المشاركات

عرض المشاركات من 2011

مصــر والهاويــه

فى آعقاب ثورة يناير إتصل  بى بعض الأصدقاء القدامى وقابلت البعض الأخر مصادفة وبروايات مختلفه أشاروا بسعاده إلى رأيى القديم فى إستحالة وصول جمال مبارك إلى السلطه فى مصر. والواقع أننى لم أمل أبدا من إبداء هذا الرأى الذى كان يقابل بالتعجب أحيانا والسخريه أحيانا أخرى فالجميع كان متيقن من أن ذلك قدر لا مفر منه. على أننى دائما ما إعتقدت أن وصول جمال مبارك إلى السلطه يقتضى إمتلاكه شرعيه ما تؤمن له هذا الطريق. وهى إما شرعيه دستوريه لا ولم يكن ليمتلكها بأى شكل, أو شرعيه شعبيه وهو ما إفتقده تماما بل وعلى العكس كان شخصا منفرا بالطبيعه, أو أخيرا شرعية القوه, كأن تحميه قوات مسلحه تؤمن صعوده أوحزب شمولى إرهابى يدعمه كبعث سوريا والعراق, وهو الشىء الغير متوفر فى حالته أيضا. على أن ما لا قد يعرفه الأصدقاء, أنه رغم تحمسى الشديد لرأيى هذا وإقتناعى به , فإن هاجس صعود جمال مبارك إلى السلطه فى مصر كان يؤرقنى ليل نهار.. وحينما عدت إلى بعض مقالات المدونه بعد ثورة يناير وجدتنى أحذر وبالإسم المشير طنطاوى والفريق عنان فى 13 فبراير من أن يظنا أن الشعب المصرى سيقبل مرة أخرى وبأى شكل حكما فرديا مهما كانت المسميا...

جمعــــة قندهــار

كنت قد آليت على نفسى أن أتوقف عن الكتابه منذ مارس أو أبريل الماضى ليقينى أن هناك مئات يستطيعون التعبير عن هذه المرحله خير منى. لم أرد أن أكون نغما نشاز وسط طوفان دعوات التوافق التى ملأت الآفاق بين القوى السياسيه الفاعله وبين تيارات الإسلاميين من أخوان لحقوا بركب الثورة بعيد بشائر نجاحها وسلفيين ناهضوا الثورة منذ البدايه وحتى جماعات الإرهاب المسلح الملطخه آياديهم بدماء آلاف المصريين الأبرياء ... لم أستطع طوال الشهور الماضية أن أن أتجاهل أو أتجنب إحساسى بالكارثه التى نتجه إليها لا محالة إذا إستمرت الأمور على هذا النحو العبثى والغارق فى أوهام اللاوعى التى يقودنا إليها عدم قدرة المجلس العسكرى على فهم و رؤيه الحاضر أو إستلهام الماضى أوإستشراف المستقبل. وإذا أضفنا إلى ذلك فشل النخبه السياسيه جميعها بمن فيهم المخلصين من رموز هذه النخبه فى اللحاق بركب الثوره وفهم إيقاعها الشاب المنفتح, بل وقيام التقليديين منهم بعمليات تحالف سياسيه رخيصة تدل على إغراقهم فى أوهام تحالفات أربعينيات القرن الماضى لأدركنا سببا إضافيا للكارثه. أما الإعلام فتطوع بإظهار الإخوان بل والسلفيين كأبطال الثوره الحقيقيين , ...

