Wednesday, October 12, 2005

الوراثــة و التليـفزيـــون


عادة أتجنب مشاهدة التليفزيون المصرى حتى أتفادى إرتفاع ضغط الدم أو الأصابة بزهايمر مبكر.. ولكن لفت نظرى أثناء تجوالى بين القنوات رجل قعيد على كرسى متحرك يتحدث لغة عربية سليمة للغاية ,, إسمه على ماأذكر هو الدكتور سامى الليثى و هو معتقل سابق فى السجن النازى الأمريكى جوانتانمو,,, ورغم أن المذيع كان للأسف المدعو تامر بسيونى ...الا أن أسلوب الرجل الراقى و حديثه عن ظروف أعتقالة فى جوانتانمو دفعانى لمواصلة المشاهدة... تحدث الرجل عن إعتقالة والطريقة المهينة التى عومل بها و كيف تنقل بطريقة غير أدمية بين باكستان وأفغانستان حتى وصل بدون أى جريرة وبعد رحلة عذاب طويلة الى جوانتانمو ... ثم بدأ فى سرد أحداث استقبالة هو وأقرانة فى المعتقل الشهير حيث قاموا بخلع ملابسهم عن أخرها وبدأوا فى ممارسة جميع أصناف التعذيب و التى اكد الدكتور الليثى أن السجانين الأمريكيين كانوا يمارسونها بمنتهى الأستمتاع و اللذة ,,,, كل ذلك والأخ تامر يقاطعه بين الحين والأخر صائحا بصوته العجيب الذى يذكرنى بصوت الضفدعةا: "تمـام"!! تمـام؟؟؟ ماهو التمـام بالضبط فيما يحكيه الرجل من صنوف التعذيب البدنى والنفسى التى تعرض لها على مدى أربع اعوام؟؟..
حتى وصل الرجل الى رواية كيفية إصابته بعجز تام عن الحركة نتيجة ما تعرض له وهو لايعرف تماما ماذا أصابه من الناحية الطبية فإذا بالأخ تامر يتحفنا بتعليقة العبقرى على ذلك "كويس قوى"... هو أيه اللى كويس قوى؟؟
المهم إستطرد الرجل فى شرح أن التقارير الطبية الأمريكية التى أرسلت معه غير صحيحة ولا تذكر أى شىء عن أثار التعذيب أو اصاباته المختلفة والرجل لا يستغرب ذلك حيث تعود من فترة بقائه مع الأمريكان أنهم مخادعون ولا يقولون الحقيقة ,,, فإذا بالأخ تامر يتحفنا بسؤال ذكى جاء فى وقته تماما "المهم نريد جميعا أن نطمئن أنه لا توجد لدى أمريكا أى أتهامات ضدك؟"
ياسلام
المصريون جميعا لا توجد فى قصة الدكتور الليثى المصرى المختطف فى جوانتانمو ما يعنيهم سوى ان يطمئنوا الى رضاء ماما أمريكا عنه وعنا
على أية حال أفهمه الرجل بطريقة مهذبه أن هذا الأمر لا يعنيه فى قليل أو كثير
ثم تطوع الأخ تامر بسيونى نجل رئيس أتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق أمين بسيونى "والله كان ألطف كتير من إبنه" تطوع بمناشدة السيد وزير الصحه رغم أنه أثقل عليه كثيرا من قبل أن ينظر بعين الرعايه لحالة الدكتور الليثى
وكأن هذة ليست إحدى مسئوليات وزير الصحة
وهكذا جاءت الوراثة إلى التليفزيون بأحد أثقل الأشخاص ظلا وهو الأخ تامر بسيونى والذى ربما لا يتفوق عليه فى ثقل الظل فى مصر سوى شخص واحد وهو
بالطبع الأخ جمال مبارك
مصر بلدى
ماذا فعلوا بك؟

No comments: