Monday, October 03, 2005

لماذا غزت أمريكا العراق؟


أحيانا أتعجب ممن يعتقدون أن غزو أمريكا للعراق كان بسبب البترول العراقى... البترول العراقى!!! كأنما البترول العراقى أو السعودى و الليبى والنيجيرى ليس تحت سيطرة الولايات المتحدة بالفعل... وأخرون فى الغرب يتحدثون عن إسقاط نظام صدام حسين كهدف الغزو.. وطبعا هذا هدف مضحك للغاية .. فكل جرائم صدام فى العراق بل وكل جرائم الحكام العرب داخل بلادهم تتم بمباركة أمريكية تامه ويمكنكم يسهولة العودة إلى أنظمة أمريكا اللاتينية العسكرية المستبدة التى أتت عبر أروقة المخابرات الأمريكية ...
أما أكثر تفسيرات الغزو مدعاة للضحك فهى أن أمريكا غزت العراق بحثا عن أسلحة الدمار الشامل!! و هو ليس أكثر التفسيرات إضحاكا فقط بل وأسخفها أيضا ...
إذا لماذا غزت الولايات المتحدة العراق؟
ببساطة ودون سفسطة أو محاولة للتفلسف ... لقد غزت الولايات المتحدة العراق لسبب وحيد... واضح ومحدد وهو " تقسيــــم العــراق" لا أكثر ولا أقل...
والغريب انه رغم الوضوح التام لهذا الهدف إلا أننى لا أجد الكثير من المعلقين يتوقفون عندة بالتحليل... دعونى لا أضيع وقتكم بالحديث عن دعم بقاء صدام فى السلطة بعد عاصفة الصحراء بواسطة بوش الأب وكان أحد أسباب هذا الدعم إضافة الى إستخدامة كفزاعة لدول أو بالأحرىلحكام دول الخليج المجاورة هو الخوف من تقسيم العراق... ولكن ببساطة قامت الولايات الأمريكية بتغيير أهدافها بعد ما يقرب من العشر سنوات..
هذا التغيير فى السياسة الأمريكية أرتبط بشكل كامل بصعود المحافظين الجدد الى الحكم مع دبيليو بوش و المحافظين الجدد لمن لم يبلغه نبأهم بعد هم مجموعة من الليبراليين اليهود القدامى قاموا بتحويل فكرهم نحو اليمين منتحلين صفة أمريكيين متعصبين فى حين أن أولياتهم تنحصر فى خدمة إسرائيل ومصالحها فى المقام الأول...
على أية حال قام هذا الفريق بالتخطيط و التمهيد بل و الكثير من التأمر لتنفيذ هذا الغزو ... بل أن هذا الفريق نفسه حاول بيع هذه الفكرة الى كلينتون الليبرالى (حسب المقاييس الأمريكية) إبان حكمه دون أى نجاح يذكر...
أما مع بوش الأبن فالعملية غاية فى السهولة.. رئيس جاء تقريبا بالوراثة ( وما ادراك ما الوراثة) ربع أو ثمن مؤهل ... أعتمد على أغلبية من المهوسيين دينيا (هناك أيضا يوجد مهوسوون) يؤمن أنه يتلقى النصح من الله مباشرة ,و ربما من خلال شينى و رامسيفيلد (صديق صدام السابق).
ولكن ما جعل التآمر عملية سهلة والغزو ممهد له الطريق هو وجود مثل هذه الأنظمة الموغلة فى الفساد والعبث و التخلف .. آنظمة مثل البعث فى العراق... و آل الأسد فى سوريا و كارثة آل مبارك فى مصر....