الطريـق الوعـر

لازلت أذكر مقدار السعاده التى إنتابتنى وقت إغتيال الرئيس السادات, كواحد من ملايين المصريين الذين شعروا بالرغبه فى إنهاء النظام القائم وقتها. وأذكر الإرتياح الشديد الذى إنتاب الناس لرؤية رئيس جديد بدا أكثر نقاءا وصدقا وقربا من مشاعر الجماهير عن سلفه. صوره أبعد ما تكون عن تصور أيا من أراد التنبؤ بما سيحدث لاحقا ,مهما بلغ خياله من جموح. كانت السنوات الثلاثين الماضيه كافيه كى ينتاب الجميع هذه الرغبة الخفيه فى إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء, وتمنى زوال حادث إغتيال السادات.   ومن المذهل أن المجرمين المدانين فى عملية الإغتيال أنفسهم أقروا بندمهم عن هذه العمليه التى أتت بحسنى مبارك إلى الحكم. أما البعض الأخر فبدأ فى إثارة الأقاويل حول إشتراك مبارك فى عملية الإغتيال نفسها. أقاويل أكاد أجزم من الأن بعبثها وبعدها عن أى إمكانية للصحه. ولا يعود ذلك إلى عدم واقعيها, أو إستحالة إفتراض حدوثها . لكن السبب فى رأيى ليس إلا شخصية حسنى مبارك نفسه. هذا الرجل الذى أمضى ثلاثين عاما على كرسى الحكم فى مصر دون أن يتخذ ولو قرارا واحدا يشتم به شبهة مغامره, لا يمكنه الإقدام على مثل هذا العمل. هذا الرجل الذى ...

صـــلــــح لى قــلــوعــك يـاريــس

فصل من روايه غير منشوره لى,   تدور أحداث هذا الفصل أثناء مظاهرات السبعينيات وما أشبه الليله بالبارحه:   الفصل السادس تدافع الجميع داخل أسوار الجامعة ... قرع طالب بقوة على أحد الأعمدة المنتصبة بجوار تمثال نهضة مصر منذرا بأن هجوما قد بدأ .. إنتبه آلاف الطلاب المتجمهرين حول التمثال فى مواجهة كوبرى الجامعة الى كميات ضخمة من الأمن المركزى تندفع من جانبى شارع مراد فى أتجاههم .. لقد بدأت لعبة الكر والفر مرة أخرى .. تسابق أحمد ومنير فى الركض نحو مدخل الجامعة .. كانت أول مرة يرى فيها منير .. لا يذكر العام بالتحديد .. 74 غالبا .. أو ربما 72 فمظاهرات 72 كانت الأكبر والأعنف .. حاول لاحقا أن يتذكر السنة ولم ينجح ... كل ما يذكره أن منير حاول أن يعود   حين رأهم يسحلون طالب على الأسفلت .. فمنعه بقوه وجذبه فى الأتجاه الأخر ..   - لا فائدة من العوده ..لقد أخذوه بالفعل ... أطرق منير   وهو يلهث ولم يجب - أتعرفه؟ أشار منير برأسه نافيا .. على حين إندفع الأثنان بسرعه داخل حرم الجامعة وسط الآلاف بينما بدأت القوات فى التمركز خارج أبواب بدأ الطلبة فى إغلاقها... إلتقط أحمد أنفاسه ونظر ا...

قبل أن يفوت الأوان

فى غمار أحداث ومعارك الفتنة الكبرى, سأل بعضهم الإمام "على بن أبى طالب": أيمكن أن يجتمع طلحه والزبير وعائشه على باطل؟ كان رده البليغ الموجز أنه "لا يعرف الحق بالرجال, ولكن يعرف الرجال بالحق" قاعده ذهبيه أرساها الرجل وهو يتحدث عن الصراع بينه وبين بعض الصحابه والذى أدى فى النهايه إلى مصرع طلحه والزبير. مما يدعوا للأسى أن نرى الأن   من يضفى قداسه ومهابه مصطنعه على آحاد من الناس لا توجد لهم أى قيمه فكريه دينيه   حقيقيه من أى نوع. ففى زمن الإفلاس الكامل تبوء بعض المدعين مكانه متوهمه, أدوا من خلالها أدوار المشرعين والمتفقهين الدينيين كأسوء ما يكون الأداء. وأضفى أنصاف الجهلاء بل والمتعلمين دون ثقافه حقيقيه قداسه وألقاب مضحكه على بعضهم, فصرنا نسمع عن الشيخ حسان رضى الله عنه والسلفى حسين يعقوب حفظه الله. وسايرت وسائل الإعلام والصحافة هذه الموجه فقررت بدلا من القيام بدورها التنويرى, أن تساير آهواء هذه الجماعات, لتحتل صورهم وأخبارهم صدارة الصحف. المحزن أن بعض هؤلاء المدعين يتجرؤن بل ويسيؤن بتقولاتهم بالغ الإساءة إلى أحد أعظم الأديان على الأرض وعبر التاريخ الإنسانى. فالإسلام وال...

