Monday, February 28, 2011

لهذا.. لن أنتخب عمرو موسى

فى مناقشه مع صديق منذ بضعة أشهر, إندفعت قائلا ان النظام المصرى كان من الواجب أن يسلم الحكم إلى حزب الوفد فى أعقاب حرب أكتوبر! بالطبع لم أقصد وفد سيد البدوى أو مصطفى شردى, فعلاقة هذا الحزب بوفد سعد زغلول ومصطفى النحاس تشبه علاقه روز اليوسف إحسان عبد القدوس وأحمد بهاء الدين بروز اليوسف عبد الله كمال وكرم جبر!

قصدت مجازا القوى الإجتماعيه التى تمثل وفد الطبقه الوسطى, من الطلبه والموظفين. وفد التسامح الدينى والليبراليه المعتدله. وفد كبار ملاك الأراضى الوطنيين, ورجال الصناعه ذوى الرؤى الإجتماعيه.

ورغم إختلافى الفكرى مع مبادىء حزب الوفد عامة, إلا أنه كان حزب الأغلبيه الحقيقيه فى البلاد قبل يوليو 52.

أعتقد أن هذا الإنتقال كان من الممكن ومن الواجب أن يتم بسلاسه تامه,لولا الجشع البشرى والأنانيه المفرطه , وإنعدام الوطنيه الحقه.

يمكننا الأن إستخدام مصطلح "الشرعيه الثوريه" بإطمئنان ودون شك أن هناك فهم واسع لمعناه ...

لقد بدأ النظام الرئاسى الحالى رسميا العام 1956 فيما يمكن أن نسميه ب " الجمهوريه الأولى" وقام أساسا على مبدأ الشرعيه الثوريه. ولا شك أن القائمين على هذا النظام ومؤسسيه أدركوا ذلك بوضوح, الأمر الذى دعاهم إلى صياغه نظام للحكم يقوم على أساس دستور مؤقت.

شرعيه ثورة يوليو إستمدت أساسا من التأييد الشعبى لمبادىء الثوره. ومن التأيد الجارف لشخص جمال عبد الناصر والتى على أساسها تشكلت سلطات رئيس الجمهوريه فى إطار هذه الجمهوريه الأولى.

وبمرور الوقت وتوالى الأحداث والتحديات, تأرجحت هذه الشرعيه, ما بين العلامات القصوى والمتوسطه حتى كانت هزيمه يونيو 1967. وهنا حدث تطور بالغ الأهميه, يجب الإلتفات إليه بمنتهى الجديه.

هذه الهزيمه وبصرف النظر عن أسبابها وأهداف القوى العظمى المخططه لها, قد أسقطت بشكل نهائى الشرعيه الثوريه للجمهوريه الأولى.

ملايين المصريين الذين رفضوا الهزيمه وتمسكوا بعبد الناصر, أعطوا الرجل والنظام شرعيه جديده ولكنها مؤقته, مرتبطه بإزاله أثار العدوان ومن ثم إعاده بناء البلاد على أسس مختلفه. ولا شك أن مظاهرات الطلاب والعمال فى 1968 كانت أهم تعبير عن هذا التوجه.

وهى مظاهرات لا تقل وعيا وإدراكا وحيويه عن ئورة الشباب فى 25 يناير, إلا أن هدفها كان إصلاح النظام, الذى عدوه وطنيا, وليس إسقاطه, ولو أرادوا إسقاط النظام فى ذلك الوقت لفعلوا.

وكان إصدار بيان 30 مارس 1968 أول إشاره من ثوره يوليه إلى إمكانيه إنهاء حاله الشرعيه الثوريه, وبدء العوده إلى الحياه المدنيه الطبيعيه, وإن إرتبط ذلك بإزاله أثار العدوان.

وبوفاه عبد الناصر ومجىء أنور السادات, إنتقلت إليه تلقائيا هذه الشرعيه المؤقته, بكل مسئولياتها وإلتزاماتها. إلا أنه بدلا من التعامل الجدى والوطنى على هذا الأساس, قام بإحدى الأفعال الكارثيه والتى أثرت وستظل تؤثر فى مسيره البلاد لفتره طويله. لقد قام بالدعوه لإنشاء دستور دائم للبلاد!

وفى الوقت الذى كانت ترزح فيه مصر تحت الإحتلال الجزئى لقطعه غاليه من آراضيها, وفى الوقت الذى كانت تحكم فيه البلاد طبقا لنظام قائم على شرعيه ثوريه إستبعدت العديد من القطاعات الوطنيه, وفى الوقت الذى تتصارع فيه قوى إجتماعيه عديده تحمل روؤى مختلفه ومتباينه للمستقبل. صدر دستور 1971 الكارثى!

