Thursday, February 23, 2006

مــرة أخـرى- لماذا غزت أمريكا العراق

مــرة أخـرى أجدنى مضطرا لإعادة نشر "لماذا غزت أمريكا العراق" لعدة أسباب أهمها ما يحدث الأن فى العراق. إن ما أشرت اليه من رغبة أمريكا أو بالأحرى عصابة " المحافظين الجدد" فيها الذين يمثلون المصالح الصهيونية فى تقسيم العراق تنفذ الأن. فمع إزدياد المأزق الأمريكى وتعقدة الحالى, يبدو أن خطة تفجير العداءات بين كل الطوائف تمهيدا للتقسيم بدأ إنطلاقها بالفعل. إن عملية تفجير مرقد الإمامين على الهادى ومحمد العسكرى فى سامراء هى عملية لا يوجد أدنى شك فى ضلوع أمريكا فى تفيذها تحقيقا لهذا الهدف.
السبب الثانى هو إنهماكنا الغريب فى الدفاع عن نظام هزيل فى سورية يحتقر شعبة فى الداخل ويسومه رهقة الذل بينما يرسل فرق الموت إلى لبنان متوهما قوة وبأس لا يمتلك أبهما.
إن محاولة إقناعنا أن عمليات إغتيال أومحاولة إغتيال رفيق الحريرى , جورج حاوى, سمير قصير, مى شدياق, جبران توينى, مروان حمادة وغيرهم تمت بواسطة أمريكا أو إسرائيل للإيقاع بالنظام السورى هى إلى حد بعيد إهانة لذكائنا. إنها تذكرنى بهذة النكتة السمجة عن الرجل الذى إستأجر قاتلا محترفا للتخلص من غريمه , وبينما كان يشير للقاتل الى غريمة المتواجد بين عدد من الأشخاص لم يستطع القاتل تميزه , فأخرج الرجل مسدسا وقتل كل الواقفين عدا الغريم ثم أشار إليه قائلا"هذا هو المقصود.
إن النظام السورى الذى يفتقد لأى شرعية أو تأييد شعبى هو أتفه من أن تحاك علية كل هذه المؤمرات المزعومة, ببساطة لأنه هو الذى يتأمر على نفسه وعلى شعبه. إن حليفا قريبا من النظام السورى هو من يبث الذعر فعلا فى قلوب إسرائيل لمصداقيتة الداخلية وتواضعه وإعتمادة الحقيقى على جماهيرة وليس على أجهزة أمن إرهابية, أقصد بالقطع حزب الله والشيخ حسن نصر الله – أقر بذلك رغم موقفى الشخصى المناهض تماما للحكم الدينى
إن المؤامرة الكبرى تحاك الأن فى العراق وبعدها سيتم التفرغ لبقى الأنظمة , وأخشى أن بقاء أنظمة مثل آل الأسد, آل مبارك, آل القذافى, آل سعود وكل الآلات الأخرى ستجعل مهمتهم غاية فى السهولة
ولهذا غزت أمريكا العراق-
وصلة إلى المقالة

Monday, February 20, 2006

عــام على مقتـل الحريــرى



من أعوام عديدة روت لى والدة أحد أصدقائى السورية كيف تزوجت من رجل أعمال سعودى يكبرها بأكثر من عشرين عاما. فبعد طول تمنع منها إستطاع ببساطة شديدة أن يقنعها بإستخدام حيلة بسيطة للغاية, "حسنا, سأصطحبك الى القاهرة, ومن يدرى فربما تستطعين رؤية جمال عبد الناصر وجها لوجه". ونجحت الحيلة نجاحا ساحقا , حيث وافقت على الزواج فورا لمجرد إحتمال رؤية عبد الناصر.
ومن حسن الحظ أنة كان زواجا سعيدا موفقا نتج عنة أبناء وبنات ناجحون والا إنقلب الموضوع الى مأساة خاصة أنها لم تنجح فى رؤية عبد الناصر خلال زياراتها العديدة للقاهرة!
أما صديقى لاعب كرة اليد والذى زار سورية فى أوائل السبعينيات لأداء بعض المباريات الودية فمازال يذكر كيف حملة الجمهور السورى بحماسة شديدة على الأعناق وهم يهتفون وسط ذهوله التام "مصرى" "مصرى"
والشعب السورى شعب مثقف واع محب للعروبة وعاشق لمصر بشكل خاص. كما أن لدية حس تاريخى عال , ووعى لدور مصر عبر التاريخ وإرتباط هذا الدور بسورية أكثر من أى مكان أخر فى العالم العربى.
