المشاركات

عرض المشاركات من مارس, 2025

أطباء يروون فظائع موجات الغارات الجوية الإرهابية الإسرائيلية

صورة
 يقول "جيسون بيرك" ، بعد أن أنهت الهجمات الإسرائيلية وقف إطلاق النار،، فإن المستشفيات تغص بالضحايا، وهناك نقص فى الإمدادات . فى ساعات الصباح الأولى من يوم الثلاثاء الموافق 18 مارس، وبعد دقائق فقط من موجة الغارات الجوية الإسرائيلية التى أنهت الهدنة الهشة التى استمرت شهرين وأتاحت بعض الراحة لسكان غزة، امتلأت غرفة الطوارئ فى مستشفى الشهداء الأقصى ببلدة دير البلح وسط القطاع.   يقول "مارك بيرلموتر"، وهو جراح عظام متطوع: "لم يكن عدد مرضى غرفة الطوارئ فى أى لحظة، يقل عن 65 شخصًا جميعهم يعانون من جروح مفتوحة، معظمهم من النساء والأطفال... كانت الأرض غارقة فى الدماء".   تكررت المشاهد ذاتها على بعد بضعة كيلومترات فقط، فى مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوب القطاع.   قالت طبيبة العناية المركزة للأطفال "تانيا حج حسن": "كانت موجات ضحايا الغارات الهمجية تتوالى بلا توقف... بمجرد أن بتوفى بعض المصابين أو ننقلهم لمكان آخر ونفرغ بعض المساحة، كان المزيد يصلون. كانت الفوضى عارمة. أحد الأطباء وطء جثة على الأرض بينما كان يحاول إنقاذ حياة طفل".   ووفقًا لمسؤولين...

"مصر" فجر التاريخ

صورة
 عندما نتخيل "مصر"، عادةً ما تتبادر إلى أذهاننا صور الأهرامات الشامخة والمقابر الفاخرة والتماثيل الضخمة. كل هذه الآثار كانت ثمرة إرادة فراعنة مصر وما امتلكوه من موارد هائلة. لم يكونوا مجرد ملوك أقوياء، بل اعتبرهم رعاياهم مُزودين بسلطة إلهية، وكانوا محور المجتمع المصرى لآلاف السنين. لكن من أين نشأت هذه الدولة المؤسسة؟ ومن كان أول من جلس على العرش؟ للإجابة على هذه الأسئلة، علينا العودة إلى فجر التاريخ المصرى.  تعود أصول الدولة المصرية القديمة إلى حوالى عام 3150 قبل الميلاد. بالطبع، كانت "مصر" مأهولة بالسكان منذ مئات الآلاف من السنين، لكن يبدو أن المصريين عاشوا فى مجتمعات صغيرة مع درجات متفاوتة من التفاعل بينهم. قام علماء الآثار بتحديد عصور ثقافية مختلفة بناءً على البقايا المادية مثل الأدوات والفخار والقطع الزخرفية.   ولم تتشكل كيانات سياسية كبيرة إلا بعد عام 4000 قبل الميلاد، حين خضع المزيد من الناس لسلطة حكام فرديين. وعلى مدى قرون، تشكلت دولتان من المجتمعات المتنوعة التى سكنت مصر.   "مصر" العليا و"مصر" السفلى:   تركزت "مصر" السفلى فى منط...

القنفذ - قصة قصيرة

صورة
بقلم: "تشنج تشى" ترجمة: حازم فرجانى لا بد أنه كان صيف عام 2000، أو ربما 2001، عندما رأيتُ الملازم "وانج" يُقوم بإرشاد قنفذ لعبور الطريق. كان المكان، وأنا متأكد من ذلك، هو تقاطع الشارع الثانى والثالث مع الشارع الحادى عشر على شكل حرف Y. كان القنفذ مُغطى بشعيرات قصيرة بيضاء رمادية، وقد التصقت قدماه الصغيرتان بالإسفلت المرصوف حديثًا. تحرك الملازم "وانج" فوقه، وساقاه مثبتتان بإحكام لقطع طريقه، وهو ينفخ صافرة معدنية ويشير بعلم أصفر صغير مثل ما يحمله كل ضابط مرور متطوع. كان القنفذ منخفضًا على الأرض فلم يستطع رؤية أى شىء من كل هذا، لكن بدا أنه استوعب الرسالة. أدار وجهه المدبب ببطء، وانطلق شرقًا، وقفز على الرصيف، واختفى فى الأدغال، تاركًا الملازم "وانج" وحده مع فوضى الشوارع المزدحمة التى تسبب فيها.  رويت هذه القصة لجيد وعائلتها  ليلة خطوبتنا. كنت قد التقيتُ بجيد فى حانة أثناء تجوالى فى "نيس". شاهدت فتاة صينية، فذهبتُ للتحدث معها. كانت وقتها مع صديقتين، وجميعهن فى حالة سُكر. عندما تحدثت، وجدت أن لهجتها الشمالية الشرقية هى نفس لهجتى. اكتشفنا، لدهش...

النجاح نتيجة الاجتهاد أم أنه مجرد حظ؟

صورة
يأخذنا البروفيسور "كارلو فيليسى" ، أستاذ الفلسفة فى جامعة "SUNY Geneseo"، فى هذه المقالة إلى مقاربة مثيرة، تستحق التأمل.  يخلص فى نهايتها إلى أننا يجب أن نشارك نجاحنا مع الآخرين، حتى ولو كان ثمرة جهد كبير، لأننا فى كثير من الأحيان، قد لا نستحقه بالقدر الذى كنا نعتقده.   عند التفكير فى موضوع توزيع الثروات، من الضرورى مناقشة الإعتقاد الراسخ لدى الكثيرين، من أن الأشخاص الصادقين والعاملين بجد يستحقون دائمًا كل أو معظم ما يكسبونه.  يرتبط هذا الاعتقاد بمفاهيم من قبيل العدالة والملكية والنظرة الذاتيه، لكن لسوء الحظ، عند التدقيق فى هذه المفاهيم، سنجد أنها هى نفسها التى قد تقوض فكرة "الاستحقاق المطلق" تلك .   لنبدأ بنقطة يصعب إنكارها: أولئك الذين يعملون بجد فى وظائف يدوية أو ذهنية منخفضة الأجر يستحقون هذه الأجور. لكن ومن ناحية أخرى، هناك من يصبحون أثرياء بشكل خيالى، رغم عدم استحقاقهم تلك الثروات الطائلة. ويتم عادةً الدفاع عنهم بالقول بان نجاحهم قد تم بطريقة عادلة وهو نتيجة لأفضل نظام سوق مالى ممكنة. إلا إنه لا يوجد دليل عملى على صحة أى من هذين الشرطين.   أولًا، معظ...

معضلة المال

صورة
يعبد بعض الناس المال، بينما يراه البعض أصل كل الشرور.  لماذا يحدث هذا الاختلاف الكبير؟ وما هى النظرة الصحية تجاهه؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه مع "إيما يونج".   هناك مقولة غريبة قليلاً لديكتاتور من الشرق الأوسط يقول فيها: "الفلوس .. الفلوس، اهم حاجة فى الدنيا الفلوس". فهل هذا حقيقى بالفعل؟ حسناً، لدينا جميعاً مواقف مختلفة جدًا تجاه المال، وقد تجعلنا بعض المحظورات الاجتماعية نتجنب مناقشته. ويمكن للمال أن يسبب شقاقًا فى علاقات كانت سعيدة.  هناك الآن اتساع متزايد فى الفجوة المالية، فقد وجد تحليل أجرته مؤسسة "فيرنس فاونديشن" الخيرية أن الفجوة بين أفقر وأغنى الأسر فى "المملكة المتحدة" زادت بنسبة 50% بين عامى 2011 و2019 – والوضع أسوأ فى "الولايات المتحدة".  بدأ علماء النفس مؤخرًا فى فهم الأسباب التى تجعل من المال موضوعًا عميقًا، وليس مجرد وسيلة لدفع الفواتير. إنهم يقومون بعمليات تفكيك لكل شىء، بدءًا من توقيت وكيفية تكوّن أفكارنا حول المال، وصولًا إلى ما الذى يشكل علاقة صحية – أو غير صحية – معه. قد تبدو بعض نتائجهم مفاجئة، بل وحتى مناقضة لافترا...

المعتزلة وأفكارهم العقلانية فى الفكر الإسلامى

صورة
تُعتبر مدرسة "المعتزلة" واحدة من أبرز مدارس الكلام فى التاريخ الإسلامى، والتى ارتكزت على العقل والمنطق كأدوات رئيسية لفهم النصوص الدينية وتفسيرها.  ظهرت فى القرن الثانى الهجرى (الثامن الميلادى) فى "البصرة"، وانتشرت لاحقًا فى "بغداد" و"خراسان"، وتركت أثرًا عميقًا فى تطور الفلسفة الإسلامية وعلم الكلام.  ترتكز أفكار "المعتزلة" وأصولهم الفكرية، بشكل رئيسى على التوفيق بين العقل والدين، وكان لهم تأثير كبير فى الفكر الإسلامى، سواء فى علم الكلام أو الفقه والتفسير. السياق التاريخى لنشأة "المعتزلة":  نشأت "المعتزلة" فى فترة تميزت بالتفاعل الثقافى بين الحضارة الإسلامية والتراث اليونانى والفارسى، خاصة فى عهد الخلافة العباسية التى شجعت حركة الترجمة والمناظرات الفكرية.  تأسست المدرسة على يد "واصل بن عطاء" (تقريباً 131 هـ)، حين اعتزل حلقة تعليم "الحسن البصرى"، بسبب خلاف حول حكم مرتكب الكبيرة. إذ اعتبر "واصل" أن المؤمن الذى يرتكب كبيرة يقع فى "منزلة بين المنزلتين" (لا مؤمن ولا كافر). تبنَّى ...