"يوسيفوس": المؤرخ الشهير وربما الوحيد لبدايات المسيحية

يعد "فلافيوس يوسيفوس" (37 – نحو 100 م) واحدًا من أكثر الأسماء تأثيرًا فى دراسة تاريخ اليهودية خلال الحقبة الرومانية، بل ويمكن القول إنه من بين الشهود القلائل الذين نقلوا إلينا صورة حيّة عن المجتمع اليهودى فى القرن الأول الميلادى. كان "يوسيفوس"، الذى وُلد باسم "يوسف بن متّيا" لعائلة كهنوتية مرموقة فى "القدس"، رجلًا يجمع بين ذكاء المؤرخ ونزعة رجل الدولة. فقد عاش فى زمن التحولات الكبرى: انهيار المملكة اليهودية، تدمير الهيكل الثانى على يد الرومان، وصعود المسيحية كتيار جديد داخل الأوساط اليهودية. ما يجعل أعماله ذات قيمة استثنائية هو أنها تمثل نظرة فريدة لفهم تلك الحقبة الهامة من التاريخ الدينى والسياسى للمنطقة، حيث يتقاطع تاريخ اليهودية مع بدايات المسيحية وبروز ملامح الأديان الإبراهيمية كما نعرفها اليوم. حياته ونشأته: وُلد "يوسيفوس" فى القدس عام 37 م لعائلة يهودية ذات مكانة دينية واجتماعية رفيعة؛ فوالده كان من سلالة كهنوتية، بينما تنحدر والدته من سلالة الحشمونيين الذين حكموا اليهود فى القرن الثانى قبل الميلاد. منذ صغره أظهر نبوغًا فى دراسة...