"رام" قصة قصيرة ، ل: حازم فرجانى

١ "عصبى، أنانى، متقلب، ربما ملحد!" هكذا وصفوه. كانت كلمات الزملاء عن "رام" كأنها سهام تُطلق فى الظلام، تحمل تحذيرات غامضة. "لكنه خبير لا يُضاهى، ستتعلم منه الكثير،" هذا ما قال لى مديرى، لكن نبرته لم تخفف من الحذر. اختتم أحدهم الوصف كأنه يغلق كتابًا لم أقرأه بعد بقوله: "باختصار، مجنون!" كان ذلك فى الثمانينات، وفى طريقى إلى مقر العمل الجديد، عبرت الحافلة صحراء شاسعة، كثبانها تمتد إلى ما لا نهاية. لم يشغلنى البُعد عن المدينة، ولا الوظيفة المؤقتة التى قبلتها لكسب المال من شركة أجنبية. كل ما شغلنى هو "رام"، الرجل الذى سأشاركه العمل أسبوع كل شهر. أسبوعان فى الصحراء، أسبوع إجازة، راتب مجز، ومدة لا تتجاوز عامًا. بدا كل شىء مثاليًا، حتى ظهر هذا اللغز المسمى "رام". سألت السائق بعد لحظة صمت: "تعرف الأستاذ رام؟" أجاب بضحكة: "ومين ما يعرفش "رام"؟ راجل غريب، بس قلبه أبيض!" طمأننى كلامه قليلًا، لكنه أضاف: "اسمه "إحسان رامى النشرتى"، لكن الكل بيناديه "رام". واصل الح...