك أخيرًا، يا "سارة". كنتِ شوكة فى ظهرى طويلًا.

سارة: (تتنفس بصعوبة، لكن عيناها ثابتتان) اطلق النار، يا"طارق". لكنك لن تقتل فكرتى. الشعب يعرف الحقيقة الآن.

طارق: (يتقدم، صوته يرتفع) الحقيقة؟ الشعب يريد قائدًا، لا أحلام فتاة! أنا سأعيد "الرمال" إلى العظمة!

سارة: (تصرخ، صوتها يتردد) أنت لا تفهم! "الرمال" ليست ملكك! إنها ملك شعبها! لقد بدأنا نعلمهم حقوقهم، ومهما فعلت، لن توقفنا!

طارق: (يضحك، لكنه متوتر) تعليم؟ هذا هراء! الشعب جاهل، وسيظل جاهلًا!

سارة: (تبتسم بحزن) هذا خطأك، "طارق" الشعب يتعلم. وسيُسقطك، كما أسقط "حيدر".

فجأة، يُسمع صوت انفجار بعيد. يلتفت "طارق"، مصدومًا. تُظهر الكاميرا دخانًا يتسلل من مدخل المخبأ. يعرع رجاله للخارج، وتستغل "سارة" اللحظة لتركض نحو مخرج جانبى.

المشهد الثامن: قرية نائية - منزل فلاحى - فجرًا

الوصف: منزل طينى متواضع، مضاء بضوء الشمس الأولى يتسلل عبر نافذة صغيرة. "سارة"، متعبة لكن عيناها مليئتان بالأمل، تجلس مع عائلة من المكان ومجموعة من القرويين. توجد على الطاولة أوراق مكتوب عليها "حقوقك".

اصوات الرياح الهادئة تمر عبر الحقول، ممزوجة بأصوات أطفال يلعبون خارج المنزل وصوت "سارة" هادئ لكنه قوى.

سارة: (للقرويين) "طارق" يظن أنكم جهلة، لكنكم لستم كذلك. الحرية تبدأ هنا، فى عقولكم. تعلموا حقوقكم، نظموا أنفسكم، لا تدعوا أحدًا يسرق صوتكم.

أبو اليسر: (فلاح عجوز، بنبرة مترددة) لكن كيف نواجهه؟ لديه جيش!

سارة: (بقوة) الجيش ليس أقوى من إرادة شعب. بدأنا فى القرى، وسنصل إلى العاصمة. "نور" تنشر كلامنا، و"كريم" يساعدنا من الداخل.

أبو اليسر: (بقلق) وإذا قتلوك؟

سارة: (تبتسم بحزن) إذا مت، سينهض غيرى. الثورة الحقيقية ليست أنا... إنها أنتم.

تُظهر الكاميرا "سارة" وهى توزع أوراقًا على القرويين، بينما ضوء الفجر يملأ الغرفة.

المشهد التاسع: شوارع العاصمة - يوم الاستفتاء

الوصف: شوارع "الرمال" تفيض بالمتظاهرين، يحملون لافتات "الشعب هو الحاكم!" و"لا للديكتاتور!" .تصور "نور" الأحداث بكاميرا هاتفها، وترسل المشاهد مباشرة. يقف "كريم" على منصة، ويكشف وثائق "طارق". 

فى مكتب "طارق"، تُظهر شاشات التلفاز الحشود، بينما هو يصرخ فى ضباطه.

هتافات الحشود تملأ الجو، ممزوجة بصوت طبول المتظاهرين وأصوات صفارات الشرطة البعيدة.

كريم: (عبر ميكروفون، صوته يرتجف لكنه قوى) "طارق" خدعكم! هذه وثائق فساده! كان يعمل مع "سيف الظلام"! هو ليس حاميًا، بل ديكتاتور جديد!

متظاهر: (من الحشد) أين "سارة"؟ نحن معها!

نور: (تصرخ، ترفع هاتفها) "سارة" حية! إنها تقاتل من أجلنا! رسائلها تصل إلى كل قرية!

تتحول الكاميرا إلى "طارق" فى مكتبه، وهو يشاهد المظاهرات.

