المشاركات

أقوى دليل حتى الآن على وجود حياة أخرى

صورة
  التقط تلسكوب "جيمس ويب" الفضائى إشارات من كوكب بعيد، لجزيئات يتم إنتاجها على الأرض بواسطة الكائنات الحية فقط. لكن الباحثين يعتقدون أن علينا توخى الحذر قبل إصدار أحكام نهائية. يزعم علماء الفلك أنهم فيما يبدو قد رصدوا أفضل دليل حتى الآن على وجود حياة على كوكب آخر، ولكن علينا أولا التحقق من النتائج واستبعاد أى تفسيرات غير بيولوجية. كان "نيكو مادوسودان" من "جامعة كامبريدج" قد صرح فى مؤتمر صحفى عُقد فى 15 أبريل من العام الحالى: "هذه هى أولى التلميحات التى نراها عن كوكب فضائى ربما يكون مأهولًا". اكتشف علماء الفلك الكوكب الخارجى K2-18b لأول مرة عام 2015. هذا الكوكب، الذي تبلغ كتلته حوالى ثمانية أضعاف كتلة الأرض، ويدور حول نجم يبعد عنا 124 سنة ضوئية، يقع فى المنطقة الصالحة للحياة حول نجمه، حيث يمكن أن يوجد الماء السائل.   فى عام 2019، توصلت أبحاث مكثفة لوجود بخار الماء به، مما أدى إلى أن البعض قد اقترح بأن الكوكب قد يكون مغطى بالمحيطات تحت غلاف جوى غنى بالهيدروجين. على الرغم من أن ليس كل علماء الفلك متفقون على ذلك. في عام 2023، استخدم "مادوسودان...

مستقبلنا الكمى

صورة
 من بين جميع تقنيات الكم الحديثة الخاضعة للتطوير الآن، تُعدّ الحوسبة الكمومية ( الكمبيوتر الكمى) هى الأكثر احتمالاً لإحداث نقلة نوعية سواء فى العلم أو المجتمع.  ولكن كيف سيتحقق ذلك بالضبط؟ هذا ما ستحدثنا عنه " كارميلا بادافيك-كالاجان ". ربما لا تكون سمعة "فيزياء الكم" فى أفضل احوالها، حيث نسمع كثيراً ان سلوك الذرات والجسيمات التى تصفها يبدو  غريب للغاية. وأدى ذلك لظهور العديد من المفاهيم الغامضة - مثل أننا ربما نعيش فى أكوان متعددة، أو أن الواقع الذى نراه ليس حقيقياً على الإطلاق.  نتيجةً لذلك، كثيراً ما نتجاهل حقيقة أن "فيزياء الكم" كان لها تأثير حقيقى على حياتنا: فعلى سبيل المثال، فى كل مرة تُلقى فيها نظرة على هاتفك الذكى، فإنك تستفيد من ظواهر الكم. لكن قصة فوائد نظرية الكم لا تنتهى عند هذا الحد. فمع التقدّم المرجو، تُبشّر مجموعة جديدة من التقنيات بتأثير هائل على العلم والمجتمع.   إذا صدقتَ كل ما يشاع، فإن الحواسيب الكمومية قد تُسرّع من تطوير الأدوية، وتكتشف مواد ثورية جديدة، بل وقد تُساعد حتى فى التخفيف من آثار التغير المناخى. لكن رغم التطور الكبير الذى ...

معركة مجدو - "تحتمس الثالث" يغزو الشرق

صورة
 فى حملته الأولى، هزم "تحتمس الثالث"، أعظم قادة "مصر" العسكريين، قوات إمبراطورية "ميتانى" وحلفائها فى "مجدو"، ليبدأ عهدًا جديدًا من الهيمنة المصرية على شرق البحر الأبيض المتوسط. كانت وفاة الملكة "حتشبسوت" قد فتحت الباب أمام مظاهر التمرد فى بلاد الشام. فبعد 22 عامًا من حكمها، اختفت من التاريخ، وتربع "تحتمس الثالث" على عرش "مصر" وحيدًا.  حينها بدأ تحالف من دويلات المدن الكنعانية، بدعم من إمبراطورية "ميتانى" وحكام "قادش"، بالتمرد على الفرعون الجديد. وبلغت الثورة ذروتها فى مدينة "مجدو" المسورة، فى "فلسطين", (تقع حالياً فى الكيان الذى يعرف اليوم بإسرائيل).  تقع المدينة على سهل إزدرايلون، مما مكّنها من التحكم فى طريقين تجاريين مهمين: أحدهما يتصل بالساحل والآخر يؤدى شمالًا إلى "قادش". ولأن هذه كانت أول حملة عسكرية ل"تحتمس"، فقد كان الضغط عليه كبيرًا.   الطريق إلى مجدو: وفقًا للنقش الكبير على جدران "أخ منو" (معبد "تحتمس" الثالث فى الكرنك)، جمع ال...

