Monday, February 20, 2006

عــام على مقتـل الحريــرى



من أعوام عديدة روت لى والدة أحد أصدقائى السورية كيف تزوجت من رجل أعمال سعودى يكبرها بأكثر من عشرين عاما. فبعد طول تمنع منها إستطاع ببساطة شديدة أن يقنعها بإستخدام حيلة بسيطة للغاية, "حسنا, سأصطحبك الى القاهرة, ومن يدرى فربما تستطعين رؤية جمال عبد الناصر وجها لوجه". ونجحت الحيلة نجاحا ساحقا , حيث وافقت على الزواج فورا لمجرد إحتمال رؤية عبد الناصر.
ومن حسن الحظ أنة كان زواجا سعيدا موفقا نتج عنة أبناء وبنات ناجحون والا إنقلب الموضوع الى مأساة خاصة أنها لم تنجح فى رؤية عبد الناصر خلال زياراتها العديدة للقاهرة!
أما صديقى لاعب كرة اليد والذى زار سورية فى أوائل السبعينيات لأداء بعض المباريات الودية فمازال يذكر كيف حملة الجمهور السورى بحماسة شديدة على الأعناق وهم يهتفون وسط ذهوله التام "مصرى" "مصرى"
والشعب السورى شعب مثقف واع محب للعروبة وعاشق لمصر بشكل خاص. كما أن لدية حس تاريخى عال , ووعى لدور مصر عبر التاريخ وإرتباط هذا الدور بسورية أكثر من أى مكان أخر فى العالم العربى.
هذا الشعب للأسف الشديد يرزح ومنذ أكثر من ثلاثين عاما تحت وطأة أكثر أحد الأنظمة الشمولية تخلفا وتعنتا فى العالم.
إن طاقات هذا الشعب العظيم و إبداعاتة وإسهاماتة التاريخية مرتهنة فى يد حفنة شديدة التخلف, أخذت الشعب السورى رهينة . عطلت النمو الإقتصادى والإجتماعى للبلاد وخنقت منافذ التقدم والحرية.

سوريــة
منذ قاد حافظ الأسد إنقلابة المشئوم فى 71 أدخل بلادة وشعبة الى نفق مظلم لا تبدو له نهاية. .
فسورية الدولة ذات الأغلبة السنية الواضحة ,ودمشق عاصمة الأمويين العتيدة , تحكم بواسطة مجموعة من الأقلية الشيعية العلوية فى البلاد.
والشيعة فى سورية أقلية تحوى فى داخلها أقلية أخرى تعتنق مذهب متطرف فى تشيعه ل"على إبن أبى طالب" هم العلويين.
وعند تسلمة سدة الرئاسة ظهر حافظ الأسد على شاشات التلفزة السورية معلنا تبرأة من المذهب العلوى وإعتناقة المذهب السنى, وأتبع ذلك بالطبع بتسليم جميع المناصب الحساسة فى الدولة والجيش والمخابرات الى رجال الأقلية العلوية.
وربما يفسر ذلك وصف أجهزة إعلام الرئيس السادات لحزب البعث السورى إبان إشتداد الحملات بين مصر وسورية بعد زيارة القدس الشهيرة بحزب البعث العلوى للتفرقة بينة وبين بعث العراق.
ومنذ أن دخل الجيش السورى لبنان العام 76 بدعوة من الرئيس سليمان فرنجية أثناء الحرب الأهلية ورغم ان إتفاقية الطائف تقتضى إعادة إنتشارة,, الا أن ذلك لم يحدث على الإطلاق وبمرور الوقت وإستمرار هذا النواجد دون مبررات حقيقية. أدى ذلك الى وضع شديد التعقيد.
فالوضع الداخلى اللبنانى ربما لا يوجد لة مثيل فى تميزة وتنوع طوائفة ومذاهبة ودياناتة. الأمر الذى سهل على ديكتاتور سورية السابق حافظ الأسد فى أوقات كثيرة التلاعب بالداخل اللبتانى وإستغلال هذا التباين منتهزا فرصة وجودة فى مركز القيادة لسورية الشقيقة الكبرى أبا وأم للشقيق الصغير لبنان.
وربما لا يعرف الكثيرون أن نظام حافظ الأسد قام وعبر نظامة الأمنى والإستخباراتى داخل لبنان بإغتيال العديد من من زعماء وملوك الطوائف هناك من مختلف ألوان الطيف السياسى والمذهبى والدينى. إلا أنه أيضا إستطاع وبإسلوبه الداهى فى الإدارة ومناوراتة الشبيهة الى حد بعيد بأساليب عرابوا المافيا فى الإبقاء على شعرة معاوية مع الجميع . لم تفقد سورية أبدا نفوذها وهيبتها داخل لبنان إبان حكم الأسد الأب.
ورحل الأب, ليجل مكانه الإبن "بشار" , وكأنما بلادنا العربية بشعوبها وتاريخها وإمكانياتها ليست سوى متاع ومنقولات ثمينة يمنحها بعض مغتصبوا السلطة لأبنائهم كنوع من التقدير لمتعة جسدية مارسوها منذ ثلاثين أو أربعين عاما....
وهكذا وجد هذا الطبيب نفسة وهو فى أوائل الثلاثينيات من العمر على رأس دولة شمولية فى عصر تخطى هذة الأساليب, يخاطب بسيدى الرئيس ومحاط بمجموعة من المنافقين يسبحون بحكمتة ورؤيته الثاقبة وبعد نظره وذكائة الحاد.
وبسرعة أقنعة سدة الفساد فى سراديب الحكم بإنهاء ما سمى وقتها "ربيع دمشق" ساخرين فى سريرتهم من هذا الأبلة القادم بعد سنوات من الدراسة والإقامة فى بريطانيا متوهما بإمكانية للجمع بين أى قدر من الحريات وبين حكم البعث الدموى الحديدى.
وبسرعة أشد إنقلب طبيب العيون النابه الى ألعوبة مخزية فى أيدى سياسى الدرجة الثانية والثالثة فى سورية دافعين به لتحقيق مصالح شخصية ومادية ضيقة. متصرفا على أساس أنة سياسى لا يشق لة غبار ورث الحنكة السياسية والقدرة على المناورة من أبية.
وإنبرى المحللون السياسيون وهم كثر فى سورية فى إستخدام قواميسهم الغير قابلة للنفاذ بكلمات وتعبيرات فخمة مركبة لا ينقصها التصنع مبررين مواقف سياسية هزبلة ليست لها أى قيمة حقيقية. وإستمر النهج السورى الخطابى متعللا بخزعبلات من قبيل الرقم الصعب فى المعادلة, ولا حرب دون مصر ولا سلام دون سوريا وسنرد فى المكان والزمان الذى نختارة لا الذى يختارة العدو لتبرير مواقف متخاذلة تماما خارجيا ومتنمرة تماما داخليا.
والحق أن النظام إستطاع إستقطاب العديد من الكفاءات الوطنية للمشاركة فى بعض أجهزة الحكم والوزارات غير الهامة مستغلا حب السوريين الشديد لبلدهم وغيرتهم عليه, لكن بقيت المناصب الحساسة كلها فى الحكومة والجيش فى يد الطغمة الحاكمة.
ورغم إنتحار محمود الزعبى رئيس الوزراء برصاصتين فى الرأس !!وحتى إنتحار غازى كنعان وزير الداخلية منذ أشهر قليلة _لا أدرى عدد الرصاصات التى إستخدمها فى عملية الإنتحار_ مرورا بإنقلاب خدام على باقى أفراد العصابة, إلا أن إخواننا المحللين ماإنفكوا يبشرونا بثبات النظام وحكمتة الثاقبة.

لبنــان
على أية حال لم يجد بشار الأسد منذ تلقف هدية رئاسة الدولة خير من لبنان لإختبار قدراتة السياسية والتدرب على أسلوب والدة العصابى فى الحكم. تزامن ذلك مع وجود رئيس وزراء قوى فى لبنان , يستند الى عدم وجود خلفية سياسية عائلية له عكس الأغلبية الساحقة من سياسى لبنان. ورغم أصولة المتواضعة الا أنة صعد فى عالم المال والأعمال بسرعة صاروخية أثناء تواجدة فى العربية السعودية وإقترابة من الملك فهد بن عبد العزيز. حصل رفيق الحريرى على الجنسية السعودية وإستغل ذلك إضافة الى ملياراتة فى الوقوف وراء إتفاقية الطائف الشهيرة التى رعتها السعودية وأدت إلى إنهاء الحرب الأهلية فى لبنان. وبعد فترة إنتقل من لعب الأدوار خلف الستار الى الظهور العلنى حيث عاد الى لبنان ممهدا الطريق نحو تقدمة الى منصب رئاسة الوزراء. وبدأ رفيق الحريرى بإدارة عجلة عملية إعادة إعمار لبنان مستغلا علاقاتة الدولية ونفوذة المالى والدعم السعودى الضخم له ولمشاريعة, وتلاقت مصالح النظام السورى برئاسة حافظ الأسد فى هذا الوقت مع هذا التوجه , إضافة الى نقطة هامة للغاية , وهى أنه رغم أن سياسات الأسد الأب أدت مع تغير الأوضاع الدولية والإقليمية الى تراجع حاد فى أهمية الدور السورى, إلا أن حافظ الأسد رغم ذلك لم يفقد وضعة كرجل قوى ولو بحكم التاريخ , لذلك لم يرى فى الحريرى تهديدا حقيقبا لنفوذة.
على أنه لا شك أن هذا الصعود القوى لرفيق الحريرى أوغر صدر رجلا أخر رأى فى هذا الصعود تهديدا حقيقيا لمنصبه ونفوذة وهو بالطبع العماد إميل لحود رئيس الجمهورية اللبنانية. فلأول مرة فى تاريخ لبنان الحديث يوجد رئيس للوزراء يتمتع بهذا القدر من الإستقلالية عن قصر بعبدا بل ويمتلك نفوذا شعبيا وسياسيا أبعد بكثير مما يمتلكة رئيس الجمهورية. رئيسا للوزراء أقوى من رئيس الجمهورية المعين أصلا بمباركة ودعم سورى.
ومع تولى بشار الحكم بدا واضحا أن الكيمياء لم تقم بدور إيجابى فى العلاقة بين الرجلين. وأدت رغبة الحريرى فى الأخذ بلبنان الى طريق مستقل عن نفوذ سورية ولو قليلا كبادرة إستهانة بقدرات بشار السياسية. وبدا واضحا أيضا أن النزاع على النفوذ داخل لبنان بين رئيسى الجمهورية والحكومة محكوم علية فى هذة الفترة بإنتصار لحود وبدعم سورى. وهكذا ترك رفيق الحربرى منصب رئيس الوزراء للمرة الأولى , إلا أنه لم يلبث أن عاد إليه أقوى مما سبق عبر إنتخابات نيابية حقق فيها نجاحا واضحا.
ومع العودة الى كرسى الحكم طفت الصراعات بين لحود والحريرى الى العلن وإنحازت سورية بالطبع الى لحود. إلا أن نفوذ الحريرى الشعبى الداخلى والإقليمى عبر الدعم السعودى لة والدولى عبر علاقاتة الشخصية الوثيقة مع العديد من زعماء العالم ومن بينهم شيراك رئيس الدولة الأخرى ذات النفوذ المعنوى داخل لبنان, مكنة فى النهاية من التصدى لهذة التحديات وإجتيازها.
ولكن ذلك بالطبع أدى إلى تعقيد الأمور مع سورية ,التى تمتلك بالفعل قوات كبيرة داخل لبنان بدأ كثير من اللبنانين يرونها كقوات إحتلال أجنبية, وعلت المطالبات و التظاهرات المطالبة بإنسحاب هذة القوات خارج لبنان خاصة مع خروج القوات الإسرائلية من الجنوب وبدا الحريرى لسورية كمتعاطف مع هذة التحركات ولو بسكل سلبى.
ودعونى هنا أوضح نقطة هامة هى أن التحالفات بين الطوائف داخل لبنان وبين هذة الطوائف وبين سورية هى تحالفات بالغة التعقيد وأيضا سريعة التحول, فأعداء الأمس هم حلفاء اليوم وحلفاء اليوم هم أعداء الغد وهكذا دواليك. بل أن هذا الوضع يمارس أيضا حتى داخل الطائفة الواحدة التى من الممكن أن تنقسم إلى أكثر من تيار متصارع فى بعض الأحيان ثم نجدها تيارا متماسكا أحبانا أخرى. ولقد إعتمد النظام السورى على هذة التناقضات إبان الحرب الأهلية اللبنانية وأيضا على الإغتبال السياسى كوسيلة لدعم نفوذة, على أن الأمانة تقتضينا أن نذكر أن هذة الوسيلة كانت هى المعتمدة من كافة الأطراف الأخرى فى الداخل اللبنانى وبالطبع من إسرائيل التى لعبت دائما دورا نشطا فى إشعال التناحرات بين الجميع. وبالتأكيد لاتزال عملية إغتيال إيلى حبيقة الأخيرة خوفا من إتهام آريل شارون كمجرم حرب نتيجة مذابح صيرا وشاتيللا ماثلة فى الأذهان
على أنه وفى كل الأحوال فإن تصرفات هذا النظام البعثى داخل لبنان ليس إلا إمتدادا لتصرفات أبشع وأكثر إجحافا داخل سورية وضد الشعب السورى نفسة. ولا يجب على الإطلاق أن نغفل حقيقة تميز العلاقات وحتمتها بين الشعبين السورى واللبنانى وأن هذا الحكم الفردى الديكتاتورى هو وبال على الدولتين والشعبين. وليس حقيقيا على الأطلاق ما يدعية هذا النظام من أن الهجوم علية وكشف ممارساتة هو هجوم على سورية فى هذة الأوقات الحرجة. بل هو دفاع عن سورية الحقيقية وشعبها النبيل.

الشرارة
وبدأت الظروف الإقليمية والدولية فى التغير سريعا , غزت أمريكا العراق وبدا لفترة أن سورية يمكن أن تكون هدفا تاليا , إنهمك النظام السورى أكثر فى دعم تشكيلاتة الأمنية الداخلية فى كل من سورية ولبنان. وضع على رأس النظام الأمنى فى لبنان ضابط سورى شره ودموى وإن تميز بمحدودية الموهبة هو رستم غزالة. وبوجود غزالة فى هذا المنصب أصبح تلقائيا المسيطر الأكبر على جميع الأجهزه الأمنية داخل لبنان وداخل الجيش وداخل الحرس الجمهورى.
وبتدهور الأوضاع الأمنية داخل العراق, تراجع الى حد بعيد التهديد بإحتمال غزو أمريكا لسورية وبالطبع إنتفى الإحتمال الأضعف بغزو إيران. ولا أدرى على وجة التحديد هنا ما إذا كان بشار الأسد قد توصل عبر تحليلة الشخصى للأمور أم أنها فكرة سربت اليه من معاونية العباقرة, ,إلا أنه وفى كل الأحوال توصل الى أن وضع سورية قد أصبح قويا للغاية وممهدا لتصفية حساباته. وعليه قرر تقوية نفوذة داخل لبنان وإضعاف سلطة الحريرى عبر فكرة أجدها فى الحقيقة تفتقر الى الحد الأدنى من الحكمة أو الذكاء أو حتى إحتمالية النجاح. لقد قرر التمديد للرئيس اللبنانى إميل لحود لفترة أخرى. إن بشار الأسد لم يثبت فقط بهذة الخطوة قصر نظرة السياسى وعدم أهليتة حقيقة لتولى منصبه, لكنة أيضا أظهر جهلة التام بخصائص وطباع الشعوب التى يعيش وسطها ويحكم إحداها. إن فخر اللبنانى بمقدار الحرية النسبية التى يتمتع بها بلدة و إعتزازة بنظامة ودستورة حتى لو كان طائفيا هو أمر لم يدر _ولا أدرى لماذا_ بخلد الأسد الصغير سنا وفعلا على الإطلاق. وكانت هذة هى الشرارة التى إندلعت بعدها الحرائق فى كل مكان.
الجريــمة
بإستثناء بعض الجهات التى ترتبط مع نظام البعث السورى بروابط ومصالح وثيقة, قوبل هذا التمديد بغضب ورفض شعبى ورسمى كبيرين. وبدا واضحا أن بشار يريد العودة بالعلاقات مع لبنان خطوات الى الخلف, تبعية كاملة بل وإذلال للقادة وللدستور اللبنانى. بالطبع وجد بشار هذا الرفض والدفاع عن الدستور غريبا بعض الشىء , خاصة وأن الدستور السورى تم تعديله فى أقل من خمس دقائق كى يصبح من حقة تولى رئاسة الجمهورية. وتوالت ردود الفعل الرافضة بل والغاضبة من جهات دولية عديدة. وبالقطع نحن لا ندعى هنا على الإطلاق أن كل هذة الجهات بريئة السريرة ومنزهة عن الهوى, الوضع ليس هكذا على الإطلاق. إلا أنه من المؤلم أن يقوم أفراد بيننا بعزة لا يوجد محل لها بإتخاذ قرارات كارثية تتميز بقدر عظيم من الغباء السياسى دافعين مثل هذة القوى الى الإستفادة منها بأقصى حد.
وبعناد وعنجهية لا يستخدمها حكامنا الأفاضل الا مع الداخل, صمم البعثى الصغير على موقفة بعد أن إكتفى بالتمديد للحود ثلاثة سنوات بدلا من ست.
وإستدعى سيادة الرئيس بشار الأسد كما يحلو له أن ينادى زعماء لبنان للتشاور فى دمشق حول هذا التمديد واضعا شرطا بسيطا لمقابلتة , أن تكون الإجابة النموذجية المقررة على زعماء لبنان التلاميذ فى حضرتة هى"نعم, أوافق على التمديد للرئيس لحود".
رفض وليد جنبلاط تماما هذة الإجابة وبالتالى ألغيت مقابلتة مع بشار وأصبح من هذة اللحظة عدو سورية أو بالأحرى النظام السورى الأول. رفيق الحريرى تصرف بشكل مختلف, لقد تصور الرجل أن وضعة السياسى ونفوذة الإقليمى والدولى وتاريخة يعطونة الحق فى مقابلة بشار الأسد والتشاور معة رجل لرجل. ربما لم تستطع كل خبراتة الحياتية وتجاربة أن تلقنة درسا بسيطا , هو أن الصغير القيمة يظل صغيرا مهما تولى من مناصب.,
وكانت المقابلة الكارثة فى 26 أغسطس 2004 بين الحريرى وبشار. روى كثيرون تفاصيل ما جرى فى هذا اللقاء وروى الحريرى لكثيرين ما حدث وإن إحتفظ ببعض الأشياء لم يروها إلا لأقرب المقربين منة وروها هم فيما بعد.
ملخص اللقاء أن بشار صب أولا جام غضبة على وليد جنبلاط لرفضة التمديد للحود مهددا إياه بتحطيم الجبل فوق رأسة خاصة أنه أيضا ومثل جنبلاط لديه دروز فى سورية. إنتقل بعد ذلك على الموضوع مباشرة معلما مضيفة أنه قرر التمديد للحود, أصيب الحريرى بالذهول التام من مجرى الحديث واللهجة التلقينية التى يخاطب بها,وكإنما أتى فقط ليتلقى الأوامر ويستمع الى قرارات تخص بلدة من رئيس دولة أخرى. إنتقل بشار الى الهجوم على الرئيس الفرنسى شيراك مفهما الحريرى "أن لحود هو أنا وأنا إميل لحود" ثم أبلغة أنة مستعد لتكسير لبنان على رأسه بل وملاحقتة هو أفراد عائلتة أينما وجدوا إذا ما قاوم قرار التمديد"
مقابلة تجمع كل المصادر على أنها دامت من عشر الى خمسة عشر دقيقة ووصفتها المصادر السورية فيما بعد وأمام لجان التحقيق بأنها كانت مقابلة ودية!!!!
عاد الحريرى الى بيروت محبطا تماما فأعلن موافقتة على التمديد متبعا ذلك بالإستقالة من رئاسة الحكومة فى إشارة رمزية الى رفضة القراروسبقه فى الإستقالة بعض الوزراء ومنهم مروان حمادة. أثناء ذلك كان مجلس الأمن قد أصدر فى 2 سبتمبر القرار 1559 الشهير الداعى الى إنسحاب سورية من لبنان.
وإعتبر النظام السورى ما حدث مؤامرة وقرر تصفية جميع من تصور أنهم مشاركين أو متعاطفين معها.
وبدأت التصفيات بمحاولة إغتيال مروان حمادة.
وأرسل السعوديون رسالة الى سورية مفادها أن رفيق الحريرى هو خط أحمر ,,, ربما يفسر ذلك غضب السعودية الشديد وتدهور علاقاتها مع سورية بعد إغتبال الحريرى. ونحن هنا نتحدث عن دولة تمتلك جهاز مخبارات قوى وذو إتصالات متشعبة ولا يعتمد على مجرد الأقوال المرسلة.
إننى أجد صعوبة بالغة وحقيقية فى تفهم أمرين: الأول القول بأن تقرير لجنة التحقيق الدولية برئاسة ميليس هو تقرير مسيس. هذا القول فى رأى فى منتهى الغرابة, إن رفيق الحريرى لم يقتل فى الشارع أثناء محاولة أحد اللصوص السطو على حافظة نقودة, لقد قتل فى جريمة سياسية. خطط لها سياسيين. من أجل أسباب سياسية وأدى مقتله الى نتائج وتداعيات سياسية لم تنتهى وستستمر لسنين طويلة قادمة. وأجد من المنطقى والطبيعى أن تحتل السياسة قدر عظيم من أى تقرير محايد أو حتى غير محايد يعنى بتحقيق مقتله.
الأمر الأخر الذى لا أستطيع تفهمه هو القول أنه لا توجد دلائل على تورط سورية فى جريمة الإغتيال!! إننى بصعوبة أستطيع تفادى الإصطدام بهذا القدر من الدلائل على قيام النظام السورى بهذة العملية.
المؤسف أن العملية تم تنفيذها بقدر كبير التعقيد الساذج فى حقيقة الأمر.وإليكم بعض النقاط السريعة:
إن تدبير إنفجار بهذا القدر الهائل من القوة التى تم قياسها بأجهزة قياس الزلازل داخل لبنان لا يمكن أن يتم دون تدخل الجهاز الأمنى السورى اللبنانى المسيطر تماما على الداخل اللبنانى.
· عملية رصد موكب الحريرى بواسطة 10 أجهزة هاتف محمول تم إستخدام بطاقات مدفوعة سلفا لها وثبت لاحقا أنة تم شراءها بواسطة شخص مرتبط بالإستخبارات السورية. وهذه الهواتف العشرة لم تقم منذ شراءها وخلال شهرين سوى بإجراء أحاديث مع بعضها البعض.
هناك الكثير من الإثباتات بأن الفان الميتسوبيشى التى تم إستخدامها فى عملية التفجير قد دخلت لبنان من سورية. وتقول مصادر أن هناك بالفعل لدى أجهزة الإستخبارات صور بالقمر الصناعى لدخول هذة السيارة من الحدود السورية.
التمثلية المضحكة لشريط أحمد أبو عدس الذى يدعى فيه مسئوليتة عن التفجير. وربما يكون هذا الجزء هو أغبى ما قامت به الأجهزة الأمنية السورية واللبنانية المتورطة فى عملية الإغتيال. لقد أتوا برجل محدود الذكاء والإمكانيات ومعروف تماما صلته بالمخابرات السورية وجعلوه يصور فيديو يدعى مسئوليته عن التفجير نبابة عن منظمة مجهولة أسموها "النصرة والجهاد فى بلاد الشام". منظمة لم يثبت أبدا وجودها قبل الحادث ولم يثبت أبدا وجودها سنة بعد الحادث.
لم يتم أبدا العثور على ال "دى إن أيه" الخاص بأحمد أبو عدس فى موقع الجريمة, وترجح أغلب المصادر أنه تم تصفيته داخل سورية بعد عملية الإغتيال. الغريب فى الأمر أن هذا الشريط الذى تم إرساله الى قناة الجزيرة يوم الإغتيال بقى فى القتاة دون أن تطلب إدارة الأمن الداخلى برئاسة جميل السيد _محتجز حاليا للإشتباه فى تورطة_ الحصول علية, حتى أن القناة إضطرت للإتصال بالسلطات حتى يرسلوا فى أخذ الشريط!!!
قيام العميد مصطفى حمدان قائد الحرس الجمهورى اللبنانى _محتجز حاليا_ بالأمر برفع سيارات موكب الحريرى من موقع الحادث بل وطلب فى اليوم التالى للحادث بردم الحفرة الناتجة عن الإنفجار الهائل وهى أمور تخرج تماما عن دائرة إختصاصاته.
السرعة الصاروخية التى إنسحبت بها سورية من لبنان بعد مماطلة وعناد ورفض إستمر أكثر من تسعة عشر عاما. والتى وصفها الإستاذ هيكل وصفا بليغا موجزا:" إذا لم يكن هذا هو الخوف, فلا أدرى ما الذى يمكن وصفه بالخوف" مطبقين المثل الشهير" يكاد المريب يقول خذونى"

إننى وبحق لا أقصد على الإطلاق النيل من سورية أو شعبها العزيز,, على العكس تماما فإننى أعتقد أننى أريد فقط أن ينتصر هذا الشعب على جلاديه الجبناء.
لقد شاهدت بمنتهى الحزن نقيب المحامين المصريين الذى أكن له الكثير من الإحترام فى دمشق يناصر ديكتاتورا مغتصبا للسلطة أتى عبر عملية توريث كريهة معتقدا أنة يناصر سورية.
إن نصرة سورية ومصر وكل شعوبنا العربية لن تتأتى بمناصرة جلادبهم. إننا لا نستطيع أن نجابهه فساد الحكام فى مصرنا ونكشف مؤمرات التوريث القذرة ونحارب مخططاتهم المسمومة ما لم نعى أننا جميعا كشعوب فى قارب واحد , سواء كنا فى مصر, سوريا, ليبيا أو أى مكان أخر..
وما لا نرضاة لأنفسنا يجب ألا نقبله إطلاقا فى أى مكان أخر , خاصة إذا كان هذا المكان سوريـــا العزبزة..

6 comments:

Anonymous said...

أكثر أحد الأنظمة الشمولية تخلفا وتعنتا فى العالم
يد حفنة شديدة التخلف, أخذت الشعب السورى رهينة . عطلت النمو الإقتصادى والإجتماعى للبلاد
منذ قاد حافظ الأسد إنقلابة المشئوم فى 71 أدخل بلادة وشعبة الى نفق مظلم لا تبدو له نهاية
------------------
اليس من الممكن استبدال كلمة سوريا فى ما فات من الكلام باى دولة اخرى فى المنطقة بما فيها مصر وليبيا واليمن(فقد ظهر فية البترول اخيرا ايضا)و الجزائر والمغرب وموريتانيا
واستبدال الاسد باىواحد من اصحاب الفخامة او حتى اصحاب السمو والجلالة
فما الفرق بين الحالة السورية وغيرها من الدول العربية التى ترزح منذ ما يزيد على الخمسين عاما تحت سيطرة انظمة متخلفة ومتعنتة اخذت شعوبها رهينة وعطلت نموها الاقتصادى والاجتماعى
يشترك فى هذة الصفة كل الانظمة الجمهورية والملكية والاميرية والسلطانية وايضا المهلبية(بتاعة القذافى)
فما الذى يميز الحالة السورية عن غيرها من الحالات اذا كانت كلها تشترك فى عامل التخلف والتسلط واستحواذ فئة بسيطة على مقدرات البلاد (انظر مثلا للحالة السعودية وال سعود او الكويتية وال الصباح والسالم)
السؤال لماذا سوريا بالتحديد التى كثر الكلام عنها و عن تخلفها و مدى تسلط حكومتها والرغبة فى تحريرها على الطريقة العراقية ولكن بدون خسائر
وهل من قبيل الصدفة البحتة فقط ظهور هذا الحب الطاغى من الغرب والاستعمار العالمى الجديد نحو سوريا_ وسوريا بالتحديد والان _الان فقط تذكرت امريكا ان فى سوريا نظام _اخر_متخلف تحكمة احد اكثر الانظمة الشمولية تخلفا وتعنتا فى العالم
لماذا هذة الصحوة المفاجئة للضمير العالمى نحو سوريا فقط
استسمحك وقد خبرت سعة صدرك ان نلعب هذة اللعبة(فالوقت مازال متسعا للعب قبل العاصفة)
لنستبدل الاسماء
ولنضع مكان سوريا مثلا المغرب فهى تبدو من الافق البعيد بعيدة ك

adhm said...

أكثر أحد الأنظمة الشمولية تخلفا وتعنتا فى العالم
يد حفنة شديدة التخلف, أخذت الشعب السورى رهينة . عطلت النمو الإقتصادى والإجتماعى للبلاد
منذ قاد حافظ الأسد إنقلابة المشئوم فى 71 أدخل بلادة وشعبة الى نفق مظلم لا تبدو له نهاية
------------------
اليس من الممكن استبدال كلمة سوريا فى ما فات من الكلام باى دولة اخرى فى المنطقة بما فيها مصر وليبيا واليمن(فقد ظهر فية البترول اخيرا ايضا)و الجزائر والمغرب وموريتانيا
واستبدال الاسد باىواحد من اصحاب الفخامة او حتى اصحاب السمو والجلالة
فما الفرق بين الحالة السورية وغيرها من الدول العربية التى ترزح منذ ما يزيد على الخمسين عاما تحت سيطرة انظمة متخلفة ومتعنتة اخذت شعوبها رهينة وعطلت نموها الاقتصادى والاجتماعى
يشترك فى هذة الصفة كل الانظمة الجمهورية والملكية والاميرية والسلطانية وايضا المهلبية(بتاعة القذافى)
فما الذى يميز الحالة السورية عن غيرها من الحالات اذا كانت كلها تشترك فى عامل التخلف والتسلط واستحواذ فئة بسيطة على مقدرات البلاد (انظر مثلا للحالة السعودية وال سعود او الكويتية وال الصباح والسالم)
السؤال لماذا سوريا بالتحديد التى كثر الكلام عنها و عن تخلفها و مدى تسلط حكومتها والرغبة فى تحريرها على الطريقة العراقية ولكن بدون خسائر
وهل من قبيل الصدفة البحتة فقط ظهور هذا الحب الطاغى من الغرب والاستعمار العالمى الجديد نحو سوريا_ وسوريا بالتحديد والان _الان فقط تذكرت امريكا ان فى سوريا نظام _اخر_متخلف تحكمة احد اكثر الانظمة الشمولية تخلفا وتعنتا فى العالم
لماذا هذة الصحوة المفاجئة للضمير العالمى نحو سوريا فقط
استسمحك وقد خبرت سعة صدرك ان نلعب هذة اللعبة(فالوقت مازال متسعا للعب قبل العاصفة)
لنستبدل الاسماء
ولنضع مكان سوريا مثلا المغرب فهى تبدو من الافق البعيد بعيدة كل البعد عن بؤرة الصراع ونضع مكان العراق مثلا _ مثلا_ موريتانيا
لقد احتلت امريكا موريتانيا من اجل تحرير الشعب الموريتانى من قبضة الديكتاتور ولد فلان واعلنت على لسان وزيرة خارجيتها الانسة كونداليزا ضرورة تغيير النظام المغربى الذى تحكمة_يالصدفة السعيدة _ مللك شاب تسلم زمام الامور بالوراثة من والدة الذى حكم البلاد لمدة كبيرة بالحديد والنار وحفلت فترة حكمة بالعديد من حوادث التعذيب التى اعترف بها ابنة الشاب نفسة فيما بعد
ما الفرق بين سوريا و المغرب
كلتاهما تحت وطأة(احد اكثر الأنظمة الشمولية تخلفا وتعنتا فى العالم)-(عطلت النمو الإقتصادى والإجتماعى للبلاد وخنقت منافذ التقدم والحرية)
اخلص من هذا انة لا جديد تحت الشمس بالنسبة لسوريا او حتى كوريا
فقط الورطة الامريكية فى العراق التى اظهرت السيد الرئيس دبليو بمظهر الحمار
والسيد خاقان البر والبحر رامسفيلد بمظهر العبيط ولا ننسى تشينى الذى يستمتع بلعب دور الرجل الثانى كما رشدى اباظة( وان كنت تنقصة خفة الدم المشهورةعنة)رشدى وليس تشينى اعوذ باللة
اما بالنسبة للاخ الحريرى فليس اكثر من تاجر(بزنسمان) القت بة تصاريف القدر ومشاوير البزنس والسبوبة فى موقع رئيس وزراء
فلم يكن الرجل _رحمة اللة زعيما ولا سياسيا ولا حتى خطيبا مفوها تلتف حولة الجماهير من اجل سواد عيونة(وكانت شديدة السواد بالمناسبة) لكنة المال الذى جعل للرجل كلمة فى بلد تتنفس السياسة
فاشترى منصب رئيس الوزراء بفلوسة(بينما سقط نجاح واكيم!)
ولم يكن _ابدا_رفيق الحريرى قائدا يسعى لكى يكون زعيم الاستقلال ولا غيرة مما لا يدركة التاجر _ ولا يفهمة_ ولكنة ذنب من لعب بة واغواة ليكون المشهد الافتتاحى فى خطة غزو سوريا من الداخل
فقد فشلت خطة غزو العراق و اصبحت عبئا على منفذيها
------------------------
(ان اغتيال الحريرى تم بعملية مخابراتية تفوق قدرات جهاز الامن السورى بمراحل
إن تدبير إنفجار بهذا القدر الهائل من القوة التى تم قياسها بأجهزة قياس الزلازل داخل لبنان لا يمكن أن يتم دون تدخل الجهاز الأمنى السورى اللبنانى المسيطر تماما على الداخل اللبنانى)
لا يا سيدى فقد تمت اغتيالات فى لبنان قبل ذلك كثيرا من وراء ظهر القيادة السورية فالمسرح اللبنانى لا تملكة سوريا فقط
اذكرك فقط على سبيل المثال
اغتيال الرئيس رينية معوض بعبوة شديدة الانفجار مركزة على سيارتة فقط
اغتيال الرئيس(هاهاهاهاها)بشير الجميل بعد انتخابة بقليل لانة خالف تعهدة لشارون بتوقيع اتفاق سلام عاجل مع اسرائيل
اغتيال رئيس الوزراء(ايضا) رشيد كرامى بقنبلة موضوعة اسفل كرسية بالطائرة الهليكوبتر المخصصة لتنقلاتة
ممن الممكن القول ان تاريخ لبنان تسطرة الاغتيالات
ولكن فات على منفذى اغتيال الحريرى بضعة امور تضحك بصراحة
لماذا كل هذة الادلة على تورط سوريا التى لم تكن تخفى سابقا قيامها بعمليات الاغتيال
ان كثرة الادلة على تورط سوريا مضحك للغاية وهذا احدها
(هناك الكثير من الإثباتات بأن الفان الميتسوبيشى التى تم إستخدامها فى عملية التفجير قد دخلت لبنان من سورية. وتقول مصادر أن هناك بالفعل لدى أجهزة الإستخبارات صور بالقمر الصناعى لدخول هذة السيارة من الحدود السورية)
يعنى حتى الاقمار الصناعية كانت عارفة مثلا ان الفان دى رايحة علشان تنفجر فى الحريرى بالذات (اكاد اشم رائحة نمرة الفانلة الداخلية لصدام) ولا هى سوريا حتغلب فى حتة (عربية فان) من لبنان والمتفجرات على قفا من يشيل هناك بالكيلو سعادتك من فرن الشباك او من الاوزاعى او حتى من الاشرفية علشان التموية ولا هى لازم تكون من سوريا علشان تبقى متفجرات طازة بختم النسر
بصراحةانا دمى اتحرق كفاية كدة
---------------------------
منذ بضعة ايام انفجرت عبوة ناسفة فى احد ضواحى بيروت لا اتذكرها حاليا
الخبر فى الجزيرة كان انفجار عبوة ناسفة فى احد احياء بيروت
الخبر فى قناة ال بى سى (بتاعة كتلة المستهبل)
انفجار سيارة مفخخة فى سيارة المواطن السورى مش عارف اية محمد سليمان
كدة عينى عينك
نفسى اقول كلام قلة ادب كتير
بس مش قادر
سلام
واعتذر عن الاطالة

adhm said...