على أنه ومع نهايه حرب أكتوبر بدا واضحا أن هذه الشرعيه المؤقته للحكم أخذة فى التأكل, وأن إلتزامات يجب الوفاء بها تلوح فى الآفاق.

وبدلا من القيام بما هو واجب وضرورى, والبدء فورا فى بناء أسس الجمهوريه الثانيه, بدأ السادات عمليات وهميه لكسب الوقت .... إنشاء منابر مع وعد بتطويرها إلى أحزاب (أمر لم يتحقق أبدا)...بدء الحديث عن شرعيه أكتوبر .. وأى مؤرخ أو دارس للتاريخ يمكنه بسهوله إستنتاج أن القيام بحرب تحرير محدوده لا يمكن أن تضفى أى شرعيه حقيقيه أومستمره على أى نظام للحكم. ومع نهايه عصر السادات, بدأت الجمهوريه الأولى فى التآكل تماما...

ليأتى مبارك , الرئيس الموظف (أخشى أن اللقب الذى سيذكره التاريخ أكثر سيكون الرئيس اللص). إستمد صلاحياته أساسا من شرعيه مهلهله ومؤقته , نابعه من لحظه قلق عميق أعقبت حادث المنصه. شرعيه كان من الممكن أن تبقيه فتره رئاسيه واحده على أقصى تقدير, ولكنه يستمرلثلاثين عاما من القشل له وللبلاد, حتى كان السقوط المريع.

ومن هنا كان إندفاعى بالقول وأنا أرى حال البلاد المزريه قبل سقوط النظام أنه كان من الواجب إعاده تسليم البلاد لحزب الوفد, بعد حرب أكتوبر..... أعنى عوده الحياه الحزبيه والمدنيه الحقيقيه. الإعلان عن إنتهاء فتره حكم ثوار يوليو, وإعاده تسليم البلاد إلى أصحابها الحقيقين "الشعب".

خطوه كان من الممكن أن تجنبنا الكثير من الألام والنكسات. وأن تضع مصر فى مصاف دولا حققت عبورا حقيقيا للمستقبل.

على أيه حال , حان الوقت الأن لبدء هذه المرحله والتى إما ستنقلنا إلى مستقبل رحيب, أو ستكون مجرد خطوه للأمام.

خطوه للأمام, من الممكن أن ينقلنا إليها بسهوله السيد/عمرو موسى .. فهو رجل ذو مواقف وطنيه معتدله.. يتميز بحس سياسى لا بأس به, يتفوق فيه بمراحل عن السيد/مبارك. يمتلك حضورا واضحا.

بدا دائما حريصا على الوصول إلى منصب رئاسه الجمهوريه إن أمكن, ولكنه ترك ذلك للظروف والقدر دون أن يقوم ببذل أى جهد حقيقى لدعم هذا الحرص. بدا فى أحيان كثيره كجزء من نظام مبارك ولو بنكهه مختلفه, حتى أنه حين واتته الحماسه للنزول إلى المتظاهريين فى ميدان التحرير أثناء الثوره, أتبع ذلك ببيان يوضح أن تواجده كان لتهدئه المتظاهرين!

بالتأكيد يمتلك رؤيه خاصه, ولكنها بالتأكيد أيضا ليست رؤيه شامله أو متكامله للتغيير. بالقطع يمكنه أن يكون رئيسا جيدا, إلا أن رؤى التغيير فى عهده ستكون فى أغلب الظن محدوده ومحدوده للغايه.

أما التطور الحقيقى إلى غد أكثر رحابه, ونظام حكم إنتقالى يوصلنا الى جمهوريه ثانيه حقيقيه , ففى رأى أن هناك شخص واحد يمكنه وفى الوقت الحالى القيام بهذه المهمه بأفضل طريقه ممكنه.

بالطبع أقصد الدكتور محمد البرادعى. هذا الرجل هو أحد أهم المحركين الرئيسيين لثوره 25 يناير. ويمكننى القول أنه لولا ظهور أطروحات الدكتور البرادعى ونشاطاته, بالإضافه غلى حادث مقتل الشاب خالد سعيد, لما أمكن لهذه الثوره (رغم حتميتها) النجاح فى هذا التوقيت وبهذا الشكل.

