Friday, March 04, 2011

من أنتم!!!؟؟؟

هناك عشرات الآلاف ممن لم يغادروا ميدان التحرير لأكثر من ثلاثه أسابيع أثناء الثوره, ظلوا باقين تحت وطء أشد المعارك البدنيه والنفسيه والمعنويه ضراوه. عشرات الآلاف من من واجهوا الرصاص, والقنابل الحارقه وووابل الحجاره وقطع الرخام القاتل المنهمر فوق رؤوسهم ليل نهار. فتحوا صدورهم للرصاص الحى والرصاص المطاطى غير مبالين بشىء إلا إستعادة عزة وكرامه كل مصرى.                      
تسابقوا مواجهين فى إيثار نادر رصاصات قناصه العادلى وباقى عصابات الداخليه وأمن الدوله ....
 سالت دمائهم العزيزه على أرض الوطن.. لتنحت لمصر طريقا جديدا, تكلله مشاعر العزه والكرامه والفخر.       
واجهوا الأكاذيب الرخيصه, وحملات التشويه من الإعلام الرسمى المتواطىء مع نظام فاسد وعميل, ربما لم يزد عنه إنحطاطا إلا بعض وجوه الإعلام الخاص, وأشباه الفنانين والفنانات, الذين لم يفهموا أن أى فنان حقيقى, عليه أن يكون ملتصقا بنبض الشعب, وإلا كان ببساطه مجرد مدعى..
وإلتحم مع هؤلاء الثوارمئات الألالف من المصريين الذين تحولوا فى بضع ساعات إلى ملايين. هبطوا مصر كلها, لينفسوا عن غضب عميق محمل بذكرى عشرات السنين من  المهانه والتعالى والإستخفاف لحفنه من أشباه الرجال واللصوص والقوادين, مكنهم من أؤتمن على الوطن,  كى يبسطوا نفوذهم المحمل بحقارتهم على مقدرات البلاد كغنيمه إجتمع حولها عتاه اللصوص.
لقد ثار الشعب المصرى, ثوره غيرت بالفعل  وليس مجازا مجرى التاريخ.
السبب ببساطه, أن هذا الشعب أخذ مصيره فى يده, وقرر تحدى أعتى القوى, غير مبال بأى تضحيات فى سبيل تحقيق غاياته كلها فى إصرار وعناد نادرين.
وربما هذه هى النقطه التى أريد أن أتوقف عندها قليلا. كيف ولماذا إستمدت هذه الملايين الثائره, وبدون أى قائد حقيقى هذا الوعى العميق والرؤيه الثاقبه, والحس البالغ ببوصلة الإتجاه الصحيح.
ربما خليط من الإلتصاق الشديد بالوطن, وميراث طويل من الثقافه والحضاره, ألهمها وأشعل جذوتها تضحيات الشهداء, الذين وهبوا أرواحهم بتلقائيه وشجاعه فائقه, ليحملوا زملائهم أمانة نجاح الثوره.
يقودنا هذا مباشره إلى الطرف الأخر من الصوره. هذه المجموعات المقابله , النافذه الصبر من عدم عوده الحياه الرغده سريعا, القليله الحيله, المفتقده لأى رؤيه موضوعيه. لا أقصد فلول النظام السابق من الفاسدين المفسدين, أو فلول الحزن الوطنى أو أمن دوله مبارك, أو الإعلاميين المنتفعين...  بل أقصد بعض الأفراد العاديين الذين يشجوننا منذ بدء الثوره, سواء فى المداخلات الإعلاميه, أو عبر إنشاء صفحات محدوده التأثير على الإنترنت.
بدؤا أولا يتسائلون فى تعجب ودهشه ... ماذا تريدون أكثر من ذلك؟ الرجل عين عمر سليمان نائبا وأتى بأحمد شفيق رئيسا للوزراء, ما هو المطلوب أكثر من ذلك؟!! فلتخلوا الميدان!
طبعا كان من الواضح أن مبارك أتى بأخلص معاونيه فى محاوله يائسه للتملص من الموقف بأكاذيب سأمها الناس.
