المشاركات

عرض المشاركات من 2006

*عكـرمة

   زفـر "عكـرمة" بحنـق وهـو يضرب بكفـه بعوضة أتخمها دمـه فوق صلعته المتربـة:    - سنصحـوا يومـا ونـجد إبـن اللئـيمة على رأس العربـجية"·      أشاح الجـد بوجهه مائلا برأسه إلى الجهـه الأخرى كأنما لا يريد أن يرى "عكـرمة"، وهو لن يـراه على أية حال بعد أن كف بصره بالفعـل.    - المعتوه الذى كان يتسول منا التعلـق فى مؤخرة الكارو , أرسل اليوم من يطلب من العربجية أن يوقفـوا عرباتهـم إحتراما إذا ما صدف و كان مارا.     رفع "ميرزا" رأسه ببطء وهو يزم ما بين شفـتيه بينما تقلصت عضلات وجهه مـقطبا جبهته بألم.     - الحـق أقول لك يا جد أنه إن أتـى "حكشه" بغلامه هذا, فسأهجر الحارة دون ما عودة.     إتكأ "ميرزا" على عـصاه ونهض مـتثاقلا وهو يتمتم:     - أحمد الله أننى سأكون فى القبر حين تحـل بكم الكارثة.     - وصوله على رأس العربجيه كارثة وأيم الله وأى كارثة.     - بل هو رحيلك ما أقصد.     - صاح "عكـرمة" بألم:     - أو  تقبل علينا المهانة ياجـد؟     - وأأليست حياتكم الأن...

!من يعتـذر لمــن

رغم غرابة وعبث ما نشهده يوميا من أحداث بعيدة عن أى منطق , أجدنى مازلت أندهش لأمور لا يمكن أن تنسجم مع أى منطق للأشياء. بدلا من أن يقوم مبارك بالشىء المنطقى الوحيد والممكن الأن وهو إقالة سكرتيره الخاص للشئون الداخلية "حبيب العادلى" وإحلالة بمستكبر فاسد أخر غالبا ما سيخدمة بنفس الطريقة وربما أفضل ولكن ليكون ذرا للرماد فى العيون , نجدة متمسكا بوجودة نكاية فى هؤلاء الوطنيين من كافة الإتجاهات الذين يطالبون بإقالتة , بعد أن تخطت الأمور الشأن الخاص وباتت تهديدا لأمن مصر ووحدتها الوطنية الحقة. إننى أعجب لهؤلاء الذين يتشدقون بمقولة عنصرى الأمة لوصف أقباط ومسلمى مصر متناسين حقيقة تاريخية وأنثروبولوجية واضحة وهى أن أقباط ومسلمى مصر هم فى الحقيقة عنصر واحد متماثل الفرق الوحيد داخلة أن بعضه يعتنق المسيحية ويعتنق أغلبه الإسلام. أما من يمكن أن نطلق عليهم وصف عناصر الأمة, والتى يجب أن نعمل بكل قوة للمحافظة على أواصر الوحدة الوطنية معها, فهم المصريون الذين ينحدرون من أصول عرقية متميزة كالقبائل العربية فى سيناء و الصحراء الغربية, وأهالى النوبة فى الجنوب. إن الإنتماء القومى والوطنى المصرى الش...

عودة إلى التدوين

مضى وقت طويل لم أدون فيه أى شىء ومضى وقت طويل لم أطالع فيه وكما تعودت العديد من المدونات التى أتابع بعضها بشغف وأتابع أغلبها بإعجاب وأمل متجدد فى قدرة هذا الشعب على أن يظل مبدعا متجددا محتفظا بحيويته مهما كانت الظروف. حيوية أحاول دائما أن أتلمس ولو بعض من ملامحها داخل واقعنا الأليم دون جدوى, فغالبا ما أفشل وسط هذا الكم الصاخب من حكاوى الفساد والحقارة والإستبداد والإدعاء. مازال المخرف الكبير مغتصبا لقمة السلطة ومازال المدعى الأبلة الصغير يعبث بالبلاد ويعيث بها فسادا. مازال الساقطون المنافقين يحملون مزاميرهم الصدئة ليؤذوا أذاننا ومن قبلها أفئدتنا بهذة المدائح الرديئة للأب و الأبن ومن قبلهما الأم. ومازال نفر ممن علمتهم مصر وأرسلتهم الى بعض أفضل الجامعات الأجنبية يبيعون أنفسهم ببساطة شديدة ويرتضون لعب أدوار لم يخلقوا لها ولم تكن لتصلهم إلا فى هذا الزمن الردىء . ينتحلون مناصب مثل رئيس الوزراء , وزير المالية ملتحمين مع أفاقين ولصوص عتاة ينتحلون أدوار رجال صناعة وأعمال فى ملحمة هابطة لبيع كل ما هو قابل للبيع أو حتى غير قابل للبيع فى هذة البلاد بأبخس ثمن ممكن. وياليتنا كنا نتحدث عن أصول وممتل...

مــرة أخـرى- لماذا غزت أمريكا العراق

مــرة أخـرى أجدنى مضطرا لإعادة نشر "لماذا غزت أمريكا العراق" لعدة أسباب أهمها ما يحدث الأن فى العراق. إن ما أشرت اليه من رغبة أمريكا أو بالأحرى عصابة " المحافظين الجدد" فيها الذين يمثلون المصالح الصهيونية فى تقسيم العراق تنفذ الأن. فمع إزدياد المأزق الأمريكى وتعقدة الحالى, يبدو أن خطة تفجير العداءات بين كل الطوائف تمهيدا للتقسيم بدأ إنطلاقها بالفعل. إن عملية تفجير مرقد الإمامين على الهادى ومحمد العسكرى فى سامراء هى عملية لا يوجد أدنى شك فى ضلوع أمريكا فى تفيذها تحقيقا لهذا الهدف. السبب الثانى هو إنهماكنا الغريب فى الدفاع عن نظام هزيل فى سورية يحتقر شعبة فى الداخل ويسومه رهقة الذل بينما يرسل فرق الموت إلى لبنان متوهما قوة وبأس لا يمتلك أبهما. إن محاولة إقناعنا أن عمليات إغتيال أومحاولة إغتيال رفيق الحريرى , جورج حاوى, سمير قصير, مى شدياق, جبران توينى, مروان حمادة وغيرهم تمت بواسطة أمريكا أو إسرائيل للإيقاع بالنظام السورى هى إلى حد بعيد إهانة لذكائنا. إنها تذكرنى بهذة النكتة السمجة عن الرجل الذى إستأجر قاتلا محترفا للتخلص من غريمه , وبينما كان يشير للقاتل الى غريمة ا...

عــام على مقتـل الحريــرى

صورة
من أعوام عديدة روت لى والدة أحد أصدقائى السورية كيف تزوجت من رجل أعمال سعودى يكبرها بأكثر من عشرين عاما. فبعد طول تمنع منها إستطاع ببساطة شديدة أن يقنعها بإستخدام حيلة بسيطة للغاية, "حسنا, سأصطحبك الى القاهرة, ومن يدرى فربما تستطعين رؤية جمال عبد الناصر وجها لوجه". ونجحت الحيلة نجاحا ساحقا , حيث وافقت على الزواج فورا لمجرد إحتمال رؤية عبد الناصر. ومن حسن الحظ أنة كان زواجا سعيدا موفقا نتج عنة أبناء وبنات ناجحون والا إنقلب الموضوع الى مأساة خاصة أنها لم تنجح فى رؤية عبد الناصر خلال زياراتها العديدة للقاهرة! أما صديقى لاعب كرة اليد والذى زار سورية فى أوائل السبعينيات لأداء بعض المباريات الودية فمازال يذكر كيف حملة الجمهور السورى بحماسة شديدة على الأعناق وهم يهتفون وسط ذهوله التام "مصرى" "مصرى" والشعب السورى شعب مثقف واع محب للعروبة وعاشق لمصر بشكل خاص. كما أن لدية حس تاريخى عال , ووعى لدور مصر عبر التاريخ وإرتباط هذا الدور بسورية أكثر من أى مكان أخر فى العالم العربى. هذا الشعب للأسف الشديد يرزح ومنذ أكثر من ثلاثين عاما تحت وطأة أكثر أحد الأنظمة الشمولية تخلف...

