Wednesday, February 23, 2011

خواطر عما يحدث فى مصر الأن

من هم الخاسرين مما يحدث فى مصر؟

عائلة الرئيس السابق,الرئيس السابق, بعض كبار المنتفعين من عصابات الأعمال الصوريه, بعض رجال الأعمال الناجحين الذين إرتضوا الإشتراك فى مهزلة الحكم. أغلب كبار رجال الرئيس السابق ,سواء فى الإداره أو الحكم أو الحزب.

من الذين يقاومون مد الخسارة و يحاولون النجاه منها حتى الأن؟

أغلب قيادات ما يسمى الحزب الوطنى ممثله فى القليل من القيادات العليا و الكثير من القيادات المتوسطه,والتى تعمل بدءب شديد, بغية القيام بمناوره كبرى والعوده للصفوف الأولى عبر أقنعه جديده.ا

جهاز مباحث أمن الدوله, الذى يتحرك بنشاط منقطع النظير وفى كافة الإتجهات لإسقاط الثوره بأى وسيله. والمحزن أنه يتعاون فى ذلك مع الجميع.. أعداء الثوره وأنصارها على حد سواء!

من هم الخاسرين المحتملين؟

بعض أو العديد من رجال الأعمال وكبار ومتوسطى الإداريين فى كافة المواقع -حسبما ستسير الأمور- من الذين إستفادوا بشكل أو بأخر من أوجه الفساد العديده والواسعة الإنتشار لنظام مبارك.

الكثير من من يترقبون الأحداث بقلق, غبر مدركين كنه ما حدث فى مصر بالفعل, ومدى تأثيره عليهم. ويندرج تحت هذا التصنيف, العديد من الأشخاص والفئات فى المجتمع والتى لم تستطع حتى أثناء الثوره, أن تبلورموقفا واضحا إزاءها, سواء بالإيجاب أو السلب. ومن هذه الفئه العديد من الأفراد الذين يتخوفون من أى تأثيرات سلبيه للثوره على حياتهم الشخصيه.

وهؤلاء الذين يودون الإنتقام من كل شخص ومن كل شىء, ويخشون أن تنتهى الثوره وتستقر دون أن ينالوا إنتقامهم وإلى أقصى حد.

جماعات السلفيين, الذين تبنوا مبدأ حرمه الخروج على الحاكم, حتى لو ظلم.

جماعات من الأقباط الذين فضلوا فى السنين الأخيره الإنضواء تحت الكنيسه كوطن بديل.

الدعاه الجدد, الذين مثل لهم النظام السابق, أرضيه هائله للثراء والشهره بل والسلطه, ثم تأتى رياح الثوره العاتيه, كتهديد بإقتلاعهم من عروشهم.

أما الخاسر الخفى مما حدث –فى رأى الخاص الذى ربما يدهش البعض- فهم جماعة الإخوان المسلمين.. فهذه ثوره الأغلبيه الصامته , ثوره هؤلاء الذين لم يشاركوا فى أى عمل حزبى أو سياسى حقيقى. هذه ثورة من لم يمتلكوا بطاقات إنتخاب, ولم يبدوا أى إهتمام بالمشاركه فيها. هذه ثورة أحفاد الجماهير التى عشقت سعد زغلول وحزب الوفد قبل ثورة يوليو (لا توجد أى صله حقيقيه بينه وبين حزب الوفد الحالى). هؤلاء الذين ثارو فى 25 يناير هم أبناء من حلموا بمصر فتيه مع عبد الناصر (أيا كانت نتائج هذا الحلم فى النهايه). هذه الثوره تجسيد لروح حديثه لمصر يمثلها شعب توحد تحت رايه الحريه والكرامه, دون النظر لفروق طبقيه, أو دينيه أو مذهبيه. هى أيضا تجسيدا لفشل كل ما كان قائم قبلها من نظام وسلطه وأحزاب وجماعه الإخوان ليست إستثناءا من ذلك.

فالجميع لهث خلف إيقاع هذه الثوره والجميع فشل فى اللحاق بها. الجميع ذهب لاهثا للتفاوض مع عمر سليمان, عدا الجموع المتقده لهذه الثوره, وفصيل سياسى واحد رفض هذه العطيه (الجمعيه الوطنيه للتغيير , الممثله لفكر الدكتور البرادعى) ولو أننى أفضل أن أفرد لهذا الموضوع مقال منفصل.