المرحله التاليه

جميل أن يخرجوا للنور كى نراهم هكذا علق الأستاذ نجيب محفوظ   على إمكانيه إنشاء الإخوان لتنظيم سياسى علنى. ورغم أن هذه الجماعه نشأت وعاشت لوقت طويل جدا فى أحضان الظلام. وتعد الدوائر العليا فيها سراديب محكمة الإغلاق ذات تركيبات معقده. إلا أن ما نراه من إيحاءات و تسريبات يعد كافيا لرسم صوره أقرب إلى حقيقة تفكير هذه الجماعه. نظام داخلى شديد الإحكام يخضع لمعايير صارمه يجعل الإختلاف بين رؤى صانعى القرارداخل الجماعه منحصرا فى إختلاف الوسائل. الولاء الشديد والتام لمفكرى الجماعه ومنظريها وخاصه حسن البنا وسيد قطب. إستخدام أساليب المهادنه و التحالفات حينا والهجوم الشرس حينا مع الإحتفاظ دائما بنظرية توزيع الأدوار كقاعده ذهبيه سارت معلما للجماعه. من أمثله ما سبق. أن إنتخابات مكتب الإرشاد الأخيره دفعت بشخصيات مجهوله إعلاميا إلى مراكز الصداره كالدكتور بديع المرشد العام والتلميذ المخلص لسيد قطب. حيث فوجىء كثيرون أن شخصيات شهيره إعلاميا من الجماعه لا يمثلوا فعليا أى ثقل حقيقي داخل هذه القياده. أما أساليب المهادنه والتحالفات الوقتيه فتاريخهم ملىء بالعديد من أمثلته. ولعل ما ذكره موقع الإخوان من أن مع...

د. عصام العريان...عار عليك

فى الوقت الذى لا نجد فيه أى ظهور حقيقى لقوى الشباب المفجر لثورة المصريين فى يناير, تتسابق أجهزة الإعلام بإستضافة عاشقى الأضواء من رموز النظام السابق. وأقصد هنا هؤلاء الذين وإن بدوا متناقضين مع نظام مبارك, إلا أنهم شكلوا معا منظومه متكامله واحده لتغييب أو بالأحرى محاولة تغييب وعى هذا الشعب. لعبوا دورا فى تجميل صورة النظام عبر ديكور الأراء والرؤى المتباينه, وكانوا نتاجا طبيعيا لنظام متسلط مريض, أغلق مسام البلاد, فإنتشرت البثور والقروح فى كل مكان. وجد من سموا أنفسهم الدعاة الجدد, أرضا ممهده وطريقا يسير للثروه والشهره عبرأراء شديدة السطحيه لا تكلف أصحابها أى تفكيرأو جهد, معتمدين فى ذلك على إتقان فن التحكم فى الصوت والحركه  ومكللين ذلك بتوليفه منتقاه من الأزياء المتباينه والمختاره بعنايه... تباروا فيما بينهم, فإشتعلت نار الغيره المستعره, وتنافسوا كنجوم الفن, أيهما أكثر شعبيه وشهره,  فإنطبق عليهم المثل الشهير "ضجيج بلا طحن". وها هم الأن يملؤون شاشات التلفاز ووسائل الإعلام كأنهم مفجروا الثوره! وفى نفس الوقت تسلل الفكر السلفى الوهابى, بمظاهره البعيده عن جوهروروح الأمه المصريه ووجدانه...