مـن الذى يحكــم مصــر الأن؟الجزء الثالث

صورة
فى أبريل 1928 ولد محمد حسنى فى كفر المصيلحة قرب شبين الكوم بالمنوفية لعائلة متوسطة الحال يعمل الأب فيها موظفا بسيطا فى محكمة شبين الكوم وينتمى إلى الفرع غير الغنى لعائلة مبارك. والعائلة مثل باقى عائلات هذه المدينة الصغيرة تهتم كثيرا بتعليم أبناءها, حيث أنها المدينة المصريه الوحيدة التى تبلغ نسبة الأمية فيها صفر فى المائة . والمنوفية لمن لا يعلم بخصوصية الداخل المصرى تتميز أو يتميز أهلها بخصائص معينة يعدونها هم غاية فى الإيجابية و التميزحيث لا يمل المنوفى إذا قابلته عن التحدث بفخر عن أصلة المنوفى وإمتيازة بهذا الشرف. إلا أن أغلب المصريين للأسف لا يشاركون هذا الأخ المنوفى نفس المشاعر والأحاسيس ,بل وعلى العكس يتهمون أهل المنوفية أو المنايفة كما بحلوا لهم أن ينعتوهم بقلة الوفاء والخبث والوصولية. والحقيقة أن هناك مبالغة من الطرفين فالمنوفى فى النهاية ليس إلا فلاح الدلتا المصرى مع إختلاف وحيد حتمته البيئة والظروف. المنوفية هى أخصب أرض زراعية موجوده فى مصر على الإطلاق , الأمر الذى أدى إلى نزوح العديد من الأفراد وخاصة الذين يمتلكون الرؤية والقدرة على تحسس الفرص اليها للإستفادة من هذة الميزة, و...

وهكـذا إنتهت المهزلة بمهزلة

صورة
وفى مفاجأة غير متوقعة إستقال القاضى الكردى محمد رزكار أمين المنوط بترأس تمثلية محاكمة صدام حسين واضعا نهاية درامية لأى قدر من المصداقية قد تحملة هذة المهزلة المضحكة. وقبل أن تظنوا بى الظنون من أننى ربما أكون من مؤيدى الدكتاتور العراقى الكارثى. أطمئنكم إلى أنى أؤمن بضرورة محاكمته هو وأغلب رؤوس السلطة العرب الذين أجد صعوبة بالغة فى أن أدعوهم رؤساء أو ملوك فما باكم بلفظة زعماء التى تبدو مضحكة إذا نعتوا بها ولكن هذة قصة ومحاكمة صدام بواسطة نظام قوة إحتلال أمريكية ومسخ حكومة تحوى العديد من عملاء المخابرات المركزية الأمريكية قصة مختلفة تماما. بل أننى أجد أنه مجرد قيام أشخاص مثل دبليو بوش, تشينى أو رامسفيلد بأخذ زمام المبادرة لبدأ محاكمة صدام فى جرائم ضد البشرية هو أمر غاية فى النفاق. الحقيقة ان ما كان قد يضفى كل المصداقية على هذة المحاكمة هو وجود هؤلاء الأشخاص الى جانب صدام حسين فى نفس القفص. أو أن تقوم بمحاكمتة حكومة شعبية شرعية قوية. أما أن يقوم اللصوص بمحاكمة لص و القتلة بمحاكمة قاتل, فهذا أمر يفرغ العدالة من أى مدلول حقيقى. حينما قرر مبارك فى أواخر الثمانيات الإنضمام الى ما سمى وقتها الإ...

كم أفتقدك - "بقلم: حازم فرجانى"

إرتشفت من الكأس قطرات أخرى على أطفىء بعض أشواقى اللامتناهية" لا أستطع أن أحول عنها نظرى الثوب القرمزى يزيد من فتنتها وهى تتحدث مع نفر من الحاضرين ينسدل شعرها الكستنائى المموج على كتفيها فيعريهما تاره ويخفيهما تارة أخرى ,,, ملهبا الخيالات وعندما تتحدث يخيم الصمت تكف الأزهار عن الحركة ,, وتسترق الرياح السمع , كى تحمل فى الأثير صدى همساتها ينتشى الجميع بسكرة صوتها المنبعث كترانيم سماويه لا يمكنك أن تدرك كنهها ويهيم الجميع فى الخيال لا يزعجهم الا يقينهم أن الحديث لابد منتهى تتناقل بين الحاضرين فتثب معها القلوب وأنا أتبعها مشفقا أن تفوتنى ولو همسة وفى الهزيع الأخير من الليل تترك المكان مثقلا بالسكارى "وقلبى مثقل بالأشواق ملهمتى كم أفتقدك