Thursday, March 17, 2011

د. عصام العريان...عار عليك

فى الوقت الذى لا نجد فيه أى ظهور حقيقى لقوى الشباب المفجر لثورة المصريين فى يناير, تتسابق أجهزة الإعلام بإستضافة عاشقى الأضواء من رموز النظام السابق. وأقصد هنا هؤلاء الذين وإن بدوا متناقضين مع نظام مبارك, إلا أنهم شكلوا معا منظومه متكامله واحده لتغييب أو بالأحرى محاولة تغييب وعى هذا الشعب.
لعبوا دورا فى تجميل صورة النظام عبر ديكور الأراء والرؤى المتباينه, وكانوا نتاجا طبيعيا لنظام متسلط مريض, أغلق مسام البلاد, فإنتشرت البثور والقروح فى كل مكان.
وجد من سموا أنفسهم الدعاة الجدد, أرضا ممهده وطريقا يسير للثروه والشهره عبرأراء شديدة السطحيه لا تكلف أصحابها أى تفكيرأو جهد, معتمدين فى ذلك على إتقان فن التحكم فى الصوت والحركه  ومكللين ذلك بتوليفه منتقاه من الأزياء المتباينه والمختاره بعنايه... تباروا فيما بينهم, فإشتعلت نار الغيره المستعره, وتنافسوا كنجوم الفن, أيهما أكثر شعبيه وشهره,  فإنطبق عليهم المثل الشهير "ضجيج بلا طحن". وها هم الأن يملؤون شاشات التلفاز ووسائل الإعلام كأنهم مفجروا الثوره!
وفى نفس الوقت تسلل الفكر السلفى الوهابى, بمظاهره البعيده عن جوهروروح الأمه المصريه ووجدانها. فأشاعوا مظاهر و تقاليد البداوه فكرا وشكلا فى قطاعات عريضه من المجتمع. إستغلوا الخواء الثقافى والعاطفى فى وجدان العديد من البسطاء من الذين حطم نظام مبارك مسيرة أحلامهم وطموحاتهم , فإستسلموا لأفكار غريبه وغيبيه تبعدهم عن حقائق الواقع. أفتوا بحرمة الخروج على الحاكم ولو جلد ظهرك بالسوط. وها هم بعد نجاح الثوريحتلون صدارة الصحافه ووسائل الإعلام, كأنهم المفجر الرئيسى للثورهنهم المخر الرئيسى للثورهأا!!.
ويبدو أن وسائل الإعلام لم تكتفى بهؤلاء, فإستقبلت إستقبال الفاتحين أقطاب جماعة الجهاد والجماعه الإسلاميه!!.
أما هؤلاء, فهم لم يكتفوا بمجرد إبداء الأراء السطحيه, والتنقيب عن أفكارغيبيه أو غريبه, بل أن الفكر والمصدر عندهم جلى واضح. إنهم الورثه الشرعيون لجماعات الخوارج فى التاريخ الإسلامى. وكأسلافهم لم يكتفو بمجرد التكفير أوالفكرالأعوج  الذى عد "الإمام على بن أبى طالب" كافرا لقبوله التحكيم, إنما قرنوا ذلك بعمليات قتل وذبح واسعة النطاق عانى منها ولا يزال العالم الإسلامى بل والعالم كله حتى الأن. وها هم يخرجون علينا الأن كمبشرين بالثوره وملهمين لها, مع الوعد بقرب عصر عودة المرأه إلى غياهب ودهاليز الحريم, وفرض الجزيه على الأقباط!!.
أما أصدقائنا من جماعة الإخوان المسلمين فهم الأكثر وضوحا, والأعم إنتشارا والأعلى صوتا. يتعاملون بتعالى الفاتحين, ومنطق العالمين ببواطن الأمور. يتقضلوا على الناس بإكتفائم بترشيح عدد محدود فى الإنتخابات القادمه. ويمنوا على العباد عدم رغبتهم فى تسمية مرشح لرئاسة الجمهوريه. يتصرفون كأنهم القاده الحقيقين للثوره, وهم الذين تعالو عليها مسبقا قبل إندلاعها. يتناسوا الأن رفضهم الإنضمام الى طليعه الثوار فى 25 يناير, مستنكرين لجوء أصحابها إلى القيس بوك وغيرها من وسائل الإتصال الحديثه. ويتمسحون فى بعض شباب جماعتهم الذى رفض الإنصياع للأوامر وشارك فى الثوره منذ اليوم الأول. وبدلا من أن يفسحوا المجال لتيار الشباب للظهور وإبداء الرأى, ما تزال نفس الوجوه والأفكار الجامده, تشنف آذاننا بإطروحاتهم العتيقه.
إن ما نراه الأن هو إنعكاس حقيقى لعدم تحقيق الثوره أهدافها بعد. فهذه القوى الشعبيه الجباره التى إستطاعت بتصميمها ورؤيتها ودماء شهدائها إسقاط هذا النظام الإرهابى العاتى, لم تمنح بعد المجال أو الوقت لإنشاء التشكيلات المعبره عنها. هذه الأغلبيه الساحقه من المصريين الذين صمتوا ثلاثين عاما ثم أطلقوا  صيحتهم المدويه فى 25 يناير , هم القوه العاتيه القادمه والتى تزلزل قلوب وعروش أقطاب النظام السابق وإفرازاته.
ذلك هو ما يفسر تسرع وعصبيه بعض أركان النظام وبعض القوى كجماعة الإخوان من أجل تجميد الأمور عند هذه اللحظه, وقطع الطريق على أى تشكيلات سياسيه حقيقيه تعبر عن الروح السلميه المدنيه لثورة الشعب.
رهان خاسر لا محاله...... لقد خرج المارد من القمقم ليعيد كل إلى حجمه الطبيعى. وسواء كانت نتيجة الإستفتاء بالسلب أو الإيجاب. فهى لن تمثل أى عثره على طريق بناء مصرنا الحديثه.
كرامه, حريه وعداله إجتماعيه عبر ديموقرطيه سلميه تبنى الدوله المدنيه.
لقد تحدثت فى المقاله السابقه عن أن جماعة الإخوان تضم فى صفوفها بعض أنقى الأشخاص, وتبادر إلى ذهنى وقتها كل من الأستاذ محمد عبد القدوس والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح.  ولكم أسعدنى أن أقرأ اليوم أن الإثنين سيصوتان ب "لا" فى الإستفتاء على التعديلات, رغم الرأى الرسمى للجماعه.
أما السيد عصام العريان المتحدث الرسمى بإسم جماعة الإخوان والذى يقضى وقته كله متحدئا لوسائل الإعلام عن الثوره وكأنه ملهمها,
أريد فقط أن أذكره بحديثه قبل الثوره بأيام مستنكرا خروج الشباب فى 25 يناير ومتفصلا ببيان أن هذا ليس أسلوب أو طريق الإخوان.
لا أملك إلا أن أخاطبه الأن قائلا:
د. عصام العريان...عار عليك
    

No comments: