تقتضى ظروفى الشخصية التواجد فى آمريكا الشمالية بعض من السنة. و حينما وقعت كارثة التسونامى العام الفائت كنت فى القاهرة, وتابعت ما حدث فى شرق آسيا بمزيج من التعاطف الخافت مع الدهشة لحجم الدمار الهائل وأيضا لهذة الظاهرة التى لم أسمع عنها من قبل.
وبدت مشاهدة هذة الموجة العاتية و هى تكتسح فى طريقها كل شىء بطريقة أسطورية أشبة بأفلام الخيال العلمى منها للحقيقة,مشاهد تجعلك تظن للحظة أن طوفان نوح قد حدث فيما يقترب مما نراه.
لذلك لم أندهش تماما بل لعلى توقعت هذة الهجمة من الدعاة الجدد على الضحايا (لست أدرى لماذا يذكرنى هذا التعبير بالمحاقظين الجدد فى آمريكا و أيضا الفكر الجديد فى مصر, وكأنما أرتبط التجديد فى عصرنا الحالى بالتفكير الرجعى).
على أى حال بدأ الدعاة الجدد و بعض القدامى وعديد من خطباء المساجد فيما يشبة الأوركستراعزفا لكونشرتو الشماتة المكتوم فى الضحايا لمحاولة الإيعاز أن ما حدث فى شرق أسيا هو عقاب من السماء. صحيح أن ما حدث أضر فى أغلبة بأناس غاية فى الفقر بل أن أكثر بلد تضررت هى إندونيسيا المسلمة , ولكن لا يهم فالحدث فرصة لكى يثبت الدعاة أمام مريديهم المغيبين عن وعيهم تماما صدق تراهاتهم وأفكارهم الغيبية, وهى أيضا فرصة للتنفيس عن حقد لا داعى له ولا مكان له على الإطلاق فى الإسلام الحقيقى.
ولكن أى مكان للإسلام الحقيقى يمكن أن يتواجد مع هذة الجوقة الرديئه الى تزعمها الدكتور زغلول النجار متاجرين بأرواح أزهقت و ملايين شردوا جراء كارثة طبيعية, وبدلا أن نظهر روح الإسلام السمح و ندعوا الى مساعدة أخوة لنا فى الإنسانية أو الدين , إكتفينا كالعادة بالمشاهدة بل وللأسف بالتشفى.
بعد أسبوعين كنت فى كنــدا , حيث كانت الصورة مختلفة تماما, فالحديث عن التسونامى فى كل مكان و بين كل الناس إلا أنة حديث لا ينم عن التعاطف فحسب إنما يتخطى ذلك إلى كيفية المساعدة.
وحيثما كنت وفى أى من المتاجر الكبرى سواء سيرز ولمارت أو هدسون باى لا يمكنك إلا أن تسمع كلمة تسونامى من المذيع الداخلى فى دعوة للتبرع للضحايا. و كلما هممت بدفع أى فاتورة فى أى مكان حتى السوبرماركت, تبادرنى البائعة بالسؤال إذا ما كنت أرغب فى تحويل النقاط المجانية التى تمنح عادة فى المحال الكبرى إلى تبرع لضحايا التسونامى, تقول ذلك وهى تستعد بالفعل لتحويلها إلى تبرع , فذلك ما يفعلة الجميع.
حالة من الإثارة و محاولة المساعدة تجتاح الجميع, حتى أن إحدى معارفى أرسل إليها أبواها شيكا بخمسمائة دولار بمناسبة عيد مولدها , فقررت بعد تفكير قصير أن تتبرع بهم للضحايا بدلا من شراء أى شىء.
وأنا هنا لا أتحدث عن هؤلاء المتطوعين الذين يذهبون بأنفسهم الى أماكن الكوارث و الأوبئة و المجاعات مضحيين بوقتهم وجهدهم بل وسلامتهم الشخصية من أجل الأخريين و هم للأسف فى غالبيتهم من الغربيين , بل أتحدث عن التطوع بأى شى يجدى ولو كان مجرد التعاطف.
ولا أتكلم بالضرورة عن مجتمع غربى فالمنطقة التى أتحدث عنها فى كندا هى خليط متساوى من الغربيين والهنود السيخ والأسيويين والجميع يدين بعديد من الأديان ومنها بالطبع الإسلام.
ترى ما الذى حدث وجعلنا نبتعد عن روح الإسلام الحقيقية ونتمسك بقشور لا طائل منها نخفى وراءها إبتعادنا المخزى عن حقيقة الإسلام.
وسلاما الى شهداء التسونامى من جميع الأجناس والألوان والأعراق فى ذكراهم الأولى.
وبدت مشاهدة هذة الموجة العاتية و هى تكتسح فى طريقها كل شىء بطريقة أسطورية أشبة بأفلام الخيال العلمى منها للحقيقة,مشاهد تجعلك تظن للحظة أن طوفان نوح قد حدث فيما يقترب مما نراه.
لذلك لم أندهش تماما بل لعلى توقعت هذة الهجمة من الدعاة الجدد على الضحايا (لست أدرى لماذا يذكرنى هذا التعبير بالمحاقظين الجدد فى آمريكا و أيضا الفكر الجديد فى مصر, وكأنما أرتبط التجديد فى عصرنا الحالى بالتفكير الرجعى).
على أى حال بدأ الدعاة الجدد و بعض القدامى وعديد من خطباء المساجد فيما يشبة الأوركستراعزفا لكونشرتو الشماتة المكتوم فى الضحايا لمحاولة الإيعاز أن ما حدث فى شرق أسيا هو عقاب من السماء. صحيح أن ما حدث أضر فى أغلبة بأناس غاية فى الفقر بل أن أكثر بلد تضررت هى إندونيسيا المسلمة , ولكن لا يهم فالحدث فرصة لكى يثبت الدعاة أمام مريديهم المغيبين عن وعيهم تماما صدق تراهاتهم وأفكارهم الغيبية, وهى أيضا فرصة للتنفيس عن حقد لا داعى له ولا مكان له على الإطلاق فى الإسلام الحقيقى.
ولكن أى مكان للإسلام الحقيقى يمكن أن يتواجد مع هذة الجوقة الرديئه الى تزعمها الدكتور زغلول النجار متاجرين بأرواح أزهقت و ملايين شردوا جراء كارثة طبيعية, وبدلا أن نظهر روح الإسلام السمح و ندعوا الى مساعدة أخوة لنا فى الإنسانية أو الدين , إكتفينا كالعادة بالمشاهدة بل وللأسف بالتشفى.
بعد أسبوعين كنت فى كنــدا , حيث كانت الصورة مختلفة تماما, فالحديث عن التسونامى فى كل مكان و بين كل الناس إلا أنة حديث لا ينم عن التعاطف فحسب إنما يتخطى ذلك إلى كيفية المساعدة.
وحيثما كنت وفى أى من المتاجر الكبرى سواء سيرز ولمارت أو هدسون باى لا يمكنك إلا أن تسمع كلمة تسونامى من المذيع الداخلى فى دعوة للتبرع للضحايا. و كلما هممت بدفع أى فاتورة فى أى مكان حتى السوبرماركت, تبادرنى البائعة بالسؤال إذا ما كنت أرغب فى تحويل النقاط المجانية التى تمنح عادة فى المحال الكبرى إلى تبرع لضحايا التسونامى, تقول ذلك وهى تستعد بالفعل لتحويلها إلى تبرع , فذلك ما يفعلة الجميع.
حالة من الإثارة و محاولة المساعدة تجتاح الجميع, حتى أن إحدى معارفى أرسل إليها أبواها شيكا بخمسمائة دولار بمناسبة عيد مولدها , فقررت بعد تفكير قصير أن تتبرع بهم للضحايا بدلا من شراء أى شىء.
وأنا هنا لا أتحدث عن هؤلاء المتطوعين الذين يذهبون بأنفسهم الى أماكن الكوارث و الأوبئة و المجاعات مضحيين بوقتهم وجهدهم بل وسلامتهم الشخصية من أجل الأخريين و هم للأسف فى غالبيتهم من الغربيين , بل أتحدث عن التطوع بأى شى يجدى ولو كان مجرد التعاطف.
ولا أتكلم بالضرورة عن مجتمع غربى فالمنطقة التى أتحدث عنها فى كندا هى خليط متساوى من الغربيين والهنود السيخ والأسيويين والجميع يدين بعديد من الأديان ومنها بالطبع الإسلام.
ترى ما الذى حدث وجعلنا نبتعد عن روح الإسلام الحقيقية ونتمسك بقشور لا طائل منها نخفى وراءها إبتعادنا المخزى عن حقيقة الإسلام.
وسلاما الى شهداء التسونامى من جميع الأجناس والألوان والأعراق فى ذكراهم الأولى.