المشهد الأول: القصر الرئاسى - قاعة العرش - ليلًا الوصف: قاعة فخمة مضاءة بثريات ذهبية تتأرجح ببطء، تعكس الضوء على الجدران المزينة بصور الجنرال "حيدر قابض" فى زى عسكرى متأنق. النوافذ مغلقة بستائر قرمزية ثقيلة، والجو مشحون بالتوتر. "حيدر"، رجل فى الستينيات، شارب كثيف ووجه متعب، يجلس على كرسى مرتفع كالعرش. بجانبه زوجته، امرأة مكتزة لم تنل قسطاً من التعليم فعوضت ذلك بتغيير إسمها من "حكمت" إلى "الحكمة"، ترتدى فستانًا مرصعًا بالجواهر، بينما تحاول إخفاء قلقها خلف ابتسامة متعجرفة. يقف أمامهم وزير الداخلية، "سيف الظلام"، بعيون حادة كالصقر، ومجموعة من الوزراء الخائفين. صوت ساعة حائط قديمة يطقطق ببطء، ممزوجا بأصوات همهمات الوزراء وصوت رياح خافتة تتسلل من شقوق النوافذ. حيدر : (يصرخ، وصوته يتردد فى القاعة): كيف يجرؤ هؤلاء الفئران على أن يتحدونى؟! أخبرنى يا"سيف" أنك أمسكت بهم! سيف الظلام : (بنبرة باردة، بينما يعبث بسكين صغير) سيدى، "أبناء الحرية" هؤلاء ليسوا سوى مجرد خيالات. ستبتلعهم سجونى، لكن على أن أقول... الشعب بدأ يتحرك. ال...
يعد كتاب (توثيق الحديث: إعادة تعريف المعايير) Authentication of Hadith: Redefining the Criteria" للدكتور "إسرار أحمد خان" عملاً بحثيًا مهمًا ومثيرًا للجدل فى مجال دراسات الحديث النبوى. يسعى الكتاب إلى إعادة تقييم المنهجيات التقليدية المستخدمة لتوثيق الأحاديث النبوية، ويقدم اقتراحات جريئة لمعايير جديدة، خاصة فى سياق التحديات الفكرية المعاصرة. يشير المؤلف إلى أن معظم الجهود فى توثيق الأحاديث تركزت تقليدياً على سلسلة النقل (الإسناد) مع إعطاء اهتمام أقل نسبياً لدراسة نص الحديث. يرى المؤلف أن التركيز على استمرارية ودقة سلسلة الرواة، بدلاً من المحتوى النصى للحديث، قد أدى إلى إدراج أحاديث معينة قد تكون مشكوكاً فى صحتها. ا لسياق والأهمية: تعتبر دراسة الحديث النبوى حجر رئيسى فى فهم الإسلام وتطبيقه، ولطالما اعتمد علماء الحديث على نظام معقد لتقييم صحة الأحاديث، يعتمد بشكل أساسى على "الإسناد" (سلسلة الرواة) و"المتن" (نص الحديث). مع ذلك، يرى الدكتور "خان" أن هذا النظام، على الرغم من عظمته التاريخية، قد يحتاج إلى مراجعة فى عصرنا الحالى، خاصة مع تزايد ال...
يمكن وصف "نجيب محفوظ" بأنه ضمير المجتمع وسارد التحولات السياسية والاجتماعية فى "مصر". لم يكن "نجيب محفوظ" كاتبًا منعزلًا فى برج عاجى، بل كان منذ بداياته شاهدًا على تحولات المجتمع المصرى الحديث. إمتلك حسًا اجتماعيًا حادًا، وميلًا لتحليل البنية الاجتماعية والسياسية من خلال شخصيات وأحداث يومية. لكنه فى نفس الوقت، لم يقع أبدًا فى المباشرة أو الخطابة، بل جعل من الرواية أداة فهم للتاريخ الاجتماعى والسياسى للبلاد. أولا: "نجيب محفوظ" والمجتمع المصرى... من الزقاق إلى الطبقة الوسطى: كانت روايات "نجيب محفوظ" الأولى مرآة حية للتحولات الاجتماعية الكبرى. ففى "زقاق المدق"، يرسم بانوراما طبقة شعبية مسحوقة، تكشف عن تناقضات الحداثة والتقاليد. وفى "بين القصرين"، تظهر شخصية "السيد أحمد عبد الجواد" كرمز مزدوج للسلطة الأبوية والمجتمع المحافظ، فى الوقت الذى كانت فيه رياح التحرر قد بدأت تهب على المجتمع من الخارج والداخل. وكانت "القاهرة الجديدة" ضربة مباشرة للنفاق الاجتماعى باسم الدين والسلطة، حيث يقوم ...
تعليقات