نسيت اقول لحضرتك ان موكب رئيس الوزراء اللبنانى كان يتم تامينة بعربة مصفحةتتقدم موكبة مهمتها اكتشاف الالغام والتشويش على اجهزة الاتصال فى محيط تامين الموكب
كل هذا تم التشويش علية من خارج المنظومة بقدرات لا تتوفر الا لجهاز
المخابرات الامريكية و الاسرائيلية
لماذا لم يذكر فى التقرير اى شىء عن وسيلة التفجير وكيفية اختراق الحواجز الالكترونية؟
تسمع سعادتك عن خط انبوب النفط من كركوك الى حيفا؟
طلب اخير
ممكن تدلنى على الجنرال جون ابوزيد قائد القيادة المركزية الامريكية ولماذا اختفى وتم التعتيم علية حتى الان منذ 6 اشهر على الاقل

حازم فرجانى Hazem Fergani said...

عزيزى أدهم
أنا أتفق معك تماما أن جميع الحكام والملوك العرب دون أدنى إستثناء هم ليسوا أفضل حالا من الأسد الصغير أو الكبير. وأتفق معك تماما فى أننا نستطيع أن نستبدل سورية بأى دولة عربية أخرى فيما ذكرتة. فكلنا فى الهم شرق.
وإذا عدت الى ما كتبتة فى أكثر من مدونة ستجد أننى ذكرت ذلك بوضوح.
إلا أننى أختلف معك فى بعض النقاط ربما أولها وأهمها ما أحسستة من أنك تعتقد أننى أدافع عن الأمريكان أو غزوهم للعراق, هذا غير حقيقى على الإطلاق, وأرجو أن تعود الى مدونة "لماذا غزت أمريكا العراق".
وأنا أعتذر إذا ما كنت قد أثرت غضبك_ وأعلم أننى سأثير غضب كثير من القراء بما كتبت_. لكنه فى النهاية رأيى الشخصى ولا أدعى على الإطلاق أنه بالضرورة الحقيقة.
أنا أعتقد أن جميع الحكام العرب _وليس صدام حسين أو حافظ أو بشار الأسد إستثناءا من هذا_ هم سبب مصائبنا كلها ولا أعفى نفسى و لا شعوبنا من هذة المسئولية.
وفى نفس الوقت أنا أعلم تماما ما تلعبة إسرائيل وأمريكا من أدوار خفية وقيامها بكثير من أعمال الإغتيال داخل لبنان وذكرت بوضوح ذلك بل وأعطيت مثال إغتيال إيلى حبيقة.
إلا أن التمسح بشماعة إسرائيل على طول الخط وإتهامها بجميع الأفعال بما فيها أفعالنا التى تفتقر الى الكثير من الذكاء فذلك موضوع أخر.
ربما كان رفيق الحريرى مليونيرا إشترى السلطة بمالة, إلا أن وصولة لمنصبة أو تركة له هو فى النهاية أمر يخص اللبنانيين أنفسهم. إننا لا نستطيع أن نفجره لأننا نختلف معة أو لأنة كما أخبرنا النظام السورى مرارا عميلا لإسرائيل من وجهة نظرهم _ الغريب أن النظام السورى يخبرنا الأن أن إسرائيل هى التى قتلته, كما حاولت قتل مروان حمادة ومى شدياق وقتلت سمير قصير وجورج حاوى و جبران توينى.
إننى فى الواقع أجد صعوبة بالغة فى تصديق ما يدعيه النظام السورى _ كما لا أستطيع تصديق أى نظام عربى أخر.
كما أجد صعوبة شديدة فى تصديق أن مثل هذة الأنظمة الرديئة تشكل أدنى خطوره على أمريكا أو إسرائيل. بل هم على العكس أنظمة غاية فى الضعف تشكل أكبر ضمانة لأمن أمريكا وإسرائيل.
إنهم ياعزيزى لصوص جميعا إغتصبوا السلطة وسرقوا حريتك وحريتى.

ايمان said...

كل ليل طويل و له أخر
و بحور الصبر هنعديها للأخر
و إذا كان فيكي يا بلد رمق و لو أخر
لازم ميحكمش
أبوابنا فتحوها علي الأخر
و خيرك و نهبوه علي الأخر
كلمة بقولها لك من الأخر
لازم ميحكمش
ضباع علينا نعاج أمام الآخر
تنكيل و ذل لينا و سماسرة للآخر
حابسين وطن كامل لخدمة الآخر
لازم ميحكمش
تجويع و غربة و شقي و برضه نغرق في الأخر
و من فساد لفساد بيبرطعوا علي الأخر
انطقي و عرفيني مستنية ايه في الأخر
لازم ميحكمش
اللي كبر و ادمن النفاق من الآخر
شبع و جاتله تخمة و عن هبر الطعام ما يتاخر
في عرفه مانسويش و يستهزئ بينا و بضحكه علينا يتفاخر
لازم ميحكمش
أه يا بلد و أيه وصلك في طابور الدنيا للأخر
و خربها و قعد علي تلها راخر
مش راح تقولي بقي لأ و تصرخي علي الأخر
لازم ميحكمش

حازم فرجانى Hazem Fergani said...

العزيزة إيمان
لا أستطيع هذة المرة أن أكتفى بإبداء إعجابى بكتاباتك
بل يجب أن أتساءل أيضا لما لا تنشرين هذة الأعمال
إنها لا تنم فقط عن موهبة حقيقية وإنما أيضا تتميز بأصالة وعمق وإنتماء حقيقى
أشكرك وليس فقط على القصيدة إنما أيضا لأنك أجبتى بها على ما كتبت
ببساطة وضعت يدك على الحل
شكرا مرة أخرى