المشاركات

عرض المشاركات من 2025

هل الأخلاق موضوعية أم ذاتية؟

صورة
 سنعرض هنا لآراء أشخاص من خلفيات غير متخصصة. وإذا اردتم هذه المرة إضافة رأيكم الخاص، بدلا من رأيى، فسأكون سعيداً بالإضافة. - "نيك بيفان"، لندن: إذا كان هناك إلهٌ قديرٌ ورحيم، فإن الأوامر الأخلاقية الصادرة عنه ستكون مستقلةً عن عقولنا أو مشاعرنا، وبالتالى ستكون حقيقيةً موضوعياً. سيكون القانون الأخلاقى حقيقةً واقعةً، تماماً كما أن الماء H2O حقيقةٌ واقعة. ولكن إذا استبعدنا الٱلهة من المعادلة، فسنبقى مع العالم الطبيعى، الذى لا يقدم لنا مثل هذا التوجيه. لذلك عندما ننظر إلى المجتمعات المختلفة نجد مجموعةً متنوعةً من القواعد الأخلاقية. قد يوحى هذا بأن الأخلاق ذاتية - وأن المبادئ الأخلاقية ليست سوى تعبيراتٌ عن تفضيلاتٍ ثقافية، أو قواعد وضعها بعض الأفراد الأقوياء لمصلحتهم الخاصة، أو مجرد تعبيراتٍ عن المشاعر.  ويمكن تعزيز الحجة الذاتية بتسلّيط الضوء على التغيرات التى لا نهاية لها والتى حدثت المعتقدات والممارسات عبر التاريخ. لكن لا شك أن هناك أفعالًا نشعر بشكل تلقائى أن إدانتها مبررة عقلانيًا حتى عندما تحدث في مجتمعات بعيدة عنا كالإبادة الجماعية مثلًا او حق الشعوب فى تقرير المصير. ولكن إذ...

"الإنتروبيا" والعقل: تأملات فى العلاقة بين فكر "المعتزلة" و"القانون الثانى للديناميكا الحرارية"

صورة
 فى زمنٍ يتداخل فيه العلم مع الفلسفة، تبرز الحاجة إلى إعادة قراءة التراث التقليدى فى ضوء الاكتشافات الحديثة. ولعلّ من أعمق قوانين الفيزياء المعاصرة ما يُعرف بـ"القانون الثانى للديناميكا الحرارية"، الذى يشير إلى أن النظام الطبيعى يتجه دومًا نحو الفوضى، وأن الزمن لا يسير إلا فى اتجاه واحد: من النظام إلى الاضطراب، من الحياة إلى الفناء.  هذا القانون، رغم بساطته الظاهرة، يحمل فى طيّاته أسئلة وجودية ضخمة تتعلق بالمصير، والمعنى، والعدل، والحرية. فى المقابل، يقف فكر "المعتزلة"، أحد أبرز المدارس الكلامية فى "الإسلام"، على أرضية عقلانية صارمة، ترفع العقل إلى مرتبة الحكم الأول على الأمور، وتؤمن بعدل إلهى مطلق لا يسمح بظلم، ولا يُجبر الإنسان على فعل. وبين القانون الفيزيائى الصارم، والفكر العقلى الرحب، يبرز تساؤل جوهرى: هل هناك رابط بين ما يقوله العلماء عن "الإنتروبيا"، وما قاله "المعتزلة" عن "العدل الإلهى" و"الحرية الإنسانية"؟ وهل يمكن أن نقرأ الكون بلغة مزدوجة: لغة العقل العلمى، ولغة العقل الكلامى؟ ما هى "الإنتروبيا"؟...

ثلاث طرق للتعامل مع المدير المتسلط، أو القائد السياسى المهووس!

صورة
ما هى الكيفية التى يمكن بها التعامل مع أصحاب السلطة الذين يتصرفون بطرق تتعارض مع القواعد المتعارف عليها للكياسة والذوق والمعايير الأخلاقية. قال أحد الأشخاص مؤخرًا: "يبدو الأمر وكأن العالم، منذ التحول الجيوسياسى العالمى لرئاسة "دونالد ترامب" قد تخلى فجأةً عن كل القواعد الأخلاقية وانطلق سريعاً فى مسار خطير دون فرامل".  انعكس ذلك أيضاً على سلوك المدراء التنفيذيين بحيث باتوا يقلدون الشخصيات السياسية المهيمنة: "نحن نرى قادة العالم يتصرفون كما لو أن الضوابط والمعايير لا تنطبق عليهم. إنه أمر مُعدٍ ويعيد تشكيل أفكارنا حول ما هى بالضبط القيادة المقبولة والفعالة". تتباين ردود الأفعال بشدة تجاه هذه التحولات. بالنسبة للبعض، يبدو أن قيمًا كالاحترام المتبادل والاعتدال والاهتمام بالصالح العام آخذة فى التلاشى، لتحل محلها اخلاقيات الأنانية والتطرف وافكار البقاء للأقوى. بينما قد يرحب آخرون بهذا التغيير، مشيرين إلى أنه نوع من إعادة التوازن الحادث فى طريقة قيادة المؤسسات. وكما صرح أحد المديرين التنفيذيين: "اننى أتطلع بلهفة للخروج من أسر أشياء من قبيل "الضمير"، ...

كيف تحمى نفسك من التضليل الإعلامى!

صورة
 فى سبتمبر 2024، كانت مدينة "سبرينجفيلد" بولاية "أوهايو" محطاً للأنظار. فخلال مناظرة انتخابية رئاسية، كرر "دونالد ترامب" ادعاءً غريبًا، من أن مهاجرين من "هاييتى" فى "سبرينجفيلد" يختطفون ويأكلون قطط وكلاب المدينة. أعلن ترامب على الهواء مباشرة: "إنهم يأكلون حيوانات الناس الذين يعيشون هناك، وهذا ما يحدث فى بلدنا".  سرعان ما انتشر الخبر على وسائل التواصل الاجتماعى، وفى جميع أرجاء العالم، وحصد عشرات الملايين من التعليقات والميمات وصور من الذكاء الاصطناعى لحيوانات أليفة مذعورة.  فى غضون ذلك، سارع مسؤولو مدينة "سبرينجفيلد" إلى دحض هذا الادعاء، مؤكدين عدم تلقّيهم أى تقارير من هذا القبيل. الإشاعات والمغالطات و"الأخبار الكاذبة" ليست جديدة.  فمنذ أن اخترع البشر اللغة، كنا عرضة لخلق ونشر واستهلاك المعلومات الكاذبة، والتضليل.  وسواء كان ذلك التضليل والتلاعب يتم عمدًا أو كان مجرد خطأ بشرى، فالحقيقة هى أن المعلومات المضللة موثقة جيدًا منذ أقدم العصور. توجد أمثلة كثيرة على مر التاريخ، على دول وحكومات وصناعات تتلاعب بالرأى ...

عودة ذئب المروج: هل هو علم أم استعراض؟

صورة
هل أعادت شركة "كولوسال" الناشئة فى علم الوراثة إحياء "ذئب المروج" القديم بالفعل؟   فى أبريل 2025، أعلنت شركة "كولوسال بايوساينسز" (Colossal Biosciences) المتخصصة فى التكنولوجيا الحيوية ومقرها "دالاس"، فى "الولايات المتحدة" ولادة ثلاثة جراء من ذئاب المروج (Dire Wolf) أُطلق عليهم اسم "رومولوس" و"ريموس" و"خاليسى"، مدعية تحقيق أول عملية "إعادة إحياء" ناجحة لنوع انقرض منذ 12,500 عام.  استخدمت الشركة، التى شارك فى تأسيسها رجل الأعمال "بن لام" وعالم الوراثة بجامعة "هارفارد" "جورج تشرتش"، تقنية "كريسبر" (CRISPR) لتعديل الحمض النووى للذئب الرمادى، وإدخال صفات مستخلصة من جينومات ذئاب المروج القديمة التى تم استخراجها من سن يعود تاريخها إلى 13,000 عام وجمجمة عمرها 72,000 عام.   لكن هذا الإنجاز أثار جدلاً واسعًا. يرى النقاد أن هذه الجراء ليست ذئاب مروج حقيقية، بل مجرد ذئاب رمادية معدلة وراثيًا تشبهها شكليًا.  ويشبّه عالم الحفريات الجينية "نيك رولينس" العملية بـ...

نفرتيتى: ماذا يكمن وراء هذا الجمال؟

صورة
ملامحها المنحوتة بدقة ونسبها المثالية فى تمثالها الحجرى النصفى، معروفة فى جميع أنحاء العالم. ولكن من هى تلك المرأة التى تقف وراء هذه التحفة الفنية؟   فى 6 ديسمبر 1912، اكتشف عامل مصرى كان يحفر على ضفاف نهر النيل أحد أثمن الكنوز فى تاريخ علم المصريات. كان الرجل واحدًا من العديد من العمال المشاركين في حفر ورشة نحات قديم، تحت إشراف عالم الآثار الألمانى "لودفيج بورشارت". وعندما شعر بأن معوله اصطدم بحجر صلب، نزع التراب ليكشف عن الألوان المميزة لطلاء قديم. يتذكر "بورشارت" ذلك: "وضعنا الأدوات جانبًا واستخدمنا الأيدى"، ليتم الكشف عن عنق رفيع لتمثال نصفى من الحجر الجيرى مدفونًا بشكلٍ مقلوب فى التراب. وبالحفر أعمق، كشفوا عن شفتين ممتلئتين وحمراوين، وأنف بارز ومائل، وعينين لوزيتين، وحاجبين داكنين مقوسين. وأخيرًا، كشفوا عن تاج أسطوانى ضخم، لم يُرَ إلا فى النقوش الهيروغليفية القليلة الموجودة لملكة مصرية واحدة: الملكة "نفرتيتى". منذ اكتشافه، أصبح التمثال النصفى أحد أكثر القطع الأثرية زيارةً وتأثيرًا من المملكة القديمة. وهو مع ذلك، يظل أحد أكثرها غموضًا.  فبعد ...

"باولو فريرى" (1921–1997) - فيلسوف التحرير من خلال التعليم

صورة
 يظل المُربّى والفيلّسوف البرازيلى "باولو فريرى"،  "Paulo Freire"  أحد أكثر المفكّرين تأثيرًا فى مجال "البيداجوچيا" (نظرية التعليم) والعدالة الاجتماعية.  اشتهر بشكل خاص بكتابه المؤثر الصادر عام 1970، "بيداجوچيا المقهورين"، حيث انتشرت أفكاره عبر تخصصات متعددة، لا سيما فى التعليم والفلسفة والنظرية النقدية.   ارتكزت رؤية "فريرى" للتعليم على التزامه بتحرير الإنسان، مؤكدًا على ضرورة تمكين المُضطهدين وتحدى أنظمة الهيمنة. ولا يزال إرثه حيًا حول العالم فى جميع الحركات التعليمية التى استلهمت أفكاره.   وُلِد "باولو فريرى" عام 1921 في مدينة "ريسيفى" البرازيلية، وعايش بشكل مباشر الفقر والجوع والتهميش خلال فترة "الكساد الكبير". وقد شكّلت نشأته فى عائلة من الطبقة العاملة فهمه العميق لعدم المساواة وللعلاقة ما بين السلطة والتعليم. وأصبحت هذه التجارب الشخصية لاحقاً الأساس الذى بنى عليه نظريته التربوية، حيث رأى أن التعليم أداةً قوية للتغيير الاجتماعى. درس "فريرى" فى البداية القانون، لكنه تحوّل سريعاً إلى مجال التدر...

بوتقة الخيمياء ( الكيمياء القديمة)

صورة
بدأت "الخيمياء" (الكيمياء القديمة)، فى المحيط الفريد لمدينة "الإسكندرية" فى القرن الثالث.  فما الذى جعل هذه المدينة الساحلية المصرية مهدًا لهذا الفن الغامض؟ هناك تمييز واضح فى المفاهيم ما بين الدين والسحر والعلم، إلا أن هذا حديثاً نسبيًا. لم يكن مثل هذا التمييز موجوداً فى "مصر" تحت الحكم الرومانى فى القرن الثالث الميلاد. كان تفسير الظواهر الطبيعة يستند على الأدلة التجريبية التى تعتمد على الفلسفات والأساطير، ومجموعة واسعة من الأديان والثقافات المختلفة. ومن كل هذا المزيج الفريد نشأ أسلوب جديد لرؤية العالم هو: "الخيمياء".  يجادل بعض المؤرخين حول البدايات الافتراضية للخيمياء - بينما يركز آخرون على جوانبها الباطنية، من قبيل الأساطير وجوانب التصوف وحتى السحر. مع ذلك، فهذا التقسيم هو تقسيم حديث، صاغته الكاتبة البريطانية "مارى آن أتوود" فى القرن التاسع عشر.   قبل ١٧٠٠ عام، لم يقم هؤلاء الحرفيون متعددو الثقافات فى "الإسكندرية"، عاصمة "مصر"، ، بتقسيم الأفكار إلى افتراضية وأخرى جوهرية، أو إلى تصنيفات تميز ما بين الواقعى والخيال...

جروح الطفولة القديمة

صورة
 "جروح الطفولة" هو مصطلح يُستخدم بكثرة فى علم النفس، ولكن ما هى تحديدًا وكيف تؤثر علينا كبالغين؟ هذا ما ستحاول "إيما جرين" الإجابة عليه. من السهل أن ننسى أننا كنا أطفال فى وقت من الأوقات. وإذا اعتقدنا أننا قد تجاوزنا مخاوفنا وخبراتنا من مرحلة الطفولة، فإن ذلك أبعد ما يكون عن الحقيقة. فشخصياتنا هى نسيج مركب من العديد من الذوات المختلفة، وهذا "الطفل الداخلى" الدفين فى أعماقنا، يلعب دورًا أساسيًا فى تكوين تلك الشخصية.  إنه جزء من اللاوعى تعلمنا ان نكبته ونقوم بتجاهله. ولكن من أو ما هو هذا الكائن المسمى "طفلنا الداخلى"؟  ببساطة، يمثل طفلنا الداخلى النسخة الأخرى من أنفسنا خلال سنوات تكويننا ومراهقتنا، إنه ذلك الجزء منا الذى لا يزال يتصرف ويتعامل كطفل.  هذا الجزء لا يحتفظ فقط بتلك الذكريات والدروس والمشاعر التى مررنا بها فى طفولتنا، لكنه يحتفظ أيضًا بأفضل ما فينا من صفات الطفولة: البراءة والإبداع والفضول والخيال والأمل. ويمكن أيضاً أن يحتفظ بالسمات السلبية المرتبطة بعدم النضج، مثل العبوس والعجز والشقاوة. غالبًا ما يُنسب مفهوم "الطفل الداخلى"...