الثلاثاء، يناير 21، 2025

كم يبلغ عمر الزمن وما هو حجم الكون؟

 التواجد البشرى على الأرض هو مجرد ومضة عابرة.

فلو كان عمر الكون سنة ميلادية، لكان ظهور البشر ليحدث فقط فى اخر يوم من تلك السنة وفقط قبل ثمانى ثوان من انتهاء اليوم الأخير من السنة.

قد يكون من الصعب فهم ذلك، ولكن وفقًا للنظرية الحالية، فإن كل شيء فى الفضاء - كل النجوم والكواكب والمجرات وكل شيء آخر، أبعد مما تستطيع العين رؤيته في كل اتجاه - قد بدأ من "مفردة" صغيرة بشكل متناهى لا يمكن تخيله، مجرد "مفردة" من الحرارة والكثافة اللانهائية. 

تلى ذلك ومنذ 13.8 مليار سنة توسع متفجر، وتعرف هذه البداية بشكل عام باسم الانفجار العظيم. 

ما حدث بالضبط قبل الانفجار العظيم - وعلى وجه التحديد، ما الذى تسبب فيه - لا يزال لغزًا كبيرًا. وربما سيظل كذلك دائمًا.

توسع كوننا بعد ذلك بسرعة أكبر من سرعة الضوء، مشكلا هذا التضخم الكونى الذى لا يمكن تصوره لكل ما نراه في السماء، ونلمسه على الأرض، ونستحضره فى أذهاننا. 

لكن فى البداية، مع درجات حرارة تدور حول 10 مليارات درجة فهرنهايت، انتج هذا الكون الجديد أولاً مجموعة واسعة من الجسيمات الأساسية بما فى ذلك النيوترونات والإلكترونات والبروتونات.  

استغرق هذا التضخم السريع الأولى جزءًا من مائة من المليار من تريليون جزء من الثانية

 ومازال هذا التوسع مستمر - بمعدل أبطأ بكثير  حتى اليوم.

فى تلك اللحظات الأولى، بدأ طوفان من المادة والإشعاع عملية ملء كوننا بالجسيمات والذرات، وهي اللبنات الأساسية للفضاء والحياة.

وبعد مائة مليون عام، أدت الذرات الأكبر إلى طفرة فى تكوين النجوم. واستغرق الأمر مليار عام حتى استطاعت المجرات تنظيم نفسها (وهى ما لاتزال تندمج مع بعضها البعض حتى الآن أحيانًا)، فى حين تشكلت الكويكبات والمذنبات والثقوب السوداء والكواكب داخل وحول المجرات. 

ومنذ حوالي 4.5 مليار سنة، ولدت الأرض ككتلة عادية من الغبار والغاز من سديم شمسنا.

في شبابها، بدت الأرض كصخرة نارية كروية، تدور حول الشمس ككتلة دوارة منصهرة، ثم تطورت تدريجيًا إلى محيطات من الماء السائل مع وجود الأرض البارزة فوقها - على الرغم من أن العلماء لا يزالون غير قادرين على تفسير كيفية حدوث ذلك بشكل قاطع.  

بدأت الحياة، بطريقة ما، وفى غضون مليار عام، ظهرت الكائنات الحية الدقيقة، وبدأت في تحويل كيمياء الكوكب، وخلق جو من شأنه فى نهاية المطاف دعم النباتات التي تستخدم الطاقة الشمسية لعملية التمثيل الضوئى، والكائنات متعددة الخلايا، وفي النهاية ظهور الحيوانات.

ادت تلك النظم البيئية الجديدة، وهذا التنوع البيولوجى الحديث، وشبكات الغذاء المعقدة، وعمليات التطور المستمرة فى النهاية، إلى ظهور البشر. 

هكذا بدأت الحياة... على كوكبنا الصغير. 

وعلى أيه حال. لقد قضينا نحن البشر جزءًا ضئيلًا جدًا من ذلك الوقت ككائنات ذكيه واعية، وما لم يكن هناك سبب يجعل الحياة تستغرق دائمًا كل هذا الوقت للتطور، فربما لن نكون أول من وصل إلى هذا الحد فى هذا الكون المتسع. 

الكون يحمل أسراراً كثيرة. ولكن ما نعرفه الآن هو أن هذا التوسع الهائل الذي بدأ بالانفجار العظيم لا يزال مستمراً، في كل ثانية من كل يوم، وتتوسع المسافات بين المجرات المتجاورة مثل البالونة المنتفخة. 

صحيح أنه لا يمكن لأي جسم ذى كتلة أن يسافر عبر الكون بسرعة أكبر من سرعة الضوء، ولكن توسع الكون يتم وفقاً لقواعد مختلفة.

 فهو كبير بشكل لا يمكن تصوره، لدرجة أن هناك عدداً لا يحصى من المجرات البعيدة جداً والتى تبتعد عنا بسرعة كبيرة لدرجة أن ضوءها لن يصل إلينا أبداً. 

هذا يمثل حدود ما يسميه علماء الفيزياء الفلكية "الكون المرئى"، وكل شيء خارجه، هو خارج متناولنا إلى الأبد.

إن التقديرات الحالية تكشف أن نصف قطر الكون المرئى يبلغ نحو 46 مليار سنة ضوئية (السنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء فى عام واحد، وتساوي نحو 6 تريليون ميل). 

وأفضل تقدير لدينا هو أن هناك نحو 200 مليار مجرة داخل هذا الفضاء، والعديد منها يحتوي على مئات المليارات من النجوم ــ ويقدر علماء الفلك أن هناك ما لا يقل عن 100 مليار نجم فى مجرة درب التبانة، رغم أنه من الصعب قياس ذلك من داخلها، وربما يوجد تريليون نجم فى المجرة التالية، مجرة أندروميدا. 

ويصل مجموع النجوم في الكون المرئى إلى مليار تريليون نجم على الأقل، وربما أكثر من ذلك بأضعاف مضاعفة، وكلها قادرة نظريا على استضافة كواكب وأقمار متعددة يمكن العثور على حياة فيها.

من الصعب تصور مدى ضخامة الكون، ومع كل هذه التريليونات من الاحتمالات، قد يبدو الأمر وكأنه لابد وأن يكون مليئا بالحياة.  

ولكن المسافات بين الأماكن هائلة إلى حد لا يمكن حتى تصوره: فمجرة درب التبانة التى نعيش فيها كبيرة إلى الحد الذى يجعل الضوء يستغرق مائة ألف عام لقطعها.

ربما تكون قد ظهرت او سوف تظهر ملايين العوالم الأخرى طوال الوقت، وقد تتطور هى الأخرى لآلاف أو ملايين السنين، ،وقد تختفى دون ان نتمكن من عبور تلك المسافات المستحيلة وتكوين الروابط و العلاقات معها.

عن  Are we alone 

ليست هناك تعليقات: