هل يصبح الذكاء الاصطناعى جسرًا نحو عالم خيالى؟!!

رغم كثرة المناقشات الدائرة اليوم حول الذكاء الاصطناعى، إلا أنها تفشل فى طرح أسئلة أكثر عمقاً، من قبيل من نحن وما نوع المستقبل الذى نريد أن نبنيه. 


"مايكل ليفين" الأستاذ المتميز ورئيس كرسى "فانيفار بوش" فى قسم الأحياء بجامعة "تافتس"، ومدير مركز "ألين ديسكفرى" فى "تافتس"، والأستاذ المشارك فى معهد "وايس" للهندسة المستوحاة من الأحياء فى "جامعة هارفارد" يحدثنا عن ذلك. وتبع أهمية هذه المقالة، فى ان الكاتب يتبنى وجهة نظر معاكسة تماما لما يبديه اخرون من تخوف من عمليات تطور الذكاء الاصطناعى:

المقال:

هناك كائنات عبارة عن إشارات كهربائية تتصل ببعضها لتقوم بمعالجة المعلومات التى تتحكم فى جوانب حياتهم. 

ولقدرتهم على حل المشاكل، نعتبر العديد منهم من ذوى الذكاء العالى. 

هم يرتكبون الأخطاء ويبرعوا فى اختلاق الأكاذيب كوسيلة لارضائنا، ويمكنهم التنكر بعدة أوجه.

وقد ينقلبوا علينا فجأة، فيرفضوا قيمنا ويطورا لأنفسهم قيماً جديدة خاصة بهم. 

والأمر المؤكد انهم سوف يقومون بتغيير كل شىء.

أنا أتحدث هنا عن أطفالنا.

فقبل ظهور الذكاء الاصطناعى بكثير، قمنا من قبل، بخلق كائنات أخرى فائقة الذكاء، إنهم الأطفال. 

على الرغم من أن التحديات التى يثيرها الذكاء الاصطناعى اليوم قد تبدو جديدة، إلا أنها فى الواقع تكرار لتساؤلات فلسفية أساسية وقديمة حول معنى الإنسانية نفسها. 

السؤال الملح حالياً هو، كيف يمكننا التأكد من أن تلك الكائنات الجديدة، المنبثقة عن الذكاء الاصطناعى، سوف تتوافق مع قيمنا؟ 

وكيف نضمن أن تقوم تلك المخلوقات بمعاملتنا بلطف ورحمة؟ 

كيف نقوم بضبط علاقاتنا مع أولئك الذين لا يشبهوننا بشكلٍ كبير؟ 

وماذا يحدث لنا وللبشرية إذا أصبح كل جيل جديد منها أكثر ذكاءً ومغامرة من الأجيال السابقة؟ 

ونظرا لأن البشر والذكاء الاصطناعى وكل أشكال الذكاء الأخرى على الأرض تخضع لنفس القوانين، فكيف يمكننا تحديد أيا من تلك المخلوقات يتمتع بالتوازن الحقيقى والمسؤولية والقيم الأخلاقية.

الإجابة على هذه الأسئلة وفهم التحديات الحقيقية التى يفرضها تطور الذكاء الاصطناعى اليوم يشكلان تحديا كبيرا ويقتضى رؤية متعمقة. 

كانت عملية تطورنا نحن البشر شديدة البطئ وتدريجية بدأت بخلية واحدة. علينا الآن أن نفهم كيفية حدوث التطور الخاص بالذكاء الاصطناعى، بدءاً من آليات جزيئية إلى كائنات ذكيه لديها القدرة على التصرف. 

وما هى المكونات او الآلات ذات العقول الأخرى التى سنتمكن من تصنيعها بواسطه الخلايا والهجينات القائمة على تكنولوجيا الخلايا؟ 

إن نماذج اللغة الكبيرة مثل GPT وClaude ليست سوى البداية.

علينا العمل على توسيع نطاق رؤيتنا، كى نتعرف على الإمكانات العقلية الممكنة والاوسع مجالاً، وان نتعلم التوفيق ما بين أنواع مختلفة من الذكاء: الذكاء البشرى، والذكاء الاصطناعى، وحتى الكائنات الأغرب والاكثر روعة المتوقع ظهورها فى مستقبلاً. 

وقد نطلق على هذا المفهوم الجديد مصطلح "التوليف الحيوى": بمعنى القدرة على تطوير علاقات مفيدة متبادلة بين كائنات مختلفة جذريا، بما يدفعنا نحو التطور والتقدم بشكلٍ غير مسبوق فى مجالات مختلفة، على الأرض وخارجها.

نحو الفضاء اللامحدود للعقول:

إن الذكاء البشرى الانسانى والذكاء الاصطناعى يشكلان اليوم مجرد نقطة البداية لطيف واسع وعريض من الكائنات الذكية المنتظر إبتداعها بشكلٍ اكثر عمقا وأكثر تعقيدا. فمثل هذا "الذكاء المتنوع/الهجين" سيشتمل على مجموعة واسعة من الكائنات غير التقليدية، التى بدورها ستنتج مخرجات جديدة سواء من حيث المواد أو الأشكال أو الوظائف. 

انها طفرة انتخاب طبيعى جديدة.

إن الذكاء الاصطناعى، مثله مثل الاطفال ، يقدم للبشرية هديةً استثنائية: إنه يدفعنا لاستكشاف أفكارٍ حول كيفية تجسيد الفهم الحقيقى والفاعلية التى نعتقد أننا نمتلكها، إلى ما يهمنا حقًا كأفراد ومجتمعات، وإلى أين نريد أن نتجه كجنس بشرى. 

سيحطم التنوع القادم للكائنات المبتكرة الجديدة، السرديات القديمة غير القابلة للاستمرار عن ماهيتنا، وعن معنى التغيير، وعما يمكن أن نصبح عليه، وعما نستطيع عمله. 

وهذا يتطلب منا أن نصبح أكثر نضجاً فى رؤيتنا، فيجب أن ينتقل الحوار حول الذكاء الاصطناعى من التساؤلات حول "ماذا يمكنها أن تفعل؟" إلى " كيف يمكننا التعامل والاستفادة من وجود هذا الكم الهائل من الكائنات المستحدثة، وما هى المعايير الأخلاقية الخاصة بها، التى يجب علينا ان نضعها فى الاعتبار عند التعامل معها؟"

وهنا لابد أن أشير إلى أننى لا أدعى أن أنظمة الذكاء الاصطناعى الشائعة اليوم تمتلك شيئًا يشبه العقل البشرى، ولا أن نماذجها الحالية تستخدم المبادئ الأساسية أو عمليات البناء الذاتى اللازمة لتحقيق الفاعلية والهوية الذاتية، والوعى كما نراها في العالم البيولوجى.

إلا أنه وفى الوقت نفسه لا يمكن نفى أن الذكاء الاصطناعى يطرح تحديات فريدة من نوعها.  

إن مصطلحات مثل "الحياة" و"الآلة" و"العقل" و"الوعى" و"الروبوت" لم يتم الاتفاق ابدا، وبشكل واضح وموضوعى عما تعنيه. لذلك علينا بدلًا من ذلك، أن ننظر إليها كعلاقات — أو كطُرُق تتفاعل بها كل منظومة مع الأخرى، بحيث تحمل جميعها تداعيات قوية تؤثر فى التفاعلات الناتجة عنها وعن أخلاقياتها.  

اليومَ بالفعل، نجد فى الحياة خليطًا من الكائنات السيبرانية وهجائن أخرى تجمع بين المكونات البيولوجية والتكنولوجية، مثل أشخاصٍ يستخدمون مضخات إنسولين مدمجة أو قوقعة أذن مدمجة للتمكين من السمع. 