الإخوان المسلمين يعلمون أنه إذا توجه غالبيه المصريين الى صناديق الإنتخاب,ففرصه حصولهم على أى أغلبيه ضئيله وضئيله جدا.

أما الرابحون والرابحون المحتملين لهذه الثوره فهم أكثر وأبعد مدى من أن نعددهم هنا.

وما بين الآمال العظيمه والإحباطات العظيمه , يفور المجتمع المصرى بعنف وقوه رهيبتين مستيقظا من فتره ركود وسبات عميقه.

فتتطاير الأفكار وتتصارع الرؤى, وتمتلىء الأجواء بغيوم كثيفة من الإشاعات والخزعبلات. ويصبح كل شىء قابل للتصديق حتى لو كان بعيد عن أى منطق (كالإشاعه المضحكه عن شراء زويل و البرادعى لجائزه نوبل!!!!!!) آجواء هى فى مجملها صحيه وطبيعيه , وإن كان سلبياتها ليست بعيده عن آيادى بعض هؤلاء الخاسرين والخاسرين المحتملين. لقد قرأت بعض رسائل البريد الإلكترونى المنتشره, والتى تحاول وضع مبارك وعز و صفوت الشريف فى نفس السله مع البرادعى و إبراهيم عيسى وبعض الإعلاميين الشرفاء الذين وقفوا دوما ضد نظام مبارك.

ولا يحتاج المرء لجهد أو كثير تفكير لمعرفة أن إشاعه جائزه نوبل هى من بنات أفكار جهاز أمن الدوله العبقرى وشقيقه الحزب الوطنى الأكثر منه ذكاءا!!

أما الرسائل الإلكترونيه الأكثر خبثا من نوعية أن الجميع سيئون, فهى ستوصلنا تلقائيا إلى أنه لا يوجد إلا تيار واحد يستحق الثقه , ولكنها ستوصلنا أيضا إلى مصدر البريد الإلكترونى, ولن يكون بعيدا كثيرا عن مكتب فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين!

إن ما يحدث فى مصر الأن هو أمر طبيعى للغايه .... هذه ثوره هائله لم يكتمل شهرها الأول بعد.

لقد رحل مبارك عن الحكم منذ أقل من إسبوعين. ومازال الطريق لإزاله آثار عدوانه هو ومن إشترك معه فى تخريب البلاد طويلا.

هناك الكثير من الحديث عن الحكومه, عن رئيسها , عن التعديلات , عن المجلس العسكرى. إنها ثوره حقيقيه ومفاجئه أيها الساده, فلا ينبغى أن نتصور أن يتصرف الجميع بشكل حكيم ومثالى.

دعونا نتذكر الأوضاع أثناء ثوره يوليو 1952. لقد أتى رجال ثوره يوليو بعلى ماهر _الأب الروحى للملك فاروق_ رئيسا للوزراء من يوليو الى سبتمبر 1952, كما لم تعلن الجمهوريه الا بعد سنتين من فيام الثوره. ولعلى هنا أضيف أن عبد الناصر كتب متعجبا حينها, كيف أن جل السياسيين والمفكريين الذين قابلوهم, تكالبوا على مهاجمه الأخرين وإطلاق الإشاعات عليهم, بدلا من إسداء النصح.

سادتــى

هذه ثوره شعب عظيم يمتلك رؤيه تثير الدهشه والإعجاب. شعب يتحرك دونما أى قائد, اللهم إلا حسه ووعيه الوطنى المذهل.

إن الطريق مازال طويلا والأعداء كثيرون,

بعضهم ظاهر وبعضهم مستتر..

لكن هؤلاء الذين أسقطوا نظام مبارك وترسانته الأمنيه والإعلاميه الرهيبه, والذين يسقطون الأن حصون قلعه الفساد المنيعه, لن يتوانوا عن مواجهه تيار التخريب والتشكيك والمصالح الذاتيه المتنكره فى ثياب جماعات دعويه.

لقد إستيقظت مصر بعد سبات طويل.. ولا أظنها ترغب فى العوده عن هذا الطريق أبدا

1 comment:

Anonymous said...

very well said as usual...brilliant...thanx for the very bright vision..Sunny.