المشاركات

الشرعيه والدستور

ما يحدث فى مصر الان يثير الدهشة والشفقة والسخريه فى ان واحد. حتى اكثر الصبيه سذاجه كان يمكنه تجنب ما وصلت اليه البلاد فى أعقاب الثوره المصريه.  ما فعله عنان وطنطاوى بالاشتراك مع الاخوان لا يبرر على الاطلاق تهاون قادة الثوره ووقودها من الحركات الثوريه والشبابيه ، تهاون يصل الى حد التفريط والاستهانه بمصير البلاد. دعك من الانتهازيين والمنتفعين, ودعنا نلقى باللائمه على الثوريين الحقيقيين, الذين خدعوا الناس وانفسهم بدعوى إعطاء فرصه للشركاء الذين لحقوا بركاب الثوره بعد نجاحها الفعلى. هذا التفريط المخل بمسار الثوره وتركها لتسرق من قبل جماعه الاخوان هو امر لا يمكن تبريره. ولعلى لا استثنى من هنا احد ربما غير الدكتور البرادعى ومجموعته. فالرجل حذر وأبدى رؤيه عميقه لاستشراف ما سيحدث، ولكن حتى هنا، وفى هذا الظرف البالغ الخطورة  اكان يكفى مجرد التحذير؟ لست أدرى مما يثير الحنق انه منذ ما يقرب من العشرة اشهر وأثناء وجودى فى مصر رأيت بعين راسى وبوضوح تام الثوره وهى تسرق. أثارت ملاحظتى تلك وقتها غضب كثيرين من من لا اشك فى انتمائهم الشديد وتضحياتهم الحقيقيه من اجل الثوره،...

....يسقط يسقط حكم ال

فى مقابله مع صديق قديم أخبرته أننى لم أتمكن أن أهتف مع الهاتفين " يسقط يسقط حكم العسكر" فباغتنى بالقول أنه كان نفس إحساسه, فهو أيضا لم يستطع الهتاف هكذا رغم تصدره لإحدى التظاهرات الكبرى وموقعه كقيادى معارض. بالقطع إتفقنا على جواز بل وواجب الهتاف ضد المشير , والمجلس العسكرى. فالخطايا والجرائم التى إرتكباها ومازالوا يرتكبوها باتت أكبر من أن تعد أو تحصى. لكن العسكر والشعب فى مصر إندمجا تماما منذ أنشأ "محمد على" جيشه المصرى ولأكثر من مائتى عام. إندمج خلالها القهر مع العلم , الوطنيه مع الإستبداد , التعليم والتصنيع مع السخره والإغتراب , فى مزيج عجيب حوله "محمد على" وإبنه "إبراهيم باشا" إلى إسطول وجيش إسطورى من الفلاحين المصريين.  غزا به مجاهل أفريقيا , وإقتحم جزيره العرب, ودق به أبواب الأستانه , حتى نهضت الدول الأوروبيه الكبرى لتقف فى وجه طموحات هذا الجيش ومآرب زعيم مصر ووريثه العسكرى الفذ . وغنى عن القول أن حكم أسرة محمد على لمصر هو حكم عسكرى بالأساس, حيث إستمد "محمد على" شرعيته من كونه قائد عسكرى, ورث حكما عسكريا للمماليك الذين كانوا أقل من...

مصــر والهاويــه

فى آعقاب ثورة يناير إتصل  بى بعض الأصدقاء القدامى وقابلت البعض الأخر مصادفة وبروايات مختلفه أشاروا بسعاده إلى رأيى القديم فى إستحالة وصول جمال مبارك إلى السلطه فى مصر. والواقع أننى لم أمل أبدا من إبداء هذا الرأى الذى كان يقابل بالتعجب أحيانا والسخريه أحيانا أخرى فالجميع كان متيقن من أن ذلك قدر لا مفر منه. على أننى دائما ما إعتقدت أن وصول جمال مبارك إلى السلطه يقتضى إمتلاكه شرعيه ما تؤمن له هذا الطريق. وهى إما شرعيه دستوريه لا ولم يكن ليمتلكها بأى شكل, أو شرعيه شعبيه وهو ما إفتقده تماما بل وعلى العكس كان شخصا منفرا بالطبيعه, أو أخيرا شرعية القوه, كأن تحميه قوات مسلحه تؤمن صعوده أوحزب شمولى إرهابى يدعمه كبعث سوريا والعراق, وهو الشىء الغير متوفر فى حالته أيضا. على أن ما لا قد يعرفه الأصدقاء, أنه رغم تحمسى الشديد لرأيى هذا وإقتناعى به , فإن هاجس صعود جمال مبارك إلى السلطه فى مصر كان يؤرقنى ليل نهار.. وحينما عدت إلى بعض مقالات المدونه بعد ثورة يناير وجدتنى أحذر وبالإسم المشير طنطاوى والفريق عنان فى 13 فبراير من أن يظنا أن الشعب المصرى سيقبل مرة أخرى وبأى شكل حكما فرديا مهما كانت المسميا...

جمعــــة قندهــار

كنت قد آليت على نفسى أن أتوقف عن الكتابه منذ مارس أو أبريل الماضى ليقينى أن هناك مئات يستطيعون التعبير عن هذه المرحله خير منى. لم أرد أن أكون نغما نشاز وسط طوفان دعوات التوافق التى ملأت الآفاق بين القوى السياسيه الفاعله وبين تيارات الإسلاميين من أخوان لحقوا بركب الثورة بعيد بشائر نجاحها وسلفيين ناهضوا الثورة منذ البدايه وحتى جماعات الإرهاب المسلح الملطخه آياديهم بدماء آلاف المصريين الأبرياء ... لم أستطع طوال الشهور الماضية أن أن أتجاهل أو أتجنب إحساسى بالكارثه التى نتجه إليها لا محالة إذا إستمرت الأمور على هذا النحو العبثى والغارق فى أوهام اللاوعى التى يقودنا إليها عدم قدرة المجلس العسكرى على فهم و رؤيه الحاضر أو إستلهام الماضى أوإستشراف المستقبل. وإذا أضفنا إلى ذلك فشل النخبه السياسيه جميعها بمن فيهم المخلصين من رموز هذه النخبه فى اللحاق بركب الثوره وفهم إيقاعها الشاب المنفتح, بل وقيام التقليديين منهم بعمليات تحالف سياسيه رخيصة تدل على إغراقهم فى أوهام تحالفات أربعينيات القرن الماضى لأدركنا سببا إضافيا للكارثه. أما الإعلام فتطوع بإظهار الإخوان بل والسلفيين كأبطال الثوره الحقيقيين , ...

الطريـق الوعـر

لازلت أذكر مقدار السعاده التى إنتابتنى وقت إغتيال الرئيس السادات, كواحد من ملايين المصريين الذين شعروا بالرغبه فى إنهاء النظام القائم وقتها. وأذكر الإرتياح الشديد الذى إنتاب الناس لرؤية رئيس جديد بدا أكثر نقاءا وصدقا وقربا من مشاعر الجماهير عن سلفه. صوره أبعد ما تكون عن تصور أيا من أراد التنبؤ بما سيحدث لاحقا ,مهما بلغ خياله من جموح. كانت السنوات الثلاثين الماضيه كافيه كى ينتاب الجميع هذه الرغبة الخفيه فى إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء, وتمنى زوال حادث إغتيال السادات.   ومن المذهل أن المجرمين المدانين فى عملية الإغتيال أنفسهم أقروا بندمهم عن هذه العمليه التى أتت بحسنى مبارك إلى الحكم. أما البعض الأخر فبدأ فى إثارة الأقاويل حول إشتراك مبارك فى عملية الإغتيال نفسها. أقاويل أكاد أجزم من الأن بعبثها وبعدها عن أى إمكانية للصحه. ولا يعود ذلك إلى عدم واقعيها, أو إستحالة إفتراض حدوثها . لكن السبب فى رأيى ليس إلا شخصية حسنى مبارك نفسه. هذا الرجل الذى أمضى ثلاثين عاما على كرسى الحكم فى مصر دون أن يتخذ ولو قرارا واحدا يشتم به شبهة مغامره, لا يمكنه الإقدام على مثل هذا العمل. هذا الرجل الذى ...

صـــلــــح لى قــلــوعــك يـاريــس

فصل من روايه غير منشوره لى,   تدور أحداث هذا الفصل أثناء مظاهرات السبعينيات وما أشبه الليله بالبارحه:   الفصل الأول  تدافع الجميع داخل أسوار الجامعة ... قرع طالب بقوة على أحد الأعمدة المنتصبة بجوار تمثال نهضة مصر منذرا بأن هجوما قد بدأ .. إنتبه آلاف الطلاب المتجمهرين حول التمثال فى مواجهة كوبرى الجامعة الى كميات ضخمة من الأمن المركزى تندفع من جانبى شارع مراد فى أتجاههم .. لقد بدأت لعبة الكر والفر مرة أخرى .. تسابق أحمد ومنير فى الركض نحو مدخل الجامعة .. كانت أول مرة يرى فيها منير .. لا يذكر العام بالتحديد .. 74 غالبا .. أو ربما 72 فمظاهرات 72 كانت الأكبر والأعنف .. حاول لاحقا أن يتذكر السنة ولم ينجح ... كل ما يذكره أن منير حاول أن يعود   حين رأهم يسحلون طالب على الأسفلت .. فمنعه بقوه وجذبه فى الأتجاه الأخر ..   - لا فائدة من العوده ..لقد أخذوه بالفعل ... أطرق منير   وهو يلهث ولم يجب - أتعرفه؟ أشار منير برأسه نافيا .. على حين إندفع الأثنان بسرعه داخل حرم الجامعة وسط الآلاف بينما بدأت القوات فى التمركز خارج أبواب بدأ الطلبة فى إغلاقها... إلتقط أحمد أنفاسه و...