ولا شك فى أن التعديلات المستقبلية ستشمل تحسينات من قبيل تخليق أنماط إدراكية جديدة تمامًا عبر الواقع الافتراضى، أو غرس رقائق دماغية تتحكم بشكل أفضل في الأطراف أو الأعضاء. وستوسع واجهات العقل-الآلية من قدراتنا وحدود قدراتنا الجسدية بشكل جذرى. 

بل ان نماذج اللغة القوية الضخمة هى  فى حقيقتها كائنات صناعية مهجنة— مُدَرَّبة على الإنتاج الإبداعى البشرى بغرض تقليد البشر.  

إن المفاهيم السائدة اليوم عن البشر "عصبيًا" والقلق المبالغ فيه حول التعديلات الجسدية التي يسعى إليها البعض ستبدو مُضحكةً للأجيال المستقبلية. فخلال العقد أو العقدين القادمين، سيتحول البشر إلى مجموعة هائلة من الكائنات الهجينة التى قد تحمل، على سبيل المثال، أطرافًا عصبيةً مُهندَسةً تعزز وتعدل الوظائف الإدراكية، مُتيحةً قدراتٍ حسيةً جديدة، واتصالًا مع عقول أخرى، وتغييراتٍ ربما لا نستطيع حتى مجرد تخيلها. 

فى الوقت نفسه، ستحيط بنا روبوتات مُصمَّمة قد تحتوى على نسبة من الخلايا البشرية وواجهات لغوية قوية، مما سيمكننا من التواصل مع أنظمة بيولوجية مثل الأعضاء التى لم تُعبِّر عن نفسها من قبل.  

لغز الذكاء البشرى:

غالبًا ما تتم المقارنة ما بين الذكاء البشرى الخاص بنا نحن البشر المعاصرين وما بين الذكاءات الاصطناعية.

 لقد تطور عقل الإنسانٍ من مجرد بويضة غير مخصبة — كتلة صغيرة من التفاعلات الكيميائية والفيزيائية، فى رحلة إنتقال تدريجية طويلة، انتهت بنا  إلى هذا العقل الماوراء إدراكى (ميتاكوجنيتيف) المعقد.

ولم يوجد خلال كل مراحل التطور تلك، خط فاصل واضح بين كوننا "كتلة من التفاعلات الكيميائية والفيزيائية" وما بين امتلاكنا عقلًا بشريًا واعٍ بذاته. بل إن ذكاء البشر يتزايد تدريجيًا، عابراً المستويات المادية والزمنية. 

فكلٌ منا يحمل داخله قصةً تبدأ قبل وقت طويل حتى من تكوُّن الخلايا الكاملة.  

نحن أيضًا من الناحية العقلية عبارة عن قصصٌ تُحكى. 

مجموعات من العقول الذاتية، والأهداف، والتفضيلات التى تلتزم بها مكونات دماغنا وأجسادنا. 

ستستهدف الاستراتيجيات الحيوية الطبية الناشئة تلك «الحكايات الجسدية» بشكل متزايد، وليس فقط العتاد الجزيئى للخلايا، لتحقيق نتائج تجديدية جذرية عبر جعل الخلايا تتبنى النتائج التشريحية المرجوة، بدلًا من فرض تفاعلات كيميائية عبر أدوية تستهدف جينًا معينًا أو مسارًا جزيئيًا محددًا.  

يمكن على سبيل المثال، تحفيز ساق ضفدع كى تتجدد من خلال تعريضها لخلطة دوائية محددة لمدة 24 ساعة فقط.

يتم ذلك من خلال استخدام إشارات كيميائية حيوية وكهروحيوية لإقناع الخلايا بالالتزام برحلة طويلة من النتائج التشريحية المحتملة، تؤدى فى النهاية إلى نمو الساق بدلًا من تكوّن الندوب. 

وبالمثل، يمكن لأنماط بسيطة من الإشارات الكهروحيوية أن تحفز نمو عين كاملة في جزء آخر من جسم الضفدع؛ تُقنع الإشارةُ الخلايا ببناء عين (دون أن تُخبرها كيف تفعل ذلك)، وهو ما تقوم به الخلايا أحيانًا عن طريق تجنيد خلايا مجاورة أخرى (لم تُمسَّ) بشكل تلقائي للمشاركة في المشروع.

لماذا يكتسب هذا التطور أهمية حاسمة الآن؟:  

تُشكِّل الذكاءات الاصطناعية اليوم تحديًا كبيراً للكثير مما نعتز به، لا سيما المفاهيم الأساسية للإبداع والملكية الفكرية والابتكار. 

إذا استخدم شخص ما ذكاءً اصطناعيًا لصنع شيءٍ ما، فمن الخالق الحقيقى هنا؟ الذكاء الاصطناعي؟ أم الشخص الذي استخدمه؟ أم المطورون الذين صنعوا الذكاء الاصطناعى؟ أم الأشخاص الذين أبدعوا الأعمال التى تدرب عليها الذكاء؟  

ينبع هذا الارتباك من محاولة الحفاظ على التمييز ما بين المبدعين وبين الأدوات المستخدمة والمساعدات التى يتم تقديمها لاكتمال العملية الإبداعية. يأتى هذا الارتباك أيضاً من القناعة غير الواقعية بأن الإنسان كتلةٌ غير قابلة للتجزئة، وليس عبارة عن عملية ديناميكية تُقاد بشبكة دوافع من الأجزاء والكفاءات والغرائز والأدوات — الخارجية والداخلية. 

بل إن كل الذكاءات في جوهرها هى نتاج لعمل جماعى. فعلينا مواجهة الخوف من فقدان إنسانيتنا إذا ما قررنا الاعتماد على كائنات جديدة. 

ان  المحتوى المصنوع بالذكاء الاصطناعى يغمر حاليا أرجاء الانترنت، وعلينا بدلاً من إضاعة الوقت فى البحث عن طرق لإثبات ما إذا كانت الصور أو النصوص من صنع البشر أم لا، أن نسأل أنفسنا: ما الذي نريد التحقق منه حقًا؟ هل السؤال هو «مَن صنع هذا؟» أم يجب أن يكون «هل يرفع هذا من قيمتنا كبشر؟».

إن التركيز على اصليه العمل بدلًا من جودته يعكس بعض أسوأ جوانب الطبيعة البشرية ويعمّق الانقسام بين «نحن» و«هم».  

اننا فى حاجة للتفكير فى المستقبل الذي نريده للأرض (أو حتى المجرة) فى المستقبل. 

ما هو الهدف من مقاومتنا للذكاء الاصطناعى أو التطور البشرى المرتبط به.

هل نريد فقط أن نُؤكد على التزامنا باستمرار الإنسان بوضعه الحالى بكل نقاط ضعفه؟!  

ما نملكه هو ببساطة ما خلّفه لنا التطور الطبيعى: قدرات كانت كافية لضمان بقائنا. ولا ينبغى لنا البقاء أسرى لهذه الجوانب السطحية من كينونتنا."  

مع تطور القدرة على تحسين الأعضاء الجسدية لجميع الكائنات الواعية، يبدو أن نوعنا البشرى يدخل مرحلة مراهقة مؤلمة. لذا يجب أن ندرك أنه لم يعد مقبولًا أن ننساق مع قيم وأهداف موروثة من الماضى، دون أن نُمارس إرادتنا ومسؤوليتنا في تحديد ما ننوى تحقيقه. 

علينا تقبُّل خطر الوقوع في الخطأ أحيانًا، ومواجهة الأسئلة الصعبة حول ما الذى يهم حقًا: ما هى أهدافنا من الحياة بشكل جوهرى، وما الذى يمنح معنى وقيمة لجهد العيش الشاق.  