إن رؤيه البرادعى البالغه الوضوح لمستقبل البلاد وكيفيه إداره التغيير, وخلفيته القانونيه الليبراليه, وخبراته كرجل دوله ورجل قانون عالمى, تجعله الإبن الشرعى الأوضح لروح حزب الوفد الحقيقيه.

كما أن رؤيته الثاقبه للأحداث و نشاطاته عبر الجمعيه الوطنيه للتغيير, وجمعه لحوالى المليون توقيع على بيان التغيير قبل قيام الثوره, وزهده غير المصطنع فى السلطه, وأيضا تصديه للعديد من المضايقات والسخافات, دون كلل أو إستسلام كان مصدر للإلهام ولروح التحدى التى إنبثقت فى وجدان الكثير من الشبان.

إننى أثق أن الدكتور محمد البرادعى هو الشخص المؤهل لقياده مصر عبر فتره إنتقاليه نحو الجمهوريه الثانيه.

ولهذا السبب سوف لن أنتخب عمرو موسى

ولهذا السبب

سأنتخب البرادعى......

Friday, February 25, 2011

تدوينه قديمه

نبهنى قارىء عزيز إلى هذه التدوينه الصغيره التى نسيتها تماما والتى كتبتها منذ ما يقرب من خمس سنوات

لابد أننى كنت فى منتهى الألم والإحباط حين كتابتها,

ويسعدنى للغايه أن أعيد نشرها, موقنا أن الملايين غيرى, لم يساورهم أيضا أى شك فى أن مصـــر سوف تنهض من جديد, بروح فتيه , تتخطى حدود أحلامنا ......


نشرت فى 21 مارس 2006

مضى وقت طويل لم أدون فيه أى شىء
ومضى وقت طويل لم أطالع فيه وكما تعودت العديد من المدونات التى أتابع بعضها بشغف وأتابع أغلبها بإعجاب وأمل متجدد فى قدرة هذا الشعب على أن يظل مبدعا متجددا محتفظا بحيويته مهما كانت الظروف. حيوية أحاول دائما أن أتلمس ولو بعض من ملامحها داخل واقعنا الأليم دون جدوى, فغالبا ما أفشل وسط هذا الكم الصاخب من حكاوى الفساد والحقارة والإستبداد والإدعاء.
مازال المخرف الكبير مغتصبا لقمة السلطة ومازال المدعى الأبلة الصغير يعبث بالبلاد ويعيث بها فسادا. مازال الساقطون المنافقين يحملون مزامبرهم الصدئة ليؤذوا أذاننا ومن قبلها أفئدتنا بهذة المدائح الرديئة للأب و الأبن ومن قبلهما الأم. ومازال نفر ممن علمتهم مصر وأرسلتهم الى بعض أقضل الجامعات الأجنبية يبيعون أنفسهم ببساطة شديدة ويرتضون لعب أدوار لم يخلقوا لها ولم تكن لتصلهم إلا فى هذا الزمن الردىء . ينتحلون مناصب مثل رئيس الوزراء , وزير المالية ملتحمين مع أفاقين ولصوص عتاة ينتحلون أدوار رجال صناعة وأعمال فى ملحمة هابطة لبيع كل ما هو قابل للبيع أو حتى غير قابل للبيع فى هذة البلاد بأبخس ثمن ممكن. وياليتنا كنا نتحدث عن أصول وممتلكات مادية فقط.
إنهم يرغبون فى بيع روح هذة البلاد والتى لا تقدر بأى ثمن دون أى مقابل.
لكننى أظنهم لن ينجحوا
إن هذا الشعب تعود أن يولد من جديد أبدا
وحينما يظنه الناظرون ميتا أو فى سبات لن ينتهى ,
ينهض
دونما إستئذان
ويخلق خلقا جديدا
أعذرونى إذا كانت مدونتى هذة المرة عاطفية وربما بعيدة عن الموضوعيةلذا أرجوا أن تسامحونى وتعتبروها مجرد إستئذانا فى العودة إلى التدوين

Wednesday, February 23, 2011

خواطر عما يحدث فى مصر الأن

من هم الخاسرين مما يحدث فى مصر؟

عائلة الرئيس السابق,الرئيس السابق, بعض كبار المنتفعين من عصابات الأعمال الصوريه, بعض رجال الأعمال الناجحين الذين إرتضوا الإشتراك فى مهزلة الحكم. أغلب كبار رجال الرئيس السابق ,سواء فى الإداره أو الحكم أو الحزب.