أصوات من مصر

صورة
 نشيد القسم - محمد عبد الوهاب ، فاطمة سعيد كارمن - جورج بيزيه، فرح الديبانى

هل الأخلاق موضوعية أم ذاتية؟

صورة
 سنعرض هنا لآراء أشخاص من خلفيات غير متخصصة. وإذا اردتم هذه المرة إضافة رأيكم الخاص، بدلا من رأيى، فسأكون سعيداً بالإضافة. - "نيك بيفان"، لندن: إذا كان هناك إلهٌ قديرٌ ورحيم، فإن الأوامر الأخلاقية الصادرة عنه ستكون مستقلةً عن عقولنا أو مشاعرنا، وبالتالى ستكون حقيقيةً موضوعياً. سيكون القانون الأخلاقى حقيقةً واقعةً، تماماً كما أن الماء H2O حقيقةٌ واقعة. ولكن إذا استبعدنا الٱلهة من المعادلة، فسنبقى مع العالم الطبيعى، الذى لا يقدم لنا مثل هذا التوجيه. لذلك عندما ننظر إلى المجتمعات المختلفة نجد مجموعةً متنوعةً من القواعد الأخلاقية. قد يوحى هذا بأن الأخلاق ذاتية - وأن المبادئ الأخلاقية ليست سوى تعبيراتٌ عن تفضيلاتٍ ثقافية، أو قواعد وضعها بعض الأفراد الأقوياء لمصلحتهم الخاصة، أو مجرد تعبيراتٍ عن المشاعر.  ويمكن تعزيز الحجة الذاتية بتسلّيط الضوء على التغيرات التى لا نهاية لها والتى حدثت المعتقدات والممارسات عبر التاريخ. لكن لا شك أن هناك أفعالًا نشعر بشكل تلقائى أن إدانتها مبررة عقلانيًا حتى عندما تحدث في مجتمعات بعيدة عنا كالإبادة الجماعية مثلًا او حق الشعوب فى تقرير المصير. ولكن إذ...

"الإنتروبيا" والعقل: تأملات فى العلاقة بين فكر "المعتزلة" و"القانون الثانى للديناميكا الحرارية"

صورة
 فى زمنٍ يتداخل فيه العلم مع الفلسفة، تبرز الحاجة إلى إعادة قراءة التراث التقليدى فى ضوء الاكتشافات الحديثة. ولعلّ من أعمق قوانين الفيزياء المعاصرة ما يُعرف بـ"القانون الثانى للديناميكا الحرارية"، الذى يشير إلى أن النظام الطبيعى يتجه دومًا نحو الفوضى، وأن الزمن لا يسير إلا فى اتجاه واحد: من النظام إلى الاضطراب، من الحياة إلى الفناء.  هذا القانون، رغم بساطته الظاهرة، يحمل فى طيّاته أسئلة وجودية ضخمة تتعلق بالمصير، والمعنى، والعدل، والحرية. فى المقابل، يقف فكر "المعتزلة"، أحد أبرز المدارس الكلامية فى "الإسلام"، على أرضية عقلانية صارمة، ترفع العقل إلى مرتبة الحكم الأول على الأمور، وتؤمن بعدل إلهى مطلق لا يسمح بظلم، ولا يُجبر الإنسان على فعل. وبين القانون الفيزيائى الصارم، والفكر العقلى الرحب، يبرز تساؤل جوهرى: هل هناك رابط بين ما يقوله العلماء عن "الإنتروبيا"، وما قاله "المعتزلة" عن "العدل الإلهى" و"الحرية الإنسانية"؟ وهل يمكن أن نقرأ الكون بلغة مزدوجة: لغة العقل العلمى، ولغة العقل الكلامى؟ ما هى "الإنتروبيا"؟...

ثلاث طرق للتعامل مع المدير المتسلط، أو القائد السياسى المهووس!

