Monday, July 03, 2006

*عكـرمة

زفـر "عكـرمة" بحنـق وهـو يضرب بكفـه بعوضة أتخمها دمـه فوق صلعته المتربـة
  • "سنصحـوا يومـا ونـجد إبـن اللئـيمة على رأس العربـجية"·          
    أشاح الجـد بوجهه مائلا برأسه إلى الجهـه الأخرى كأنما لا يريد أن يرى "عكـرمة" وهو لن يـراه على أية حال بعد أن كف بصره بالفعـل
    ·         المعتوه الذى كان يتسول منا التعلـق فى مؤخرة الكارو , أرسل اليوم من يطلب من العربجية أن يوقفـوا عرباتهـم إحتراما إذا ما صدف و كان مارا
    رفع "ميرزا" رأسه ببطء وهو يزم ما بين شفـتيه بينما تقلصت عضلات وجهه مـقطبا جبهته بألم
    ·         الحـق أقول لك يا جد أنه إن أتـى "حكشه" بغلامه هذا, فسأهجر الحارة دون ما عودة
    إتكأ "ميرزا" على عـصاه ونهض مـتثاقلا وهو يتمتم
    ·         أحمد الله أننى سأكون فى القبر حين تحـل بكم الكارثة
    ·         وصوله على رأس العربجيه كارثة وأيم الله وأى كارثة

    ·         بل هو رحيلك ما أقصد
    :صاح "عكـرمة" بألم
    ·         أو تقبل علينا المهانة ياجـد؟

    ·         وأليست حياتكم الأن بمهانة

    ·         حكشة" سيـد إبن أسيـاد ولكن أن يأتى بخادم ليخلفـه"

    ·         إستدرجكم للـدعة فإستـجبتـم بحبـور وهو الأن آمـن من مكركم
    ·          
    بل جنبنـا معارك ومواجهات لا طائل من وراءها وتحالف مع سيد الـبيت الكـبير فأمنـا من شرة
    ·          
    بل قـل جعلكم جمبعـا خدمـا للسيد الكبير فلم تستكبرون أن يسوقـكم خـادم, بـل أظنه هو الجزاء العادل
    ·          
    وماذا فعلت معاركك مع الحارات الأخرى ومنـاؤتك لصاحب البيت ياجـد, فقدنـا أبى ومعه بصرك وفقدت عائـلتنا رئاسـة العربكخانة
    ·          
    أردتكـم أسيـادا أولاد أسيـاد ولكنكم لم تستطيعوا معى صبرا
    قطـب "عكرمة" وتمتم بصوت ربما لم يسمعه "ميرزا"
    ·         بل أسيـاد للأبد ياجـد
    ترامـت من أطراف الحارة أصوات تهليـل تنادى بحيـاة "حكشه" وغلامه
    بينما بــدا "عكرمة" مستغرقا فى تفكير عميق,,,,
    ____________________________________
    مسـتوحـاة من عوالم وشخوص وأسماء وأماكن أستاذنا العظيم نجيب محفوظ *