هذا الشعب للأسف الشديد يرزح ومنذ أكثر من ثلاثين عاما تحت وطأة أكثر أحد الأنظمة الشمولية تخلفا وتعنتا فى العالم.
إن طاقات هذا الشعب العظيم و إبداعاتة وإسهاماتة التاريخية مرتهنة فى يد حفنة شديدة التخلف, أخذت الشعب السورى رهينة . عطلت النمو الإقتصادى والإجتماعى للبلاد وخنقت منافذ التقدم والحرية.

سوريــة
منذ قاد حافظ الأسد إنقلابة المشئوم فى 71 أدخل بلادة وشعبة الى نفق مظلم لا تبدو له نهاية. .
فسورية الدولة ذات الأغلبة السنية الواضحة ,ودمشق عاصمة الأمويين العتيدة , تحكم بواسطة مجموعة من الأقلية الشيعية العلوية فى البلاد.
والشيعة فى سورية أقلية تحوى فى داخلها أقلية أخرى تعتنق مذهب متطرف فى تشيعه ل"على إبن أبى طالب" هم العلويين.
وعند تسلمة سدة الرئاسة ظهر حافظ الأسد على شاشات التلفزة السورية معلنا تبرأة من المذهب العلوى وإعتناقة المذهب السنى, وأتبع ذلك بالطبع بتسليم جميع المناصب الحساسة فى الدولة والجيش والمخابرات الى رجال الأقلية العلوية.
وربما يفسر ذلك وصف أجهزة إعلام الرئيس السادات لحزب البعث السورى إبان إشتداد الحملات بين مصر وسورية بعد زيارة القدس الشهيرة بحزب البعث العلوى للتفرقة بينة وبين بعث العراق.
ومنذ أن دخل الجيش السورى لبنان العام 76 بدعوة من الرئيس سليمان فرنجية أثناء الحرب الأهلية ورغم ان إتفاقية الطائف تقتضى إعادة إنتشارة,, الا أن ذلك لم يحدث على الإطلاق وبمرور الوقت وإستمرار هذا النواجد دون مبررات حقيقية. أدى ذلك الى وضع شديد التعقيد.
فالوضع الداخلى اللبنانى ربما لا يوجد لة مثيل فى تميزة وتنوع طوائفة ومذاهبة ودياناتة. الأمر الذى سهل على ديكتاتور سورية السابق حافظ الأسد فى أوقات كثيرة التلاعب بالداخل اللبتانى وإستغلال هذا التباين منتهزا فرصة وجودة فى مركز القيادة لسورية الشقيقة الكبرى أبا وأم للشقيق الصغير لبنان.
وربما لا يعرف الكثيرون أن نظام حافظ الأسد قام وعبر نظامة الأمنى والإستخباراتى داخل لبنان بإغتيال العديد من من زعماء وملوك الطوائف هناك من مختلف ألوان الطيف السياسى والمذهبى والدينى. إلا أنه أيضا إستطاع وبإسلوبه الداهى فى الإدارة ومناوراتة الشبيهة الى حد بعيد بأساليب عرابوا المافيا فى الإبقاء على شعرة معاوية مع الجميع . لم تفقد سورية أبدا نفوذها وهيبتها داخل لبنان إبان حكم الأسد الأب.
ورحل الأب, ليجل مكانه الإبن "بشار" , وكأنما بلادنا العربية بشعوبها وتاريخها وإمكانياتها ليست سوى متاع ومنقولات ثمينة يمنحها بعض مغتصبوا السلطة لأبنائهم كنوع من التقدير لمتعة جسدية مارسوها منذ ثلاثين أو أربعين عاما....
وهكذا وجد هذا الطبيب نفسة وهو فى أوائل الثلاثينيات من العمر على رأس دولة شمولية فى عصر تخطى هذة الأساليب, يخاطب بسيدى الرئيس ومحاط بمجموعة من المنافقين يسبحون بحكمتة ورؤيته الثاقبة وبعد نظره وذكائة الحاد.