صورة
ما هى الكيفية التى يمكن بها التعامل مع أصحاب السلطة الذين يتصرفون بطرق تتعارض مع القواعد المتعارف عليها للكياسة والذوق والمعايير الأخلاقية. قال أحد الأشخاص مؤخرًا: "يبدو الأمر وكأن العالم، منذ التحول الجيوسياسى العالمى لرئاسة "دونالد ترامب" قد تخلى فجأةً عن كل القواعد الأخلاقية وانطلق سريعاً فى مسار خطير دون فرامل".  انعكس ذلك أيضاً على سلوك المدراء التنفيذيين بحيث باتوا يقلدون الشخصيات السياسية المهيمنة: "نحن نرى قادة العالم يتصرفون كما لو أن الضوابط والمعايير لا تنطبق عليهم. إنه أمر مُعدٍ ويعيد تشكيل أفكارنا حول ما هى بالضبط القيادة المقبولة والفعالة". تتباين ردود الأفعال بشدة تجاه هذه التحولات. بالنسبة للبعض، يبدو أن قيمًا كالاحترام المتبادل والاعتدال والاهتمام بالصالح العام آخذة فى التلاشى، لتحل محلها اخلاقيات الأنانية والتطرف وافكار البقاء للأقوى. بينما قد يرحب آخرون بهذا التغيير، مشيرين إلى أنه نوع من إعادة التوازن الحادث فى طريقة قيادة المؤسسات. وكما صرح أحد المديرين التنفيذيين: "اننى أتطلع بلهفة للخروج من أسر أشياء من قبيل "الضمير"، ...

كيف تحمى نفسك من التضليل الإعلامى!

صورة
 فى سبتمبر 2024، كانت مدينة "سبرينجفيلد" بولاية "أوهايو" محطاً للأنظار. فخلال مناظرة انتخابية رئاسية، كرر "دونالد ترامب" ادعاءً غريبًا، من أن مهاجرين من "هاييتى" فى "سبرينجفيلد" يختطفون ويأكلون قطط وكلاب المدينة. أعلن ترامب على الهواء مباشرة: "إنهم يأكلون حيوانات الناس الذين يعيشون هناك، وهذا ما يحدث فى بلدنا".  سرعان ما انتشر الخبر على وسائل التواصل الاجتماعى، وفى جميع أرجاء العالم، وحصد عشرات الملايين من التعليقات والميمات وصور من الذكاء الاصطناعى لحيوانات أليفة مذعورة.  فى غضون ذلك، سارع مسؤولو مدينة "سبرينجفيلد" إلى دحض هذا الادعاء، مؤكدين عدم تلقّيهم أى تقارير من هذا القبيل. الإشاعات والمغالطات و"الأخبار الكاذبة" ليست جديدة.  فمنذ أن اخترع البشر اللغة، كنا عرضة لخلق ونشر واستهلاك المعلومات الكاذبة، والتضليل.  وسواء كان ذلك التضليل والتلاعب يتم عمدًا أو كان مجرد خطأ بشرى، فالحقيقة هى أن المعلومات المضللة موثقة جيدًا منذ أقدم العصور. توجد أمثلة كثيرة على مر التاريخ، على دول وحكومات وصناعات تتلاعب بالرأى ...

نفرتيتى: ماذا يكمن وراء هذا الجمال؟

صورة
ملامحها المنحوتة بدقة ونسبها المثالية فى تمثالها الحجرى النصفى، معروفة فى جميع أنحاء العالم. ولكن من هى تلك المرأة التى تقف وراء هذه التحفة الفنية؟   فى 6 ديسمبر 1912، اكتشف عامل مصرى كان يحفر على ضفاف نهر النيل أحد أثمن الكنوز فى تاريخ علم المصريات. كان الرجل واحدًا من العديد من العمال المشاركين في حفر ورشة نحات قديم، تحت إشراف عالم الآثار الألمانى "لودفيج بورشارت". وعندما شعر بأن معوله اصطدم بحجر صلب، نزع التراب ليكشف عن الألوان المميزة لطلاء قديم. يتذكر "بورشارت" ذلك: "وضعنا الأدوات جانبًا واستخدمنا الأيدى"، ليتم الكشف عن عنق رفيع لتمثال نصفى من الحجر الجيرى مدفونًا بشكلٍ مقلوب فى التراب. وبالحفر أعمق، كشفوا عن شفتين ممتلئتين وحمراوين، وأنف بارز ومائل، وعينين لوزيتين، وحاجبين داكنين مقوسين. وأخيرًا، كشفوا عن تاج أسطوانى ضخم، لم يُرَ إلا فى النقوش الهيروغليفية القليلة الموجودة لملكة مصرية واحدة: الملكة "نفرتيتى". منذ اكتشافه، أصبح التمثال النصفى أحد أكثر القطع الأثرية زيارةً وتأثيرًا من المملكة القديمة. وهو مع ذلك، يظل أحد أكثرها غموضًا.  فبعد ...