وتمت الخطة فى منتهى السهولة... الهدف الواضح للمخططين تقسيم العراق ... عملية الغزو هى فتيلة الأشعال وبعدها ستمضى الأمور فى طريقها بشكل تلقائى.. سينتفض الأكراد فى الشمال مطالبين بتكوين كيان مستقل ( وبالمناسبة كان ذلك السبب فى أعتراض تركيا عضو الأطلنطى عن أستخدام آراضيها للغزو ). الشيعة بالطبع لن يتأخروا عن المطالبة بوطن كونفيدرالى فى الجنوب بل ولما لا فى الوسط أيضا إن أمكنا!!!! وليذهب السنة الى الجحيم أوليكونوا دولتهم الخاصة إن أرادوا.
لذلك لا أش
ك أن العصابة التى خططت للغزو قد أستهانت فى سخرية من هؤلاء الذين أدعوا أنة كانت توجد خطة للحرب ولكن لم توجد خطة لما بعد الحرب ... فالخطة غاية فى الوضوح..
وعندما يتم تقسيم العراق الى دويلات ,مع وجود نظام فى مثل غباء نظام بشار الأسد فى سوريا , ومبارك فى القاهرة يدفع بلادة الى كارثة التوريث لينهى أى أمل فى مجرد بدايات لتقدم مصر, وملوك وأمراء الخليج يرفلون فى أنظمتهم القبلية , وبلاد المغرب البعيدة تزداد بعدا وتنحصر طموحات إبتلاء ليبيا المسمى بالقذافى فى هدفين : توريث أبنة و الحج إلى البيت الأبيض.
و يتحقق الهدف النهائى: إسرائيل دوله حرة ديموقراطية وسط محيط من الدويلات اللاتى لا يفوقونها حتى حجما فى أغلب الأحوال , يعيشون تحت أكثر النظم السياسية تخلفا وفسادا فى العالم.. ويسهل فى النهايه وضعهم جميعا فى عربة تقطرها إسرائيل وتسوقها الى حيث ما تشاء......
ولكن هل تحقق الهدف؟
حتى الأن لا... فالعراقيين مازالوا متمسكين بوحدتهم.. ولكن الى متى؟ فالمؤامرة مستمرة .. والدفع بالأطراف نحو المواجهة بمنتهى الخبث حثيث... آمريكا وبريطانيا يريدون إنجاز المهمة والخروج فى أسرع وقت من المستنقع العراقى... لذا يدفعون بكل قوة لمزيد من العمليات المتبادلة بين الشيعة والسنة.. الأكراد و السنة.. الشيعة والشيعة.. الأكراد والشيعة.. فالوقت يمضى والخطة لا تبدو مقبلة على التنفيذ فورا...
لكنهم لن ييأسوا ...
ولكن يبدوا أن الرياح تأتى بما لا تشتهى آساطيلهم... فالمنتصر الأكبر مما يحدث حتى الأن ليس إسرائيل.. بل إيران!... إيران الأن بعد هذا المد الشيعى المتنامى فى الخليج وإضعاف العراق المذل أصبحت فى عنفوان قوتها .. تتهيأ لتبوء مركز القوة المهيمنة فى الخليج... وهى جاهزة ومستعدة لإحتلال هذا الموقع فى ظل التقهقر الغبى للدول العربية المحورية و فى مقدمتها مصر تحت إحتلال آل مبارك نصف الإنجليز لها. السعودية ذات الوجهين والحكم الوهابى القبلى والأقليه الشيعية المتحفزة. أما سوريا فلا داعى للحديث عنها , فنظامها أسخف من حتى محاولة تحليله!