وبسرعة أقنعة سدة الفساد فى سراديب الحكم بإنهاء ما سمى وقتها "ربيع دمشق" ساخرين فى سريرتهم من هذا الأبلة القادم بعد سنوات من الدراسة والإقامة فى بريطانيا متوهما بإمكانية للجمع بين أى قدر من الحريات وبين حكم البعث الدموى الحديدى.
وبسرعة أشد إنقلب طبيب العيون النابه الى ألعوبة مخزية فى أيدى سياسى الدرجة الثانية والثالثة فى سورية دافعين به لتحقيق مصالح شخصية ومادية ضيقة. متصرفا على أساس أنة سياسى لا يشق لة غبار ورث الحنكة السياسية والقدرة على المناورة من أبية.
وإنبرى المحللون السياسيون وهم كثر فى سورية فى إستخدام قواميسهم الغير قابلة للنفاذ بكلمات وتعبيرات فخمة مركبة لا ينقصها التصنع مبررين مواقف سياسية هزبلة ليست لها أى قيمة حقيقية. وإستمر النهج السورى الخطابى متعللا بخزعبلات من قبيل الرقم الصعب فى المعادلة, ولا حرب دون مصر ولا سلام دون سوريا وسنرد فى المكان والزمان الذى نختارة لا الذى يختارة العدو لتبرير مواقف متخاذلة تماما خارجيا ومتنمرة تماما داخليا.
والحق أن النظام إستطاع إستقطاب العديد من الكفاءات الوطنية للمشاركة فى بعض أجهزة الحكم والوزارات غير الهامة مستغلا حب السوريين الشديد لبلدهم وغيرتهم عليه, لكن بقيت المناصب الحساسة كلها فى الحكومة والجيش فى يد الطغمة الحاكمة.
ورغم إنتحار محمود الزعبى رئيس الوزراء برصاصتين فى الرأس !!وحتى إنتحار غازى كنعان وزير الداخلية منذ أشهر قليلة _لا أدرى عدد الرصاصات التى إستخدمها فى عملية الإنتحار_ مرورا بإنقلاب خدام على باقى أفراد العصابة, إلا أن إخواننا المحللين ماإنفكوا يبشرونا بثبات النظام وحكمتة الثاقبة.

لبنــان
على أية حال لم يجد بشار الأسد منذ تلقف هدية رئاسة الدولة خير من لبنان لإختبار قدراتة السياسية والتدرب على أسلوب والدة العصابى فى الحكم. تزامن ذلك مع وجود رئيس وزراء قوى فى لبنان , يستند الى عدم وجود خلفية سياسية عائلية له عكس الأغلبية الساحقة من سياسى لبنان. ورغم أصولة المتواضعة الا أنة صعد فى عالم المال والأعمال بسرعة صاروخية أثناء تواجدة فى العربية السعودية وإقترابة من الملك فهد بن عبد العزيز. حصل رفيق الحريرى على الجنسية السعودية وإستغل ذلك إضافة الى ملياراتة فى الوقوف وراء إتفاقية الطائف الشهيرة التى رعتها السعودية وأدت إلى إنهاء الحرب الأهلية فى لبنان. وبعد فترة إنتقل من لعب الأدوار خلف الستار الى الظهور العلنى حيث عاد الى لبنان ممهدا الطريق نحو تقدمة الى منصب رئاسة الوزراء. وبدأ رفيق الحريرى بإدارة عجلة عملية إعادة إعمار لبنان مستغلا علاقاتة الدولية ونفوذة المالى والدعم السعودى الضخم له ولمشاريعة, وتلاقت مصالح النظام السورى برئاسة حافظ الأسد فى هذا الوقت مع هذا التوجه , إضافة الى نقطة هامة للغاية , وهى أنه رغم أن سياسات الأسد الأب أدت مع تغير الأوضاع الدولية والإقليمية الى تراجع حاد فى أهمية الدور السورى, إلا أن حافظ الأسد رغم ذلك لم يفقد وضعة كرجل قوى ولو بحكم التاريخ , لذلك لم يرى فى الحريرى تهديدا حقيقبا لنفوذة.
على أنه لا شك أن هذا الصعود القوى لرفيق الحريرى أوغر صدر رجلا أخر رأى فى هذا الصعود تهديدا حقيقيا لمنصبه ونفوذة وهو بالطبع العماد إميل لحود رئيس الجمهورية اللبنانية. فلأول مرة فى تاريخ لبنان الحديث يوجد رئيس للوزراء يتمتع بهذا القدر من الإستقلالية عن قصر بعبدا بل ويمتلك نفوذا شعبيا وسياسيا أبعد بكثير مما يمتلكة رئيس الجمهورية. رئيسا للوزراء أقوى من رئيس الجمهورية المعين أصلا بمباركة ودعم سورى.
ومع تولى بشار الحكم بدا واضحا أن الكيمياء لم تقم بدور إيجابى فى العلاقة بين الرجلين. وأدت رغبة الحريرى فى الأخذ بلبنان الى طريق مستقل عن نفوذ سورية ولو قليلا كبادرة إستهانة بقدرات بشار السياسية. وبدا واضحا أيضا أن النزاع على النفوذ داخل لبنان بين رئيسى الجمهورية والحكومة محكوم علية فى هذة الفترة بإنتصار لحود وبدعم سورى. وهكذا ترك رفيق الحربرى منصب رئيس الوزراء للمرة الأولى , إلا أنه لم يلبث أن عاد إليه أقوى مما سبق عبر إنتخابات نيابية حقق فيها نجاحا واضحا.
ومع العودة الى كرسى الحكم طفت الصراعات بين لحود والحريرى الى العلن وإنحازت سورية بالطبع الى لحود. إلا أن نفوذ الحريرى الشعبى الداخلى والإقليمى عبر الدعم السعودى لة والدولى عبر علاقاتة الشخصية الوثيقة مع العديد من زعماء العالم ومن بينهم شيراك رئيس الدولة الأخرى ذات النفوذ المعنوى داخل لبنان, مكنة فى النهاية من التصدى لهذة التحديات وإجتيازها.
ولكن ذلك بالطبع أدى إلى تعقيد الأمور مع سورية ,التى تمتلك بالفعل قوات كبيرة داخل لبنان بدأ كثير من اللبنانين يرونها كقوات إحتلال أجنبية, وعلت المطالبات و التظاهرات المطالبة بإنسحاب هذة القوات خارج لبنان خاصة مع خروج القوات الإسرائلية من الجنوب وبدا الحريرى لسورية كمتعاطف مع هذة التحركات ولو بسكل سلبى.
ودعونى هنا أوضح نقطة هامة هى أن التحالفات بين الطوائف داخل لبنان وبين هذة الطوائف وبين سورية هى تحالفات بالغة التعقيد وأيضا سريعة التحول, فأعداء الأمس هم حلفاء اليوم وحلفاء اليوم هم أعداء الغد وهكذا دواليك. بل أن هذا الوضع يمارس أيضا حتى داخل الطائفة الواحدة التى من الممكن أن تنقسم إلى أكثر من تيار متصارع فى بعض الأحيان ثم نجدها تيارا متماسكا أحبانا أخرى. ولقد إعتمد النظام السورى على هذة التناقضات إبان الحرب الأهلية اللبنانية وأيضا على الإغتبال السياسى كوسيلة لدعم نفوذة, على أن الأمانة تقتضينا أن نذكر أن هذة الوسيلة كانت هى المعتمدة من كافة الأطراف الأخرى فى الداخل اللبنانى وبالطبع من إسرائيل التى لعبت دائما دورا نشطا فى إشعال التناحرات بين الجميع. وبالتأكيد لاتزال عملية إغتيال إيلى حبيقة الأخيرة خوفا من إتهام آريل شارون كمجرم حرب نتيجة مذابح صيرا وشاتيللا ماثلة فى الأذهان
على أنه وفى كل الأحوال فإن تصرفات هذا النظام البعثى داخل لبنان ليس إلا إمتدادا لتصرفات أبشع وأكثر إجحافا داخل سورية وضد الشعب السورى نفسة. ولا يجب على الإطلاق أن نغفل حقيقة تميز العلاقات وحتمتها بين الشعبين السورى واللبنانى وأن هذا الحكم الفردى الديكتاتورى هو وبال على الدولتين والشعبين. وليس حقيقيا على الأطلاق ما يدعية هذا النظام من أن الهجوم علية وكشف ممارساتة هو هجوم على سورية فى هذة الأوقات الحرجة. بل هو دفاع عن سورية الحقيقية وشعبها النبيل.

الشرارة
وبدأت الظروف الإقليمية والدولية فى التغير سريعا , غزت أمريكا العراق وبدا لفترة أن سورية يمكن أن تكون هدفا تاليا , إنهمك النظام السورى أكثر فى دعم تشكيلاتة الأمنية الداخلية فى كل من سورية ولبنان. وضع على رأس النظام الأمنى فى لبنان ضابط سورى شره ودموى وإن تميز بمحدودية الموهبة هو رستم غزالة. وبوجود غزالة فى هذا المنصب أصبح تلقائيا المسيطر الأكبر على جميع الأجهزه الأمنية داخل لبنان وداخل الجيش وداخل الحرس الجمهورى.
وبتدهور الأوضاع الأمنية داخل العراق, تراجع الى حد بعيد التهديد بإحتمال غزو أمريكا لسورية وبالطبع إنتفى الإحتمال الأضعف بغزو إيران. ولا أدرى على وجة التحديد هنا ما إذا كان بشار الأسد قد توصل عبر تحليلة الشخصى للأمور أم أنها فكرة سربت اليه من معاونية العباقرة, ,إلا أنه وفى كل الأحوال توصل الى أن وضع سورية قد أصبح قويا للغاية وممهدا لتصفية حساباته. وعليه قرر تقوية نفوذة داخل لبنان وإضعاف سلطة الحريرى عبر فكرة أجدها فى الحقيقة تفتقر الى الحد الأدنى من الحكمة أو الذكاء أو حتى إحتمالية النجاح. لقد قرر التمديد للرئيس اللبنانى إميل لحود لفترة أخرى. إن بشار الأسد لم يثبت فقط بهذة الخطوة قصر نظرة السياسى وعدم أهليتة حقيقة لتولى منصبه, لكنة أيضا أظهر جهلة التام بخصائص وطباع الشعوب التى يعيش وسطها ويحكم إحداها. إن فخر اللبنانى بمقدار الحرية النسبية التى يتمتع بها بلدة و إعتزازة بنظامة ودستورة حتى لو كان طائفيا هو أمر لم يدر _ولا أدرى لماذا_ بخلد الأسد الصغير سنا وفعلا على الإطلاق. وكانت هذة هى الشرارة التى إندلعت بعدها الحرائق فى كل مكان.
الجريــمة
بإستثناء بعض الجهات التى ترتبط مع نظام البعث السورى بروابط ومصالح وثيقة, قوبل هذا التمديد بغضب ورفض شعبى ورسمى كبيرين. وبدا واضحا أن بشار يريد العودة بالعلاقات مع لبنان خطوات الى الخلف, تبعية كاملة بل وإذلال للقادة وللدستور اللبنانى. بالطبع وجد بشار هذا الرفض والدفاع عن الدستور غريبا بعض الشىء , خاصة وأن الدستور السورى تم تعديله فى أقل من خمس دقائق كى يصبح من حقة تولى رئاسة الجمهورية. وتوالت ردود الفعل الرافضة بل والغاضبة من جهات دولية عديدة. وبالقطع نحن لا ندعى هنا على الإطلاق أن كل هذة الجهات بريئة السريرة ومنزهة عن الهوى, الوضع ليس هكذا على الإطلاق. إلا أنه من المؤلم أن يقوم أفراد بيننا بعزة لا يوجد محل لها بإتخاذ قرارات كارثية تتميز بقدر عظيم من الغباء السياسى دافعين مثل هذة القوى الى الإستفادة منها بأقصى حد.
وبعناد وعنجهية لا يستخدمها حكامنا الأفاضل الا مع الداخل, صمم البعثى الصغير على موقفة بعد أن إكتفى بالتمديد للحود ثلاثة سنوات بدلا من ست.
وإستدعى سيادة الرئيس بشار الأسد كما يحلو له أن ينادى زعماء لبنان للتشاور فى دمشق حول هذا التمديد واضعا شرطا بسيطا لمقابلتة , أن تكون الإجابة النموذجية المقررة على زعماء لبنان التلاميذ فى حضرتة هى"نعم, أوافق على التمديد للرئيس لحود".
رفض وليد جنبلاط تماما هذة الإجابة وبالتالى ألغيت مقابلتة مع بشار وأصبح من هذة اللحظة عدو سورية أو بالأحرى النظام السورى الأول. رفيق الحريرى تصرف بشكل مختلف, لقد تصور الرجل أن وضعة السياسى ونفوذة الإقليمى والدولى وتاريخة يعطونة الحق فى مقابلة بشار الأسد والتشاور معة رجل لرجل. ربما لم تستطع كل خبراتة الحياتية وتجاربة أن تلقنة درسا بسيطا , هو أن الصغير القيمة يظل صغيرا مهما تولى من مناصب.,
وكانت المقابلة الكارثة فى 26 أغسطس 2004 بين الحريرى وبشار. روى كثيرون تفاصيل ما جرى فى هذا اللقاء وروى الحريرى لكثيرين ما حدث وإن إحتفظ ببعض الأشياء لم يروها إلا لأقرب المقربين منة وروها هم فيما بعد.
ملخص اللقاء أن بشار صب أولا جام غضبة على وليد جنبلاط لرفضة التمديد للحود مهددا إياه بتحطيم الجبل فوق رأسة خاصة أنه أيضا ومثل جنبلاط لديه دروز فى سورية. إنتقل بعد ذلك على الموضوع مباشرة معلما مضيفة أنه قرر التمديد للحود, أصيب الحريرى بالذهول التام من مجرى الحديث واللهجة التلقينية التى يخاطب بها,وكإنما أتى فقط ليتلقى الأوامر ويستمع الى قرارات تخص بلدة من رئيس دولة أخرى. إنتقل بشار الى الهجوم على الرئيس الفرنسى شيراك مفهما الحريرى "أن لحود هو أنا وأنا إميل لحود" ثم أبلغة أنة مستعد لتكسير لبنان على رأسه بل وملاحقتة هو أفراد عائلتة أينما وجدوا إذا ما قاوم قرار التمديد"
مقابلة تجمع كل المصادر على أنها دامت من عشر الى خمسة عشر دقيقة ووصفتها المصادر السورية فيما بعد وأمام لجان التحقيق بأنها كانت مقابلة ودية!!!!
عاد الحريرى الى بيروت محبطا تماما فأعلن موافقتة على التمديد متبعا ذلك بالإستقالة من رئاسة الحكومة فى إشارة رمزية الى رفضة القراروسبقه فى الإستقالة بعض الوزراء ومنهم مروان حمادة. أثناء ذلك كان مجلس الأمن قد أصدر فى 2 سبتمبر القرار 1559 الشهير الداعى الى إنسحاب سورية من لبنان.
وإعتبر النظام السورى ما حدث مؤامرة وقرر تصفية جميع من تصور أنهم مشاركين أو متعاطفين معها.
وبدأت التصفيات بمحاولة إغتيال مروان حمادة.
وأرسل السعوديون رسالة الى سورية مفادها أن رفيق الحريرى هو خط أحمر ,,, ربما يفسر ذلك غضب السعودية الشديد وتدهور علاقاتها مع سورية بعد إغتبال الحريرى. ونحن هنا نتحدث عن دولة تمتلك جهاز مخبارات قوى وذو إتصالات متشعبة ولا يعتمد على مجرد الأقوال المرسلة.
إننى أجد صعوبة بالغة وحقيقية فى تفهم أمرين: الأول القول بأن تقرير لجنة التحقيق الدولية برئاسة ميليس هو تقرير مسيس. هذا القول فى رأى فى منتهى الغرابة, إن رفيق الحريرى لم يقتل فى الشارع أثناء محاولة أحد اللصوص السطو على حافظة نقودة, لقد قتل فى جريمة سياسية. خطط لها سياسيين. من أجل أسباب سياسية وأدى مقتله الى نتائج وتداعيات سياسية لم تنتهى وستستمر لسنين طويلة قادمة. وأجد من المنطقى والطبيعى أن تحتل السياسة قدر عظيم من أى تقرير محايد أو حتى غير محايد يعنى بتحقيق مقتله.
الأمر الأخر الذى لا أستطيع تفهمه هو القول أنه لا توجد دلائل على تورط سورية فى جريمة الإغتيال!! إننى بصعوبة أستطيع تفادى الإصطدام بهذا القدر من الدلائل على قيام النظام السورى بهذة العملية.
المؤسف أن العملية تم تنفيذها بقدر كبير التعقيد الساذج فى حقيقة الأمر.وإليكم بعض النقاط السريعة:
إن تدبير إنفجار بهذا القدر الهائل من القوة التى تم قياسها بأجهزة قياس الزلازل داخل لبنان لا يمكن أن يتم دون تدخل الجهاز الأمنى السورى اللبنانى المسيطر تماما على الداخل اللبنانى.
· عملية رصد موكب الحريرى بواسطة 10 أجهزة هاتف محمول تم إستخدام بطاقات مدفوعة سلفا لها وثبت لاحقا أنة تم شراءها بواسطة شخص مرتبط بالإستخبارات السورية. وهذه الهواتف العشرة لم تقم منذ شراءها وخلال شهرين سوى بإجراء أحاديث مع بعضها البعض.
هناك الكثير من الإثباتات بأن الفان الميتسوبيشى التى تم إستخدامها فى عملية التفجير قد دخلت لبنان من سورية. وتقول مصادر أن هناك بالفعل لدى أجهزة الإستخبارات صور بالقمر الصناعى لدخول هذة السيارة من الحدود السورية.
التمثلية المضحكة لشريط أحمد أبو عدس الذى يدعى فيه مسئوليتة عن التفجير. وربما يكون هذا الجزء هو أغبى ما قامت به الأجهزة الأمنية السورية واللبنانية المتورطة فى عملية الإغتيال. لقد أتوا برجل محدود الذكاء والإمكانيات ومعروف تماما صلته بالمخابرات السورية وجعلوه يصور فيديو يدعى مسئوليته عن التفجير نبابة عن منظمة مجهولة أسموها "النصرة والجهاد فى بلاد الشام". منظمة لم يثبت أبدا وجودها قبل الحادث ولم يثبت أبدا وجودها سنة بعد الحادث.
لم يتم أبدا العثور على ال "دى إن أيه" الخاص بأحمد أبو عدس فى موقع الجريمة, وترجح أغلب المصادر أنه تم تصفيته داخل سورية بعد عملية الإغتيال. الغريب فى الأمر أن هذا الشريط الذى تم إرساله الى قناة الجزيرة يوم الإغتيال بقى فى القتاة دون أن تطلب إدارة الأمن الداخلى برئاسة جميل السيد _محتجز حاليا للإشتباه فى تورطة_ الحصول علية, حتى أن القناة إضطرت للإتصال بالسلطات حتى يرسلوا فى أخذ الشريط!!!
قيام العميد مصطفى حمدان قائد الحرس الجمهورى اللبنانى _محتجز حاليا_ بالأمر برفع سيارات موكب الحريرى من موقع الحادث بل وطلب فى اليوم التالى للحادث بردم الحفرة الناتجة عن الإنفجار الهائل وهى أمور تخرج تماما عن دائرة إختصاصاته.
السرعة الصاروخية التى إنسحبت بها سورية من لبنان بعد مماطلة وعناد ورفض إستمر أكثر من تسعة عشر عاما. والتى وصفها الإستاذ هيكل وصفا بليغا موجزا:" إذا لم يكن هذا هو الخوف, فلا أدرى ما الذى يمكن وصفه بالخوف" مطبقين المثل الشهير" يكاد المريب يقول خذونى"

إننى وبحق لا أقصد على الإطلاق النيل من سورية أو شعبها العزيز,, على العكس تماما فإننى أعتقد أننى أريد فقط أن ينتصر هذا الشعب على جلاديه الجبناء.
لقد شاهدت بمنتهى الحزن نقيب المحامين المصريين الذى أكن له الكثير من الإحترام فى دمشق يناصر ديكتاتورا مغتصبا للسلطة أتى عبر عملية توريث كريهة معتقدا أنة يناصر سورية.
إن نصرة سورية ومصر وكل شعوبنا العربية لن تتأتى بمناصرة جلادبهم. إننا لا نستطيع أن نجابهه فساد الحكام فى مصرنا ونكشف مؤمرات التوريث القذرة ونحارب مخططاتهم المسمومة ما لم نعى أننا جميعا كشعوب فى قارب واحد , سواء كنا فى مصر, سوريا, ليبيا أو أى مكان أخر..
وما لا نرضاة لأنفسنا يجب ألا نقبله إطلاقا فى أى مكان أخر , خاصة إذا كان هذا المكان سوريـــا العزبزة..