من الذى يحكم مصر الأن؟- الجزء الأول
من سنوات عديدة قرأت كتاب جولدا مائير "حياتى" و الذى تروى فيه قصة حياتها منذ طفولتها المبكرة فى روسيا مرورا بهجرة عائلتها إلى الولايات المتحدة ثم نزوحها إلى فلسطين و عملها السياسى و الإجتماعى المكثف هناك. تحكى مائير عن العيش فى الكيبوتزات , زواجها وإنفصالها ,أولادها و إنخراطها فى العمل التنظيمى , علاقتها ببن جوريون , أشكول وديان وغيرهم و حتى وصولها لمنصب رئيسة الحكومة. ورغم أننى قرأت الكتاب بروح العدو الذى يريد أن يفهم, إلا أننى أعترف أن بعض أجزاء الكتاب أثارت إعجابى الشديد, و بعض الأحداث أفهمتنى لماذا إستطاع الصهاينة الأوائل إقامة دولة تضمن لليهود الحد الأدنى من الحرية و العدالة و تداول السلطة. ولعل ما لفت إنتباهى بشدة هو شخصية جولدا مائير نفسها. لقد ولدت سياسية , خلقها الله لتعمل بالسياسة. قدر لا فكاك منه حتى لو ارادت تغييرة. وهكذا أصبحت هذة السيدة التى لا تحمل أكثر من الشهادة الثانوية رئيسة لوزراء إحدى الديموقراطيات فى العالم. وبدأت أتسآل, هل السياسة موهبة تولد مع الإنسان أم أنها تكتسب بالتجربة و الخبرة. وبنظرة سريعة الى التاريخ وإلى الحاضر, إلى الجفرافيا المحيطة بنا والى ...