الأمل الأن منحصر فى إمكانية واحدة: "الشعب"
وفى بلد واحد:" مصر"
إن الحراك السياسى الحادث فى مصر الأن هو الأمل الوحيد فى التغيير
وهو تغيير لن يطول مصر فقط.. بل سينتقل بطبيعة الأشياء الى كل بلاد المنطقة...
إن القضاء على طغمة مبارك الفاسدة وإرساء دعائم نظام جديد يقوم على العدل و الحرية و المساواة هو فى الحقيقة الطريق الى وحدة العراق وتحرر سوريا و خلاص لبنان..
وإذا لم تقتنعوا .... عودوا الى التاريخ
...

4 comments:

Mohamed A. H. said...

Intresting article indeed, what i also agree on is what is behind subdividing Iraq? at the end keeping Israel on top of the region is not at easy task with growing public rage, the best way is to exaust everbody in constant fights.

what worries me is that egypt could be pushed towards the same fight path! fishing in the Murky waters of Muslim/Copt relationsships mixed with the Angel image of Neo-con America marketed in the region really smell danger. add this to Muslim Brotherhood new rise in Egypt and the signs of the allegedly libral (as opposed to true librals) calling for american support it's easy to see a tidal wave of disasters coming

حازم فرجانى Hazem Fergani said...

This Moslem brotherhood raise is a real disaster. I totally agree with you but all the weakness we are suffering now is a direct result of the internal corrupted regime more that outside mean hands.
Give this people the freedom and the path into a real liberal regime and everything will be fixed automatically.
However, and to be frank, I guess the damage in society is so severe that I am afraid it is too late to fix it. The new election results worry me a lot.
Hope I am wrong

adhm said...

اجمل شىء انك لسة مؤمن بدور الجماهير فى تغيير مجرى الاحداث
طبعا الجماعة الهبل بتوع رامسفيلد وتشينى ماكانوش يتخيلوا انهم حيتعمل فيهم كدة فى العراق المسألة فعلا بالنسبة ليهم شهر بالكتير ويخلص الموضوع وادخل على غيرة دربك دربك
الحرب علينا دلوقتى ماشية على محورين مهمين جدا
اخفاء الهدف الحقيقى من الحرب
والحرب الاعلامية شديدة التكثيف والعدائية
ومحاولة اقناع الجماهير بالهزيمة قبل وقوعها فعلا
احنا لسة ممكن نقاوم ونغير موازين القوى بدليل عمليات المقاومة العراقية التى لا تملك ما تملكة الترسانة الامريكية والتى اضطرتها لاستعمال اشد انواع الاسلحة فتكا ضد مجموعات مسلحة تسليحا خفيفا مثل المقاومين العراقيين كما حدث فى الفلوجة وتلعفر وغيرها
المحور الاخر للحرب دى اقولها بكل الم لان المشارك فيها وسائل الاعلام العربى التى تحاول هزيمة الناس وبث روح الياس من المقاومة والكفاح ضد المحتل التى اصبحت من المحرمات فى كل وسائل الاعلام
تبنى وجهة النظر الامريكية فى كل الاخبار
يعنى مثلا لازم يقولوا دايما (لم يتم التاكد من مصدر محايد)بعد كل خبر عن المقاومة
تيقى الدبابة والعة فيها النار امامك وبرضة لم يتم التاكد من مصدر محايد
والكلمة التانية اللى تنرفز فعلا كلمة(فيما يبدو انة)الكلمة دة بالذات بتفرغ الخبر من مضمونة تماما
ولا حكاية نيران صديقة دى المضحكة
وكمان محاولة التعتيم على خيبة امريكا وبريطانيا على المستوى العالمى يكفى السباب الذى يكيلة شافيز ليلا ونهارا فى حق الادار الامريكية وتلاعب كوريا الشمالية بامريكا فى الملف النووى الكورى
وفشل بريطانيا فى حشد التاييد ضد روبرت موجابى فى زيمبابوى

حازم فرجانى Hazem Fergani said...

عندك حق
أما موضوع الإيمان بدور الجماهير فمتهيألى معندناش حل تانى
صحيح أنا كتبت الكلام ده من 5 أشهر وفى وقت كان أفضل نسبيا
وصحيح أغلب الشعب مغيب و جزء كبير منه واقع تحت وهم جماعات مثل الإخوان
ولكنه يبقى الحل الوحيد
وإلا يبقى مبارك لجمال إستلام قطيع الأغنام
وأسف على قساوة التعبير