عــــام علــى تســونامـى
تقتضى ظروفى الشخصية التواجد فى آمريكا الشمالية بعض من السنة. و حينما وقعت كارثة التسونامى العام الفائت كنت فى القاهرة, وتابعت ما حدث فى شرق آسيا بمزيج من التعاطف الخافت مع الدهشة لحجم الدمار الهائل وأيضا لهذة الظاهرة التى لم أسمع عنها من قبل. وبدت مشاهدة هذة الموجة العاتية و هى تكتسح فى طريقها كل شىء بطريقة أسطورية أشبة بأفلام الخيال العلمى منها للحقيقة,مشاهد تجعلك تظن للحظة أن طوفان نوح قد حدث فيما يقترب مما نراه. لذلك لم أندهش تماما بل لعلى توقعت هذة الهجمة من الدعاة الجدد على الضحايا (لست أدرى لماذا يذكرنى هذا التعبير بالمحاقظين الجدد فى آمريكا و أيضا الفكر الجديد فى مصر, وكأنما أرتبط التجديد فى عصرنا الحالى بالتفكير الرجعى). على أى حال بدأ الدعاة الجدد و بعض القدامى وعديد من خطباء المساجد فيما يشبة الأوركستراعزفا لكونشرتو الشماتة المكتوم فى الضحايا لمحاولة الإيعاز أن ما حدث فى شرق أسيا هو عقاب من السماء. صحيح أن ما حدث أضر فى أغلبة بأناس غاية فى الفقر بل أن أكثر بلد تضررت هى إندونيسيا المسلمة , ولكن لا يهم فالحدث فرصة لكى يثبت الدعاة أمام مريديهم المغيبين عن وعيهم تماما صدق تراهاته...