من الذين يقاومون مد الخسارة و يحاولون النجاه منها حتى الأن؟

أغلب قيادات ما يسمى الحزب الوطنى ممثله فى القليل من القيادات العليا و الكثير من القيادات المتوسطه,والتى تعمل بدءب شديد, بغية القيام بمناوره كبرى والعوده للصفوف الأولى عبر أقنعه جديده.ا

جهاز مباحث أمن الدوله, الذى يتحرك بنشاط منقطع النظير وفى كافة الإتجهات لإسقاط الثوره بأى وسيله. والمحزن أنه يتعاون فى ذلك مع الجميع.. أعداء الثوره وأنصارها على حد سواء!

من هم الخاسرين المحتملين؟

بعض أو العديد من رجال الأعمال وكبار ومتوسطى الإداريين فى كافة المواقع -حسبما ستسير الأمور- من الذين إستفادوا بشكل أو بأخر من أوجه الفساد العديده والواسعة الإنتشار لنظام مبارك.

الكثير من من يترقبون الأحداث بقلق, غبر مدركين كنه ما حدث فى مصر بالفعل, ومدى تأثيره عليهم. ويندرج تحت هذا التصنيف, العديد من الأشخاص والفئات فى المجتمع والتى لم تستطع حتى أثناء الثوره, أن تبلورموقفا واضحا إزاءها, سواء بالإيجاب أو السلب. ومن هذه الفئه العديد من الأفراد الذين يتخوفون من أى تأثيرات سلبيه للثوره على حياتهم الشخصيه.

وهؤلاء الذين يودون الإنتقام من كل شخص ومن كل شىء, ويخشون أن تنتهى الثوره وتستقر دون أن ينالوا إنتقامهم وإلى أقصى حد.

جماعات السلفيين, الذين تبنوا مبدأ حرمه الخروج على الحاكم, حتى لو ظلم.

جماعات من الأقباط الذين فضلوا فى السنين الأخيره الإنضواء تحت الكنيسه كوطن بديل.

الدعاه الجدد, الذين مثل لهم النظام السابق, أرضيه هائله للثراء والشهره بل والسلطه, ثم تأتى رياح الثوره العاتيه, كتهديد بإقتلاعهم من عروشهم.

أما الخاسر الخفى مما حدث –فى رأى الخاص الذى ربما يدهش البعض- فهم جماعة الإخوان المسلمين.. فهذه ثوره الأغلبيه الصامته , ثوره هؤلاء الذين لم يشاركوا فى أى عمل حزبى أو سياسى حقيقى. هذه ثورة من لم يمتلكوا بطاقات إنتخاب, ولم يبدوا أى إهتمام بالمشاركه فيها. هذه ثورة أحفاد الجماهير التى عشقت سعد زغلول وحزب الوفد قبل ثورة يوليو (لا توجد أى صله حقيقيه بينه وبين حزب الوفد الحالى). هؤلاء الذين ثارو فى 25 يناير هم أبناء من حلموا بمصر فتيه مع عبد الناصر (أيا كانت نتائج هذا الحلم فى النهايه). هذه الثوره تجسيد لروح حديثه لمصر يمثلها شعب توحد تحت رايه الحريه والكرامه, دون النظر لفروق طبقيه, أو دينيه أو مذهبيه. هى أيضا تجسيدا لفشل كل ما كان قائم قبلها من نظام وسلطه وأحزاب وجماعه الإخوان ليست إستثناءا من ذلك.

فالجميع لهث خلف إيقاع هذه الثوره والجميع فشل فى اللحاق بها. الجميع ذهب لاهثا للتفاوض مع عمر سليمان, عدا الجموع المتقده لهذه الثوره, وفصيل سياسى واحد رفض هذه العطيه (الجمعيه الوطنيه للتغيير , الممثله لفكر الدكتور البرادعى) ولو أننى أفضل أن أفرد لهذا الموضوع مقال منفصل.

الإخوان المسلمين يعلمون أنه إذا توجه غالبيه المصريين الى صناديق الإنتخاب,ففرصه حصولهم على أى أغلبيه ضئيله وضئيله جدا.

أما الرابحون والرابحون المحتملين لهذه الثوره فهم أكثر وأبعد مدى من أن نعددهم هنا.

وما بين الآمال العظيمه والإحباطات العظيمه , يفور المجتمع المصرى بعنف وقوه رهيبتين مستيقظا من فتره ركود وسبات عميقه.

