ربما لا يكون العيش فى الحاضر هو ما يحقق السعادة

لا تكتفِ بالعيش فى اللحظة الحاضرة. يقول لنا الشعراء: خصص وقتًا لتشمّ الورود. وعندما يكون الماضى مليئًا بالندم ويكون المستقبل مُثيرًا للقلق، قد يبدو من الافضل أن تحيا فى الحاضر. مع ذلك، فهذه المقالة تجادل بأنه، خلافًا للكثير من الأفكار حول هذا الموضوع، فإن السعادة ليست فى العيش فى الحاضر - على الأقل إذا كنا نعنى بـ "الحاضر" اللحظة الحالية المباشرة المنعزلة عن الماضى والمستقبل. بقدر ما نسعى إلى السعادة، إلا أنها تظل غامضة ويصعب تعريفها. ومع ذلك، يمكننا القول دون جدال لا مبرر له إن السعادة يجب أن تشمل على الأقل - دون أى اختزال - استجابة محسوسة من جانب كائن واعى للأشياء الجيدة المُدركة فى حياته. لذا، فالسعادة دائمًا مرتبطة بالحياة، ولا تُعرّف أبدًا بأنها مجرد لحظات عابرة من الفرح تُؤخذ بمعزل عن غيرها، بل بجوانب الحياة الطيبة العديدة، وكلٌّ منها مُركّبٌ بحد ذاته، ويتألف من أجزاء عديدة. يمكننا أن نسميها "كليات", بمعنى كونها أحداثًا وعملياتٍ متطورة، لا كياناتٍ جامدة. وهذه الكلَّيات هى أحداثٌ وعملياتٌ دائمة التطور، لا كياناتٍ جامدة. إنها تشمل، بالإضافة إلى الحاضر المُعاش،...