جزء من هذا النضج يتمثل فى ان نتجاوز هواية تصور المستقبل بشكلٍ متردد وسوداوى، إلى بناء المستقبل المشرق الذى نطمح إليه فعلًا. 

كيف يجب أن يبدو مستقبل الذكاء المختلط هذا؟

 هل نطمح فقط الى هذا النوع المحدود الخيال، المحكوم بمشاعر الخوف والولاء الغريب لسلالات الدم والجينات، الذى سيوصلنا إلى «اللا شيء».

أم نلتزم بدلا من ذلك برؤية نكون فيها نحن — لا الصدفة والضرورة العشوائية — من يتحمل مسؤولية تشكيل مستقبلنا، 

لن يكون أمرًا سهلًا.  

كيف يبدو أفضل سيناريو للمستقبل؟ بالتأكيد، لن تظل أعمارنا مقيدة بالحوادث والفيروسات. وبالتأكيد، لن نُجبر على قضاء الوقت في وظائف مملة من أجل البقاء. وبالتأكيد، سنحمي أنفسنا من الطفرات الجينية العشوائية التي تسبب عيوبًا في بنية إدراكية محدودة أصلاً."  

إلى الأمام:

لن تنجو حضارتنا دون تطوير مبادئ "التعايش المشترك"، بيننا وبين الذكاء الاصطناعى. 

فالذكاءات الاصطناعية المُجسَّدة على هيئة روبوتات، والبشر المُعزَّزين تكنولوجيًا، والأشكال الجديدة الأخرى للحياة، لن يكون من السهل استبعادها كما نفعل اليوم؟  

يتطلب الأمر تطوير أطر مبدئية لتوسيع رؤيتنا، بحيث لا نعتمد على تصنيفات قديمه من قبيل "طبيعى" و "اصطناعى". 

يجب أن نبدأ الاعتياد على التعامل مع الآخرين، وكذلك تكييف الأنظمة القانونية مع العلوم الناشئة  وسلسلة العقول الاصطناعية الجديدة المحتملة.  

هناك طريقتان على الأقل للوقوع فى الخطأ هنا. 

الأولى هى الارتكاز على عامل الخوف والشك، بما يؤدى لعلاقة مضطربة مع كائنات تبدو واعية لكنها تخدعنا ولا تملك الإرادة لبناء علاقات متبادلة معنا. لكن وفى الطرف المُقابل، فإن فكرة"أحبوا فقط من يشبهونكم" – أسوأ، وستؤدى إلى أخطاء أخلاقية كتلك التى امتلأ بها تاريخنا. 

لضمان تعاملنا بلُطف مع الموجة القادمة من الكائنات الواعية غير التقليدية، علينا أن نركز أولًا على القواسم المشتركة، وننطلق منها لنسج مبادئ وأطر علائقية قابلة للدفاع عنها.  

الأسئلة الضيقة الأفق مثل "هل يشبه العقل البشرى؟" لا تُنبئ بالمخاطر ولا بالمسؤولية الأخلاقية. 

ثمة فضاء واسع من العقول المحتمل ايجادها: بعضها خطر، والكثير منها يحتاج ويستحق التقدير. 

تمنحنا العلوم الناشئة في الهندسة الحيوية والإدراك والمعلومات أدوات جديدة للإجابة على أسئلة جوهرية: من نحن حقًا؟ ما هى قيمنا؟ وما حدود العلاقة الوظيفية التى نرغبها مع تلك الكائنات الجديدة؟ 

رحلة التأمل الفكرى هذه  تسير في اتجاهين: اتجاه نحو العالم الخارجى، واخر نحو أعماقنا الداخلية، لأننا – كما في أى عمل خَلّاق – نكتشف عن أنفسنا بقدر ما نكتشف عن الأنظمة التى نبتكرها. ■  


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل نحن اذكى مما ينبغى؟

كم أفتقدك - "بقلم: حازم فرجانى"

الأنبياء - قصة قصيرة