فتتطاير الأفكار وتتصارع الرؤى, وتمتلىء الأجواء بغيوم كثيفة من الإشاعات والخزعبلات. ويصبح كل شىء قابل للتصديق حتى لو كان بعيد عن أى منطق (كالإشاعه المضحكه عن شراء زويل و البرادعى لجائزه نوبل!!!!!!) آجواء هى فى مجملها صحيه وطبيعيه , وإن كان سلبياتها ليست بعيده عن آيادى بعض هؤلاء الخاسرين والخاسرين المحتملين. لقد قرأت بعض رسائل البريد الإلكترونى المنتشره, والتى تحاول وضع مبارك وعز و صفوت الشريف فى نفس السله مع البرادعى و إبراهيم عيسى وبعض الإعلاميين الشرفاء الذين وقفوا دوما ضد نظام مبارك.

ولا يحتاج المرء لجهد أو كثير تفكير لمعرفة أن إشاعه جائزه نوبل هى من بنات أفكار جهاز أمن الدوله العبقرى وشقيقه الحزب الوطنى الأكثر منه ذكاءا!!

أما الرسائل الإلكترونيه الأكثر خبثا من نوعية أن الجميع سيئون, فهى ستوصلنا تلقائيا إلى أنه لا يوجد إلا تيار واحد يستحق الثقه , ولكنها ستوصلنا أيضا إلى مصدر البريد الإلكترونى, ولن يكون بعيدا كثيرا عن مكتب فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين!

إن ما يحدث فى مصر الأن هو أمر طبيعى للغايه .... هذه ثوره هائله لم يكتمل شهرها الأول بعد.

لقد رحل مبارك عن الحكم منذ أقل من إسبوعين. ومازال الطريق لإزاله آثار عدوانه هو ومن إشترك معه فى تخريب البلاد طويلا.

هناك الكثير من الحديث عن الحكومه, عن رئيسها , عن التعديلات , عن المجلس العسكرى. إنها ثوره حقيقيه ومفاجئه أيها الساده, فلا ينبغى أن نتصور أن يتصرف الجميع بشكل حكيم ومثالى.

دعونا نتذكر الأوضاع أثناء ثوره يوليو 1952. لقد أتى رجال ثوره يوليو بعلى ماهر _الأب الروحى للملك فاروق_ رئيسا للوزراء من يوليو الى سبتمبر 1952, كما لم تعلن الجمهوريه الا بعد سنتين من فيام الثوره. ولعلى هنا أضيف أن عبد الناصر كتب متعجبا حينها, كيف أن جل السياسيين والمفكريين الذين قابلوهم, تكالبوا على مهاجمه الأخرين وإطلاق الإشاعات عليهم, بدلا من إسداء النصح.

سادتــى

هذه ثوره شعب عظيم يمتلك رؤيه تثير الدهشه والإعجاب. شعب يتحرك دونما أى قائد, اللهم إلا حسه ووعيه الوطنى المذهل.

إن الطريق مازال طويلا والأعداء كثيرون,

بعضهم ظاهر وبعضهم مستتر..

لكن هؤلاء الذين أسقطوا نظام مبارك وترسانته الأمنيه والإعلاميه الرهيبه, والذين يسقطون الأن حصون قلعه الفساد المنيعه, لن يتوانوا عن مواجهه تيار التخريب والتشكيك والمصالح الذاتيه المتنكره فى ثياب جماعات دعويه.

لقد إستيقظت مصر بعد سبات طويل.. ولا أظنها ترغب فى العوده عن هذا الطريق أبدا

Thursday, February 17, 2011

حــق الشهــداء

أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصا على النظام الجمهورى وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه

هذا القسم أداه الرئيس السابق-أو بالأحرى المخلوع- "مبارك" العديد من المرات كنائب للرئيس وكرئيس للجمهوريه.

ولا أجد توصيفا لما فعله بمصر طوال ثلاثين عاما, تطبيقا لهذا القسم وعملا به, أهون من الخيانه التامه لكل كلمه وحرف منه.

إن ما فعله مبارك -ولو إقتصرناه على مشروع التوريث فقط دون سواه من الكوارث-, لهو خيانه كامله, ليس لروح الجمهوريه فحسب, بل خيانه للوطن والشعب, وقبلهما خيانه لله.

إن مبارك وزوجته يعلمان قبل أى شخص أخر, أن إبنهما جمال غير متوازن نفسيا*, وعانى صغيرا من مشاكل فى هذا المضمار إستدعت علاجا متخصصا.

وحاشا لله أن أقصد هنا أى إساءه, فالصحه والمرض ليستا أبدا مجال للتراشق السياسى. فحتى لو كان إبنهما أنبه وأعقل أهل الأرض, ما أعطاهما ذلك الحق فى محاوله إلحاق مصر به كضيعه أو متاع.

