المشاركات

العيش على الحافة - نظرية الأوتار

صورة
يعتقد البعض أن "نظرية الأوتار" قد انتهت، ذلك أنها لم تتمكن من تقديم توصيف للكون. لكن وكما يقول "جون كارتريت" ، إذا تقبلنا فكرة أن كوننا، هو مجرد حدود محدودة لواقع أكثر اتساعًا وجموحًا، فربما يمكنها ذلك. تبقى "نظرية الأوتار" هى المرشح الأفضل لتلك النظرية التى تفسر كل شىء. إذا خضع كل شىء لقوانينها، فإن نظريات الفيزياء التقليدية المختلفة ستظهر باعتبارها جزء صغير يمتلك أبعاداً أعلى.  سوف تتمكن من توحيد قوى الطبيعة الأربع، بما فى ذلك القوة الأكثر إشكالية، "الجاذبية". وقد يمكنها أيضًا تفسير الانفجارات العظيمة والثقوب السوداء. لكن تبقى هناك مشكلة واحدة: "نظرية الأوتار" لا تستطيع تفسير كون مثل كوننا.  يمكن لرياضياتها أن تصف أعددًا هائلة من الأكوان، لكن ليس كوننا الذى يتمدد بمعدل متسارع.  لا أحد يعرف ما الذى يؤدى إلى هذا التسارع – يتم عادةً استخدام مصطلح "الطاقة المظلمة" الغامض كبديل مؤقت. ولكن وفقًا لنظرية الأوتار، لم يكن ينبغى أن يحدث مثل هذا التسارع من الأساس. على مدى أكثر من 25 عامًا، مثل ذلك معضلة كبيرة، لكن يبدو الآن أننا قد وجدن...

الملك العظيم "رمسيس الثانى"

صورة
 "رمسيس الثانى" المُخلَّد فى الأساطير والأشعار، هو بلا شك أعظم وأقوى فراعنة الإمبراطورية المصرية.   كان ذلك فى العام 1274 قبل الميلاد. بدا وكأنه إلهٌ فى طريقه إلى المعركة.  واقفًا بطوله الفارع الذى يقترب من 190 سم، بفكه المربع البارز، وشفتين غليظتين، وأنف طويل حاد. "رمسيس الثانى" يقود عربته الذهبية متقدمًا جيشًا قوامه 20,000 من الرماة، ومقاتلى العربات، والمشاة المدربين. بعد خمس سنوات فقط من حكمه كفرعون، كان قد أثبت بالفعل أنه محارب شرس وقائد عسكرى استراتيجى، ووريث شرعى لسلالة الأسرة التاسعة عشرة حديثة التأسيس، والابن الروحى للإلهة إيزيس نفسها.  كان جنود "رمسيس" يرون قائدهم الأعلى كما يراه باقى المصريين: إلهًا فى صورة بشرية، يتمتع بقوة وشجاعة أسطورية، معصوم من الخطأ، ومكلف بمهمة إلهية لإعادة تأسيس مصر كقوة عظمى مهيمنة فى الشرق الأوسط.   كانت وجهة "رمسيس" هى "قادش"، مدينة سورية محصنة بشدة فى وادى نهر العاصى.  كانت قادش مركزًا تجاريًا واقتصاديًا مهمًا، وعاصمة فعلية لمملكة "عمورو"، وهى قطعة أرض شديدة الأهمية تقع على الحدود بين الإ...

تحتمس الثالث: فرعون مصر المحارب

صورة
بعد عقدين من الانتظار تحت حكم زوجة أبيه، ظهر "تحتمس الثالث" كأعظم فاتح فى تاريخ مصر.   عندما توفى الفرعون "تحتمس الثانى" عام 1479 قبل الميلاد، ترك وراءه فراغًا كبيرًا فى السلطة. إذ بينما أنجبت زوجته وأخته "حتشبسوت" ابنة، كان ابنه الوحيد من إحدى محظياته "تحتمس الثالث"، صغيرًا جدًا على تولى الحكم.  كان الصغير "تحتمس" يعمل ككاهن مبتدئ فى معبد "آمون-رع" الشهير فى "الكرنك"، حين تم تعيينه فرعونًا من قبل الكهنة. لكن فى الواقع، كانت السلطة والنفوذ الحقيقيان فى يد زوجة أبيه "حتشبسوت"، التى حكمت نيابة عنه لمدة سبع سنوات كوصية على العرش، قبل أن تقوم بجمع قوة كافية لتصبح فرعونًا مشاركًا.   ورثت "حتشبسوت" مملكة مزدهرة يبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة، ازدادت قوة خلال 60 عامًا من الاستقرار والنجاح.  كانت "مصر" تتمتع تحت حكم والدها، "تحتمس الأول"، بنوع من المجد العسكرى، حيث استولى على أراضى بعيدة وصلت حتى نهر الفرات، "النهر الذى يتدفق إلى الوراء".  وكانت "مصر" مجتمعًا زرا...

حتشبسوت: الملكة التى أصبحت ملكًا

صورة
  بعد عقود من الاستقرار، وجدت "مصر" نفسها مرة أخرى فى أزمة، عندها قررت امرأة واحدة أن تقوم بتغيير هذا الوضع جذرياً. كان هناك إعتقاد بأن الفراعنة قد ورثوا العرش بحق إلهى ولذلك  كانوا يُعبدون باعتبارهم آلهة على الأرض. لقد بُنيت المعابد الضخمة لتكريمهم، ونُحتت التماثيل على صورهم، وشُيدت الأهرامات لإحياء ذكراهم وضمان بقاء إرثهم إلى الأبد. مع ذلك، ففى واحدة من أكبر عمليات التستر فى التاريخ، تم محو إرث أحد أعظم حكامها، تقريبًا من الذاكرة ، وتم دفنه فى الرمال.  قد يبدو السبب وراء محو عهد هذا الملك من التاريخ غريباً بالنسبة لنا الآن: لقد كان هذا الفرعون امرأة. في القرن السادس عشر قبل الميلاد، كانت "مصر" تمر بفترة طويلة من الاستقرار. فقد أسس "أحمس الأول" الأسرة الثامنة عشرة فى عام 1543 قبل الميلاد، والتى مثلت بداية العصر الذى وصلت فيه الإمبراطورية إلى ذروة قوتها. فبعد أن طرد "أحمس" المستوطنين الهكسوس من شمال "مصر" ووضع دلتا النيل تحت سيطرته، توحدت البلاد سياسيًا لأول مرة منذ أكثر من 500 عام.  أعاد "أحمس" تنظيم إدارة البلاد وبدأ العديد ...

أحمس الأول، محرر مصر العظيم

صورة
 بعد سنوات من الاضطرابات، استطاع ملك واحد أن يتحدى الغزاة، ويوحد المملكة، ويؤسس سلالة حاكمة، وينظم بناء آخر هرم تم تشييده بواسطة المصريين الأصليين. عندما تفكر فى "مصر" القديمة، قد تتخيل إمبراطورية شاسعة يحكمها ملوك و فراعنة يخشون الآلهة؛ رجال ونساء أقاموا مقابرًا ضخمة ونصبًا تذكارية لتخليد ذكراهم. لكن هذه الصورة النمطية لملوك النيل هى فقط جزء من القصة – فبجانب فترات السلام والحكم المطلق، هناك أوقات كانت فيها "مصر" مقسمة أو خاضعة لقوى أجنبية.  ولد "أحمس الأول"، المؤسس الأول للأسرة الثامنة عشرة، فى مثل هذه الأوقات. كانت المملكة التى كان مقدرًا له أن يرثها مقسمة بسبب غزاة سيطروا على شمال مصر لأكثر من قرن. وكان دفاعه ومقاومته لهذا الوضع الراهن الطويل هو ما سيحدد مكانته كواحد من أبرز قادة "مصر" القديمة. لكى نتفهم أهمية أعمال "أحمس" الأول فى بداية عهد الأسرة الثامنة عشرة، وتأثيرها على البلاد لقرون قادمة، يجب العودة إلى عهد والده، "سقنن رع تاو". حكم "تاو" من عام 1560 إلى 1558 قبل الميلاد، لكن فترة حكمه، مثل العديد من أسلافه...

منتوحتب الثانى: الفرعون الذى أعاد توحيد مصر

صورة
بعد الفوضى والانقسام الذى أعقب سقوط المملكة القديمة، عملت أسرة جديدة على استعادة النظام.   لم يكتفِ الفرعون "منتوحتب الثانى" بإعادة توحيد مصر، بل كان هو الرجل الذى مهد الطريق لازدهار المملكة الوسطى، التى تُعتبر اعظم العصور الذهبية فى العصور القديمة. دعونا نتعرف على حياة "منتوحتب الثانى" وحكمه.   بحلول عام 2181 قبل الميلاد، انهارت المملكة القديمة شديدة المركزية إلى مقاطعات ومناطق محلية.  يقسم علماء المصريات تاريخ "مصر" إلى فترات من السيطرة المركزية المنظمة، تُعرف باسم "الممالك"، وفترات من عدم الاستقرار السياسى والسلطات المحلية، تُعرف باسم "الفترات الانتقالية".  وقد أدت نهاية المملكة القديمة إلى بداية الفترة الانتقالية الأولى، التى امتدت من حوالي 2180 إلى 2040 قبل الميلاد. لم تعد "ممفيس"، عاصمة المملكة القديمة، قادرة على ممارسة السيطرة السياسية على الحكام الإقليميين، الذين كانوا يحكمون مناطق تُعرف باسم "نوم"، فأصبح هؤلاء الحكام فى الواقع ملوكًا وقادة محليين.   من ناحية أخرى، كان لانهيار السيطرة المركزية تأثير إيجابى تم...