طارق: (يصرخ، يحطم الشاشة) هؤلاء الحمقى! سأسحقهم!

ضابط: (بهدوء) سيدى... الجيش ينشق. لا يمكننا السيطرة.

"طارق" ينهار على كرسيه، والكاميرا تُظهر الحشود وهى تتقدم نحو القصر.

المشهد العاشر: ساحة الحرية - فجرًا

الوصف: ساحة واسعة، مضاءة بأشعة الشمس الأولى. "سارة" تقف على منصة، وهى تحمل ميكروفونًا، وجهها ملىء بالتصميم. بجانبها "نور" و"كريم". الحشود تملأ الساحة، تحمل أعلام "الرمال" الجديدة. و"طارق"، مكبل اليدين، فى عربة عسكرية يُساق إلى السجن.

يهمس أحد المسؤولين لضابط يصطحب "طارق": السلطة لا تموت، إنها فقط تغير القناع.

هتافات الحشد تمتزج مع صوت نسيم الصباح، وصوت طائر يغرد فى الخلفية، رمزًا للأمل.

سارة: (صوتها قوى، يتردد فى الساحة) شعب "الرمال"، أنتم من أسقط "حيدر"! أنتم من أسقط "طارق"! لكن الحرية ليست مجرد إسقاط الظالمين. إنها مسؤوليتكم! تعلموا، نظموا أنفسكم، كونوا الحكام الحقيقيين!

نور: (بفخر) سنبنى إعلامًا حرًا، يحكى قصتكم!

كريم: (يبتسم) و"رمال" جديدة، بأيديكم، لا بيد أى ديكتاتور!

سارة: (تنظر إلى الحشد، عيناها تلمعان) وعدى لكم: لن أحكمكم. أنتم من سيحكم.

المشهد الأخير: الساحة الخارجية لقصر الرمال – منتصف النهار

الوصف: الناس يتجمهرون فى ساحة القصر، حيث الجدران لا تزال تحمل آثار المعركة. فى الخلفية، عمال يزيلون التماثيل المهشمة. الأطفال يركضون بحرية، رجال ونساء يرفعون لافتات مكتوبة بخط اليد.

تلتقط الكاميرا وجه "سارة" وهى واقفة فى الشرفة، تنظر إلى الجموع. تتردد لحظة، تضع يدها على قلبها، لكنها لا تتحدث.

الصوت الداخلى لسارة: "ربما ظننا أن النصر نهاية، لكنه باب. ومن خلفه باب، لا توجد خريطة طريق... لا توجد نبوءة... توجد فقط القلوب التى تبحث عن معنى جديد."

تنتقل العدسة ببطء إلى وجوه الناس: رجل فقد ابنه، فتاة تبتسم رغم الحزن، امرأة ترتدى ثوبًا ممزقًا وتحمل كتابًا صغيرًا.

يقترب "كريم" من جانب الشرفة، يهمس بهدوء: سوف يسألونك: ماذا الآن؟ كيف؟ ومتى؟

تنظر "سارة" للأفق: لن أجيب... سأستمع.

تتراجع الكاميرا  ببطء، تبتعد عن الشرفة، عن الساحة، عن القصر كله، لنراه من بعيد: بناء رملى ضخم... تهب عليه رياح خفيفة. بعض جدرانه تبدأ فى التآكل، كأن الزمن يعيد تشكيله.

نسمع صوتا يقول: "قصر الرمال لم يكن لهم... ولا لنا. إنه ما يبقى حين ننسى الخوف، ونبدأ فى الحلم."

ترتفع الكاميرا ، تُظهر الحشد يهتف بحماس، وسماء "الرمال" الزرقاء تملؤها الغيوم البيضاء. يتردد صوت طفل يضحك، تتلاشى الصورة تدريجياً.

وتظهر على الشاشة لوحة مكتوب عليها:

"نهاية... أم بدايــة؟"

إظلام تدريجى ،،،  وتغلق الستارة ببطء


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل نحن اذكى مما ينبغى؟

الأنبياء - قصة قصيرة

كم أفتقدك - "بقلم: حازم فرجانى"