لكن جرمهما هنا أشد.

على أن حماقات الأبن عادت عليهما, قبل أى أحد أخر بالوبال وهذه النهايه المخزيه. نهاية كان من الأشرف تجنبها, إلا أن رعونه الأبن و تهوره جعلت أى نهايه أخرى, بعيده عند روح العداله المقدسه.

ومن المحزن أن لا تجتمع عصابه التوريث كلها من عراب التوريث, الى العصابات المتنكره فى ثوب رجال أعمال , الى صحفيى التوريث أنصاف الموهبين , والذين تبؤامناصب رؤساء تحرير, إلى المسئوليين الحزبيين المغتصبين لمواقعهم, ألا يجتمع كل هؤلاء على شىء سوى حماقة هذا الشخص الذين أرادوا أن يؤدى تمثلية القسم كرئيس للجمهورية!

سادتى

ورغم كل ما تمر به البلاد الأن, فإن ما فعله ثوار مصر الشباب و الشعب المصرى كله, قد جنب مصر واحده من أسود حقب تاريخها المعاصر.

تخيلوا معى جمال مبارك فى منصب الرئاسه

أحمد عز قائما على مقدرات مصر وثرواتها ومعه بقية العصابه, إبراهيم كامل, المغربى, أبو العنين وغيرهم

صفوت الشريف مهيمنا على الحياه النيابيه و الحزبيه فى مصر

حبيب العادلى مغتصبا لمقدرات البلاد الداخليه والأمنيه.

أنس الفقى والمناوى يهيمنان بغطرسه على الأعلام الوحيد الذى سيسمح به.

عبد الله كمال وأسامه سرايا اللونان الوحيدان للصحافه التى يمكن تداولها داخل البلاد.

صور جمال مبارك تلوث فضاء بلادنا من أقصاها لأقصاها

أى مصير حالك مظلم أنقذتنا منه دماء الشهداء.

إن ما دبر لهذه البلاد فى ليل, هو أعظم بلاءا من مجرد الخيانه.

إن القصاص العادل من كل من شارك فى هذا البلاء , هو حق الشعب وواجبه.

التسامح والغفران بات حق يعود لشهداء الثوره فقط...

حق لم يعودوا معنا فى الدنيا كى يمنحوه!

يمكن الرجوع الى ساسلة "من الذى يحكم مصر الأن" فى هذه المدونه.

Sunday, February 13, 2011

حــق الشعــب

لم يدر بخلدى وأنا أكتب عن الفريق سعد الدين الشاذلى, أن الرجل سوف يفارق الحياه بعدها بساعات..

أعترف أن رحيله فى هذا التوقيت وتنحى مبارك بعدها بساعات, بدا لى كترتيب إلهى مهيب.

تبادر إلى ذهنى عندها مقولة توفيق الحكيم الخالده عند وفاة الدكتور طه حسين , بعد حرب أكتوبر:

"فارقت روحه الحياه, بعد أن فارق اليأس روح مصر"

لقد كان الفريق الشاذلى هو أحد الأبطال المخططين فعليا لنصر أكتوبر ,

وفى الوقت الذى كنا نهلل فيه ثلاثين عاما لصاحب الضربه الجويه, المنفذ لمهام أوكلها إليها أخرين, حملوا عبء التخطيط والتدريب والتنفيذ لهذه المهمه العظمى فى تاريخ مصر

تم التغاضى عمدا عن آلاف البطولات التى لم ولن تنساها "مصر" فى هذه الحرب, ليتم إختزالها ولثلاثون عاما فى شخص واحد!

أحد هؤلاء الأبطال المجهولين, كان رئيس أركان كتيبه مشاه قامت بإحدى أهم المعارك البالغة الأهميه على الأرض فى بدايات حرب أكتوبر.

معركة المزرعة الصينيه .. حسين طنطاوى.

أعترف أنىى كآخرين لم أعتقد أنه سيكون للمشير طنطاوى أبدا أى دور مؤثر على الأحداث فى مصر أينما تكون, بدا لى مستسلما تماما لمجريات الأمور.

حتى إندلعت الثوره, وإنتبهت الى لقطات الأيام الأولى لنزول الجيش..مصافحته المتظاهرين أمام مبنى التليفزيون.

بدا الرجل سعيدا, متفائلا , وأيضا وهو الأهم, كصاحب رأى فى الأحداث, بل وربما فيما جرى فى مصر فى السنوات الأخيره.

نعرف الأن أن الجيش وقف منذ اللحظه الأولى مع ثوره الشعب.

ونعرف الأن أيضا أن الجيش رفض طلب الرئيس السابق وإبنه مواجهة المتظاهرين بالقوه !

ونعرف الأن أن الجيش وقياداته تصدوا لمن حاولوا مقايضة مصر كلها بمصالح عائليه هزيله.

ولكن ما يجب أن نعرفه قبل كل شىء, هو أن مصر لم ولن تكون أبدا, مره أخرى متاع أو أرث يسلمها فرد لأخر تبعا لأهوائه الشخصيه.

إن قرار السادات الكارثى بتسليم "مصر" لرجل كحسنى مبارك" لم يتمتع أبدا بأى رؤيه أو حس أو فكر سياسى, قد أضاع على البلاد ثلاثين عاما من سباق التنميه والعلم المستعر بين بلدان العالم.

إن تسليم مبارك لدوله مهيبه كمصر إلى إبنه وأصدقائه كى يستفذوا مواردها وقدراتها ويعيثوا بها فسادا, لهى جريمه "خيانه عظمى" يجب محاكمه الرجل عليها حتى ولو كان فى سبات الموت.

إن مصر تعرف الأن, أن بطولات أى شخص, سواء كانت حقيقيه أو مزعومه! لم ولن تعطيه أبدا أى حق مطلق فى قيادة هذه البلاد.

هذا ما يعرفه الأن المشير طنطاوى, والفريق سامى عنان وغيرهم.

هذا ما يعرفه الأن كل العالم..

هذا الحق إنتزعه الشعب

وسيعطيه مقيدا ومؤقتا ... فقط لمن يريده

وفى الوقت الذى يريده

Tuesday, February 08, 2011

أى هاوية يدفعنا إليها عمر سليمان

أعلم أن اللواء عمر سليمان كان أحد العقبات القليله جدا الباقيه ضد مشروع التوريث الكارثى.

أعلم أن التشكيل العصابى لمجموعة التوريث التى كانت تحرك جمال مبارك كالدمية البلهاء دفعته بقوه لمحاولة إزاحه سليمان و طنطاوى فى أقرب وقت ممكن.

أعلم أن مبارك ربما يكون قد واجه هذا الضغط وتمسك بوجود سليمان ولو مؤقتا.

أعلم أن موقع سليمان على رأس جهاز المخابرات تمكنه من رؤية التحركات المشبوهه لحماس وحزب الله وإيران وغيرهم , والذين تمكنوا من إختراق جهاز الأمن المهترىء الفاسد بسهوله ومكنتهم من تحرير سجنائهم وأسراهم فى مصر أثناء أحداث الثوره.

إلا أن التمسك برؤيه الثوره من هذا المنظور الضيق للغايه, سيقودنا لا محاله الى كارثه يدفع ثمنها كل مصرى بلا جريره, سوى أنه قام بالمطالبه بحقوق إستلبها منه نظام فاسد عاجز فاشل, لم يستطع على مر عقود تقديم أى إبداعات أو حلول سوى إستخدام العصى الأمنيه العمياء لحمايته وحماية الفساد الذى يرعاه.

إن الولاء لمصر يجب أن يكون مقدما عن الولاء لأى مؤسسه أو شخص.

من المحزن أن يستخدم السيد عمر سليمان تبريرات واهيه من نوع دور مبارك فى حرب أكتوبر!! إن السيد سليمان يعلم أن أشخاص ساهموا بأدوار تتجاوز أهميتها بمراحل دور السيد مبارك فى حرب أكتوبر قد تم إهانتهم ونفيهم بل ووضعهم قيد الإعتقال مثل الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس أركان حرب القوات المسلحه إبان حرب أكتوبر.

من المؤسف أن يردد سليمان تهديدات مبارك (الذى لا يستحى الإستمرار فى تهديد الشعب بعد أن تلطخت يداه بدماء مصريين شرفاء) من أن البديل لبقاء الطاغيه هو إنقلاب.

إن ما يظن السيد سليمان أن الشعب المصرى لا يفهمه, هو أن أوان هذا الإنقلاب العسكرى لصالح الأمه قد فات بالفعل. كانت هناك العديد من المطالب الشعبيه فى الأيام الأولى للثوره بقيام الجيش بإستلام السلطه نيابه عن الشعب لفتره مؤقته وإزاحه الرئيس.

أما ما يدعوا إليه سليمان الأن فهو تدخل الجيش لحمايه النظام القائم ومبارك وعائلته فى مواجهة كل الشعب المصرى.

إن حافه الهاويه التى يقودنا إليها السيد النائب لن تنجح فى وقف الثوار والثوره’

لقد قالت الجماهير كلماتها واضحه مدويه..

فهل يستمع إليها السيد سليمان أم يزداد إصرارا إلى دفعنا نحو الهاويه؟!! ..

Sunday, February 06, 2011

الخروج المهين للرئيس

لا أدرى ما كل هذا اللغو عن الخروج المشرف للرئيس؟؟! لقد فقد هذا الرئيس إحترام العالم بأجمعه. إن دماء شهداء الثوره الأبرار, ومئات الملايين من مواطنى العالم الذين يتابعون مشدوهين ثوره المصريين حابسين أنفاسهم تعاطفا, قد أنهوا بالفعل أى مجال لخروج مشرف.

إن المحيطين بمبارك يتحدثون عن خروج مشرف تتلاشى أوهامه يوما بعد يوم " وتنسيهم خلفيتهم العسكريه أن منصب رئيس الجمهوريه هو منصب مدنى , لا علاقه له بالولاء العسكرى للقائد.

إن حسنى مبارك يدرك تمام الإدراك أن الدائره تضيق وتقترب من عائلته التى لا مفر من إتهامها بالفساد, وهو ما يفسر إصراره على البقاء فى السلطه.

مبارك يعلم أنه فى اليوم التالى لتنحيه, سيطلب النائب العام بل وكل رموز الفساد بدءا من أحمد عز وحتى أصغر مرتشى فى الدوله التحقيق مع جمال مبارك.

إن هذا الرجل لم يعد يفكر ولسنين عديده إلا فى نفسه وعائلته الضيقه, وليذهب كل شىء أخر إلى الجحيم.

من يشاهد ما يفعله مبارك مؤخرا , يوضح أنه لا يضع أى إعتبار للشعب المصرى فى حساباته, حتى أنه بات يهدد فى حالة إزدياد الضغوط عليه, بالقيام بتسليم البلاد الى الجيش, متوهما أنه سينجو وعائلته هكذا من أى حساب.

لقد إختار كريتسان أمبوور ليجرى معها حوارا, ألم يلفت نظركم ما قالته المراسله؟

لقد إرتعش مبارك حينما سألته : هل تشعر بأن الرئيس أوباما قد خانك؟

لم يرتعش لرؤيه دماء الشهداء وألاف الجرحى من المصريين, أو للبلاد وهى تتجه نحو هاويه وفتنه. وإرتعش فقط لموقف الرئيس الأمريكى.

إنها إهانه عظمى لمصر أن نطلب من أى دول أجنبيه المساعده فى إزاحه مبارك, فهى مهمة المصريين و المصريين فقط.

ولكن إذا فهمنا نفسيه هذا الرجل، وولائه ومصالح عائلته فى الغرب, فإننا بدعوة منظمات دوليه حقوقيه بما فيها منظمة العفو الدوليه بسرعة المطالبه بتقديمه هو وإبنه جمال (كونهما الحكام الفعليين للبلاد), الى محاكمه دوليه بتهمة إرتكاب جرائم ضد الإنسانيه, هو ما قد يعجل برحيله.

سيبحث عندئذ عن مخرج أمن له ولعائلته.

مخرج يعلم هو قبل أى أحد أخر,أنه لن يكون إلا خروجا مهينا....

وهو فى النهايه ما يستحقه بالفعل..

Saturday, February 05, 2011

من الذى يحكم مصر الأن




هذه ثورة الشعب المصرى كله

شباب مصر الذين طالما أمنت بهم هم طليعتها.

شهدائها الشباب هم وقودها المستعر وروحها المقدسه.

بذلوا أرواحهم ثمنا لحريه بلادهم وكرامة مواطنيهم, ولهم أن يطمئنوا بأن الشعب كله سيستعيد حريته وكرامته وإرادته كاملة غير منقوصه.

إن الملايين التى خرجت خلف أبناء الوطن لتسقط طاغوت الفساد وتنزع عنه أى إنتماء لهذا الوطن, قد خلعت بالفعل حسنى مبارك وأركان حكمه.

لم يدر بخلدى أن أختم سلسلة "من الذى يحكم مصر الأن" بهذه الإجابه البديهيه

"الشعــب"

ولنتذكر دائما هذه العباره الخالده

"الشعب هو القائد ..الشعب هو المعلم"