بعدها, الرجل سيستمر حتى سبتمبرو لن يرشح نفسه مره أخرى. ألا تكفيكم هذه التضحيه أنه حتى لن يرشح إبنه!! لماذا لا تتركون التحرير؟ّ!  
طبعا أى ساذج يمكنه أن يعرف الأن أنها كانت مجرد مناوره من مبارك, لمحاوله البقاء فى السلطه, أو إن لم يتمكن, فللتصرف بهدوء فى المليارات المنهوبه فى الداخل والخارج.
ثم أنهارت دفاعتهم مع أعصابهم وهم يصرخون.. لقد فوض سليمان سلطاته, ألم يكن ذلك ما تطالبون به؟؟ , لماذا لا تخلوا التحرير؟؟ وتناسى هؤلاء أن ذلك كان مطلب الأحزاب والشخصيات العامه التى تفاوض معها عمر سليمان, دون أن يلاحظ أو بالأحرى متعمدا ألا يلاحظ أن هؤلاء الذين قرر التفاوض معهم لا يمتلكون أى صفه أو مرجعيه. فالثوار موجودين فى الشارع وقد رفضوا منذ البدء التفاوض قبل الرحيل.
ثم تهاوت حصون صبرهم تماما , عند الرحيل ....
الثوار يرفضون خيانه دماء الشهداء. هذا النظام يجب أن يرحل بالكامل وأولهم شفيق.
لخص د علاء الأسوانى الموقف بمنتهى البساطه. لقد ثار الشعب من أجل إسقاط النظام وإقامه نظام جديد يقوم على الحريه والكرامه والعداله الإجتماعيه. ولا يمكن لأحمد شفيق الممثل لنظام مبارك المخلوع و تلميذه النجيب أن يكون على رأس هذا النظام الجديد وأن يقود التغيير الثورى. وبالنسبه لعوده الحياه الطبيعيه, فهى مرهونه بالأمر المثير للريبه الخاص بعدم عوده قوات الأمن وليس بتوقف المظاهرات.
منطق واضح وبسيط ولا يمكن مجادلته بأى منطق أو حجه على الإطلاق..
إلا أن حجه الفريق شفيق كانت لطيفه للغايه ... أنا تاريخ (نحمد الله أنه لم يقل أنه مجد!) أنا حاربت ... أنا قتلت وإنقتلت!!! مصحوبا بإطلاق بعض الإتهامات من نوعية : أنت تلبس ثوب الوطنيه.. ويبدو أن أسلوب الأسوانى فى الرد لم يلائم هذه المجموعات الرقيقه المشاعر!.... فثارت ثورتهم على هذا الروائى الذى لا يعرف أداب الحديث (مع أنه بالعوده الى شريط اللقاء سنجد أن الفريق شقيق هو  فى الحقيقه من بدأ الهجوم).
وإنشئت بضعه صفحات على الفيس بوك يرتادها بضعه مئات لمهاجمه الأسوانى والدفاع عن شفيق بل وترشيحه لرئاسه الجمهوريه,,, والواقع أننى وجدت هذه الصفحات ممتعه ومسليه للغايه , بل أن مشاهدتها لا تقل إمتاعا عن مشاهده مقاطع خطابات العقيد القذافى.
على أن الملايين من الثوار ولحسن الحظ , لا يهتمون كثيرا بهذه الصغائر.. 
فهم يسيرون فى طريقهم بإصرار .... وهاهى وزاره وطنيه تمثل روح الثوره الحقيقيه تتشكل.
و تطالعنا فى نفس الوقت أنباء عن أن شقيق يفكر مع بعض أعضاء الحزب الوطنى فى إنشاء حزب جديد!! ليثبت الثوار مره أخرى مدى وعيهم ورؤيتهم الثاقبه لحقائق الأمور.
هدفهم المقبل هو جهاز أمن الدوله الكارثى,
 ولا أظنه أنه سيمر كثير وقت, قبل أن يسقطوه.
أما هذه المجموعات المناوئه فستظل لبعض الوقت عاجزه عن الفهم أو التصرف.
ولست أدرى لماذا يذكروننى حين يخاطبون ثوار مصر, بالقذافى فى خطابه الشهير مخاطبا الثوار فى بلده فى حضور بضعه عشرات من الأفراد مقابل ملايين من الثائرين ضده صارخا:
 "من أنتم؟؟!!!!!!"

No comments: